“اوبك+“ توجه ضربة مؤلمة للغرب.. ماذا يعني خفضها الإنتاج مليوني برميل يومياً..!

4٬981

أبين اليوم – الأخبار الدولية

وجهت مجموعة أوبك بلس “ضربة مؤلمة” لأمريكا والاتحاد الاوروبي بعد قرارها مساء يوم الاربعاء، خلال اجتماعها في فيينا، خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يومياً في نوفمبر، الى درجة أن الولايات المتحدة اتهمت المجموعة بالانحياز إلى روسيا.

وأثار قرار “اوبك+” غضب الولايات المتحدة التي اتهمت المجموعة بالانحياز إلى روسيا، كما أوعز الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وزارة الطاقة بتوزيع 10 ملايين برميل إضافية من الاحتياطي البترولي الإستراتيجي في السوق الشهر المقبل.

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن القرار -الذي اتخذته هذه المجموعة خلال اجتماعها في فيينا الأربعاء- سبّب “خيبة أمل” للرئيس بايدن.

ووصف البيان قرار المجموعة، الذي يعد أكبر خفض لإنتاج النفط منذ جائحة كوفيد-19، بأنه “قصير النظر” وقال إنه سيضر البلدان التي “تترنح أصلا” تحت وطأة أسعار النفط المرتفعة في ظل اقتصاد عالمي يعاني بدوره من “التأثير السلبي” للهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقد ارتفعت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية عقب إعلان قرار أوبك+، ليتجاوز سعر خام برنت القياسي 93 دولارا للبرميل.

وعلى الجانب الروسي، وصف ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء القرار الذي اتخذه تحالف أوبك بلس بأنه “غير مسبوق” وعزاه إلى الحاجة لتحقيق التوازن في سوق النفط.

وحذر نوفاك -في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الرسمي- من أن التوجه لفرض سقف لسعر نفط بلاده، وهي خطوة اقترحها الاتحاد الأوروبي ضمن عقوبات جديدة مزمعة على موسكو، سيكون له أثر ضار على الأسواق العالمية.

وصرح المسؤول الروسي بأن بلاده قد تخفض إنتاج النفط لمواجهة التأثيرات السلبية إذا قررت القوى الغربية تنفيذ هذه الخطوة، كما أكد أن الشركات الروسية لن ترسل إمدادات النفط إلى الدول التي تعتمد هذا السقف.

وتجاهل تحالف “أوبك+” -الذي يضم أعضاء منظمة أوبك وشركاءهم ومن بينها روسيا- مناشدات البيت الأبيض لمواصلة ضخ إمدادات النفط، وقرر خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، وهو أكبر خفض منذ تفشي كوفيد-19 عام 2020.

ويرى المحللون ان هذه الخطوة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، ما سيزيد من معدلات التضخم التي وصلت إلى مستويات قياسية منذ عقود في العديد من البلدان الاوروبية.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن هذه الخطوة قد تعطي دعما لروسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها في وقت لاحق من هذا العام، ومحاولة مجموعة الدول السبع لكبح جماح أسعار النفط.

کما انه من المتوقع أن تكون هناك خطوات لاحقة من قبل اوبك+ في ظل عدم وضوح الرؤية العالمية إذا حدثت تطورات اقتصادية خصوصاً فيما يحدث في الصين، وتوقعات الركود في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

وكانت أسعار النفط قد هبطت إلى نحو 90 دولارا بعدما كان سعر البرميل 120 قبل 3 أشهر بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، ورفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع الدولار.

ويشهد سوق الطاقة حرباً طاحنة بين روسيا والغرب اثر العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وقرار موسكو الاخير ضم 4 مقاطعات سيطرت عليها شرق اوكرانيا، والعقوبات الجمة التي فرضتها امريكا والاتحاد الاوروبي ضد موسكو، حيث استخدم الغرب الدولار والأنظمة المالية مثل “سويفت” سلاحا ضدها، في حين قطعت روسيا الغاز على مراحل عن معظم الدول الاوروبية، التي قد تشهد أحد أبرد شتاءاتها منذ الحرب العالمية الثانية.

والى جانب حرب العقوبات والطاقة بين روسيا والغرب يواصل الغربيون إرسال الاسلحة بمختلف انواعها الى اوكرانيا التي تكافح لإحداث اختراقات في الجبهة الروسية الغربية وتتحدث عن بعض التقدمات في حين تتوعد موسكو وتهدد باستخدام حتى النووي لحماية أمنها وأراضيها المستهدفة من قبل الغرب، وفي حين جاءت خطوة اوبك+ لمصلحة روسيا والدول المتواجدة في هذا التحالف، حيث انها تعول على تعويض خسائرها بسبب جائحة كورونا، فإن الخطوة نزلت كالصاعقة على الاوروبيين الذين اتبعوا حتى الآن الاوامر الامريكية القاضية بمواصلة التصعيد مع روسيا بدل التفكير بحلول سياسية ترضي جميع الاطراف.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com