كفة “آل عفاش“ ترجح في الجنوب.. التحالف يعزف سيمفونية الوداع للإنتقالي والإصلاح.. “تقرير خاص“..!
أبين اليوم – خاص
تنزلق خيوط اللعبة شيئاً فشيئاً من بين أصابع المجلس الإنتقالي الجنوبي، وعدوه اللدود حزب الإصلاح عبر إضعاف ممنهج يستنزف قوتهما العسكرية بإشعال فتيل المعارك بين الطرفين من حين لآخر، أو بتفعيل دور أدوات أخرى كما حدث مؤخراً بهجمات مسلحة للقاعدة أنهكت قوات الإنتقالي في أبين..
وسياسياً.. فإن التعيينات الجديدة اتسمت بإزاحة رجال المكونين “الإصلاح والإنتقالي” عن المناصب الحساسة، فيما لم يسلم كليهما من التضييق المالي، طوال الفترة المنصرمة.
وعلى النقيض من ذلك، يمضي التحالف السعودي الإماراتي بقوة نحو تمكين ما يعرف بـ “المقاومة الوطنية” التي يتزعمها طارق صالح وحزب المؤتمر “التيار المدعوم من أبوظبي”، وظهر ذلك جلياً في التعيينات الأخيرة، سبق ذلك افتتاح فروع للمكتب السياسي لطارق صالح في شبوة وتعز، ضمن تحولات في مواقف التحالف أفضت في مجملها إلى عودة “آل عفاش” وأعمدة النظام السابق مجدداً إلى الساحة اليمنية.
في عدن.. أصدر مدير الأمن مطهر الشعيبي “ذو الخلفية المؤتمرية” تسعة قرارات، قبل يومين، قضت بتعيين أسماء في مناصب أمنية اثنين منها تضمنت مستشارين والبقية شملت تغييرات في جهاز البحث الجنائي، كما سبق ذلك القرار، سلسلة تغييرات شملت مدراء أقسام ووحدات أمنية..
فيما أكدت مصادر مطلعة لـ “أبين اليوم” أن تلك الأسماء اختيرت وفق ترشيح من العميد/ عمار صالح شقيق طارق صالح ووكيل جهاز الأمن القومي السابق.
تكرر إسم عمار صالح على الساحة – مرات عديدة خلال الآونة الأخيرة – بما يؤكد نفوذ الرجل المتنامي بإيعاز من التحالف بالنظر إلى خبرته التي اكتسبها إبان توليه قيادة جهاز الأمن القومي خلال فترة رئاسة عمه، حيث قاد اتفاق التنسيق بين مكتب طارق ومحافظ مأرب سلطان العرادة خلال فترة الهجوم الذي أسفر عن سيطرة الحوثيين على 12 مديرية بمأرب..
ومنذ يوليو الماضي، تجري نقاشات مستمرة حول تعيين رئيس لجهاز أمـن الدولة في عدن، وكان أبرز المرشحين للمنصب، عمار صالح وكيل الأمن القومي سابقاً، وأحمد المصعبي رئيس جهاز الأمن القومي حالياً، وصالح المقالح مدير مكتب رئيس المجلس الرئاسي، وفق ما ذكره مراسل وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” فارس الحميري، عبر حسابه في تويتر.
على صعيد متصل.. بدأ حزب المؤتمر الشعبي العام يستحوذ على نصيب الأسد في تعيينات المحافظين في المناطق المحتلة، وأصدر رئيس مايعرف بـ “المجلس الرئاسي” رشاد العليمي قرارا قبل شهرين قضى بتعيين مبخوت بن مبارك محافظاً لمحافظة حضرموت إلى جانب محافظي شبوة والمهرة، وكلهم ينتمون لحزب المؤتمر ويحتفظون بعلاقات جيدة مع الإمارات التي تشرف على عملية سحب البساط من تحت أقدام المجلس الإنتقالي رغم أن الأخير يعدها الحليف الأول له..
فيما تظهر الإمارات عداءً واضحاً للإخوان المسلمين في الوطن العربي وحزب الإصلاح ، الذي سلم محافظة تعز لطارق صالح على طبق من ذهب، في أكتوبر من العام الماضي، إثر اتفاق مع قيادة محور تعز.
وبطبيعة الحال.. فإن الإمارات ستدعم طارق صالح بقوة لمد نفوذه نحو مناطق سيطرة الإصلاح في تعز، لكن السعودية أيضاً لعبت دوراً بارزاً في هذا الجانب، وهذا ما كشفه محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة، الصحفي أحمد الشلفي، الذي أكد، عبر حسابه في فيسبوك، بأن الإتفاق لم يكن إلا ثمرة لجولات مكوكية قادها عدنان زريق المقرب من السعودية وهو أركان عمليات المحور.. وهنا اشترط التحالف تقديم الدعم المالي للجيش في تعز عبر طارق صالح فقط، بحسب الشلفي.
واستناداً على قاعدة أساسية تقول بأن “من يسيطر على المال يسيطر على القرار” ، فقد رجح ذلك الشرط كفة طارق صالح الذي سارع بافتتاح مكتبه في تعز واتخذ قرارات من شأنها تعزيز قبضته على المحافظة، كما نظم عدة لقاءات مع مشايخ وقبائل تعز، وخلال زيارة دشنها خلال عيد الأضحى الفائت، تولى مكتبه دعم مستشفيات المحافظة، وتوزيع السلل الغذائية على المواطنين، في خطوات ستفقد الإصلاح مناصريه بعد خضوع قوته العسكرية لطارق، وعلى خطى الإنتقالي، سيخرج من المولد بلا حمص.
يدشن التحالف عودة النظام السابق بشكله الجديد المعروف بـ “المقاومة الوطنية” إلى الواجهة في المحافظات المحتلة على حساب كل من الإنتقالي والإصلاح، ويتزامن مع تمكين طارق صالح وتنامي نفوذ شقيقه عمار، دعوات مستمرة لرفع العقوبات الأممية عن نجل الرئيس صالح، فيما يبدو بأنه حنين من التحالف للتعامل مع “آل عفاش” مدفوع بقدرة الأخيرة على التكيف وتغيير جلدها مواكبة لأي مستجدات..
بالإضافة إلى مصالح تشكلت خلال عقود من حكم النظام السابق، يقابله جمود حزب الإصلاح المثقل بشيخوخة قياداته، والوضع الدولي الذي يتجه نحو إزاحة الإخوان المسلمين في الدول العربية، وخبرة محدودة للإنتقالي جعلت منه عبئاً أكثر من كونه أداة نافعة مع تحالف يدير أتباعه كتاجر همه الأول حساب ميزان” الربح والخسارة”.