الدولة بمفهومها الحديث هي “ادارة” , مجرد إدارة في مختلف المجالات لإقليم ومجموعة بشرية معينة لايشترط فيها التجانس كتجانس اللون والعرق والدين واللغة , كما لايشترط الحب والقلوب وما إلى ذلك من مصطلحات لاتجد طريقها للتجسيد الواقعي في أي دولة لا في الماضي ولا في الحاضر ولاحتى في المستقبل .
فعلى سبيل المثال “الولايات المتحدة الامريكية” دولة متعددة الأجناس والألوان والأديان , والسود والبيض لم يندمجا في بعضهما حتى الساعة ولكل منهم خصوصياته , ورغم التاريخ المأساوي من الصراع إذ تم خطف السود من أفريقيا واستعبادهم وقتلهم بشكل بشع ومأساوي وكذلك الهنود الحمر وهم السكان الاصليين لكننا لم نسمع بمن ينادي بدولته المستقلة او فدراليته المستقلة لأنه لايوجد بينهم حب او لأن بينهم كراهية في الماضي والحاضر.
كذلك جنوب افريقيا صاحبة الماضي العنصري البشع بين السود والبيض , ومع ذلك لم تمس الدولة ولم يطالب احد بإزالتها أو تقسيمها , والأمثلة من كل العالم كثيرة بل من محيطنا نفسه كلبنان والحرب الأهلية فيها او المملكة العربية السعودية والتي قامت بعدة مذابح بشعة بحق أهل الحجاز وكذلك الشيعة في المناطق الشرقية ومع ذلك لم نسمع بأحد يتحدث عن وحدة القلوب .
ماهي وحدة القلوب ياهؤلاء ؟ هل مطلوب منا مثلاً أن نأخذ بعض بالاحضان ونتبادل القبل والزهور تحت شجرة على شاطئ البحر لتبقى الجمهورية اليمنية ؟!