هل بدأ العد التنازلي لحرب عالمية ثالثة..!
أبين اليوم – أخبار دولية
يقال أن التقارير الأوروبية والأمريكية تتجه هذه الأيام لتصعيد التوتر في أوروبا الشرقية بتأجيج الادعاءات والخطاب المعادي لروسيا، فيما ترى الأخيرة انها تقارير كاذبة وإدعاءات واهية الغرض منها إستعداد أمريكا وأوروبا لفرض عقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسع حلف شمالي الاطلسي “الناتو” شرقاً، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة كونه يهدد الأمن القومي الروسي.
روسيا تريد من جانبها تعهداً خطياً غربياً “أميركياً – أوروبياً (ناتويا)” بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف (شمالي الاطلسي)، وكانت قد تقدمت في 17 كانون الاول/ديسمبر الماضي بمشروعي اتفاقين مع الولايات المتحدة و”الناتو” حول ملف الضمانات الأمنية الذي أصبح في صلب سلسلة محادثات أجراها الجانبان دون التوصل لاي نتيجة.
تشترك أوكرانيا في الحدود مع دول في الإتحاد الأوروبي بالإضافة إلى روسيا، وتعتبر جمهورية سوفيتية سابقة، تتمتع بعلاقات اجتماعية وثقافية عميقة مع موسكو وينتشر فيها التحدث باللغة الروسية على نطاق واسع.
مطالبة روسيا المتكررة من أمريكا واوروبا وحلفهما الأطلسي ضمان عدم ضم اوكرانيا الى حلف شمال الاطلسي وتكرار ضغوطها لمنع أوكرانيا من الانضمام الى المؤسسات الأوروبية وخصوصاً حلف شمال الاطلسي الناتو، قابله تصعيد أوروبي في محاولة لجر روسيا لصراع واشتباك مبكر مع أوروبا، حيث دعا الرئيس البولندي أندريه دودا، في ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لرفع جاهزية قوات “الناتو” على الجانب الشرقي لاوروبا قائلاً عقب اجتماعه مع الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتبنرغ في بروكسل: “اقترحت على الأمين العام زيادة جاهزية قوات الناتو في هذا الجزء من أوروبا – على الجانب الشرقي للناتو”.
في المقابل.. روسيا تنفي وجود أي نية لها لغزو اوكرانيا رغم أن التقارير الاميركية تتحدث عن رقم نحو 100 الف جندي حشدتهم على حدودها مع اوكرانيا وتضغط بشدة لمنع اوكرانيا من الانضمام الى المؤسسات الأوروبية وخصوصاً حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ذلك ما صرح به مصدر من “البنتاغون” الأميركي في مطلع الشهر الحالي كانون الثاني/يناير 2022، بقوله أن موسكو تحشد على الحدود مع أوكرانيا أكثر من 100 ألف عنصر و13 ألف دبابة وأكثر من 1800 قطعة مدفعية، في تطور ملفت و”مقلق” وفقاً لآخر المعلومات (حسب المصدر)..
فيما قال مصدر آخر من “البنتاغون” ايضا، ان “التوتر مع روسيا حول أوكرانيا ما زال قائماً والحشد الروسي المتغير حجماً ونوعاً لم يغيّر من تهديدات الكرملين”، وقال مصدر ثالث “مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية”، أن الحشد الروسي لم يغيّر من تهديدات الكرملين فيما يتعلق باحتمالات غزو روسيّ لأراض اوكرانية في الاسابيع او الاشهر القليلة المقبلة.
في منتصف الشهر الحالي، أعلن ستولتنبرغ بلغة مبطنة عبر إذاعة بولندا، أن حلفه “الاطلسي” لن يتنازل عن “التوسع” و”نشر القوات في الشرق”، و”نحن الآن في لحظة حرجة تجاه الأمن في أوروبا، ويجب أن نتحدث مع روسيا، بما في ذلك، ومن أجل أن ننقل إليها الموقف الإجماعي لجميع الحلفاء، بأننا لن نقدم أي تنازلات إذا كان الحديث يدور عن المبدأ”..
مشيراً إلى أنه “لكل دولة الحق في اختيار مسارها الخاص وتقرير ما إذا كانت تريد الانتماء إلى الحلف العسكري، الذي يمثله “الناتو” أم لا”.
الشهية الأوروبية بدأت بالانفتاح والتوسع ومطالباتها لم تقتصر على إنسحاب روسي من اوكرانيا بل تعدت خارطة مطالباتها لتشمل (جورجيا ومولدوفا اضافة الى او كرانيا) فقد حث ستولتبنرغ، الأربعاء، روسيا على “سحب قواتها من أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا”، و”الإقرار بحق كل دولة في تحديد تحالفاتها العسكرية”، ذلك في رد مكتوب للناتو على مطالب روسيا بشأن ضمانات أمنية جديدة.
تبع هذه التهديدات الناتوية الأطلسية تهديد أميركي مباشر الاثنين الماضي، قال فيه المتحدث باسم “البنتاغون” جون كيربي، إن الولايات المتحدة مستعدة لإرسال 8,5 ألف عسكري إلى شرق أوروبا على خلفية “تهديد الغزو الروسي لأوكرانيا”، لكنه أوضح في الوقت نفسه، أن القرار بهذا الشأن لم يتخذ بعد، وأن الحديث يدور حالياً فقط عن وضع وحدات عسكرية محددة في حالة التأهب القصوى.
اعقب ذلك انتقاد شديد اللهجة وجهه الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الى خلفه جوبايدن حول خطط الأخير إرسال قوات أمريكية إضافية إلى شرق أوروبا، على خلفية تصاعد الوضع حول أوكرانيا، واصفاً التصعيد الاميركي بـ”الجنون” قائلاً: “هذا جنون.. هذا شيء لم يكن ليحدث قط في ظل رئاستي، مشيراً إلى أن خطوات بايدن كفيلة بـ “تأجيج حرب عالمية ثالثة”.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد هدد في وقت سابق باتخاذ ما اسماه بـ”الإجراءات العسكرية والتقنية” المضادة المناسبة في حال إستمرار الغرب في اتباع ما وصفه بـ “نهج عدائي” ضد روسيا.
بحلول أوائل كانون الأول/ديسمبر، أصر مسؤول روسي على أن لبلاده “الحق في نقل القوات على أراضيها”، نافياً ان يكون تحريك القوات الروسية بمثابة تصعيد، واتهمت موسكو، جارتها أوكرانيا، بنقل نصف جيشها (حوالي 125 ألف شخص) إلى الشرق، وقالت أن كييف كانت تخطط لمهاجمة المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، فيما قال فلاديمير دشاباروف، الرجل الثاني في لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب الروسي في أوائل كانون الأول/ديسمبر الماضي، إن نصف مليون أوكراني في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون لديهم الآن جوازات سفر روسية، مضيفاً إنه إذا طلب زعماء المتمردين مساعدة روسيا، “بالطبع، لا يمكننا التخلي عن مواطنينا”.
من خلال ما تقدم وحسب ما يظهر من التقارير في هذا الصدد، فان اي تماس فيزيكي بين الجانبين الروسي مقابل الاميركي الأوروبي الأطلسي قد يهدد الهيكل الأمني لاوروبا بالكامل وقد يتسع اشعاعه التدميري ليعرض الكرة الارضية لحرب عالمية جديدة بإمكان الجانبين تجنبها لو حكم الطرف الاميركي الاوروبي الاطلسي عقله وتجنب الاستفزاز المتواصل لروسيا.
المصدر – العالم