مخاطر خطط قادمة لتحالفات عسكرية ذات أهداف مشبوهة..!
أبين اليوم – إستطلاع
يقال ان تحذيراً يمنياً صدر على لسان وزير خارجيته هشام شرف يوم الأربعاء الماضي، من مخاطر خطط قادمة لتحالفات عسكرية ذات أهداف مشبوهة، تحت مسمى المناورات البحرية للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب.
التحذير اليمني جاء بعد هبوب “الأعاصير” اليمنية التي ضربت الامارات، ما تبع ذلك ردات فعل على المستوى الاقليمي والدولي لحماية “كنز الارض” النفطي واحتياطياته في عموم جزيرة العرب والمحميات التابعة لها بإعلان كيان “اسرائيل” عزمه تزويد الإمارات بمنظومات الإنذار المبكر وأجهزة رادار وبرمجيات تحكم، فيما قررت الولايات المتحدة الأميركية نيتها إرسال طائرات متطورة وتوفير الدعم الدفاعي الجوي في الإمارات.
لماذا البحر الأحمر؟
يعتبر البحر الاحمر الذي تمر عبره أكثر من 21 ألف سفينة تجارية سنوياً، وأكثر من 2 مليار برميل من النفط سنويا، احد اهم الممرات المائية في العالم بل اهمها باعتباره ممرا مائيا يربط بين المحيطين الهندي والاطلسي عبر البحر المتوسط، كما يربط 3 قارات حيوية هي اسيا وافريقيا واوروبا، ويتوسط بقعتين جيوغرافيتين استراتيجيتين هما العمق العربي الافريقي وعموم القارة الافريقية مع العمق العربي الاسيوية وعموم القارة الاسيوية ابتداءا من جزيرة العرب والاراضي المحيطة بها اللي اطلقنا عليها في بادئ المقال تسمية “كنز الارض”، المتخم بمصادر الطاقة الأساسية في العالم، الذي تحتاجه عجلة الاقتصاد العالمي لتحريك اقتصادياته الحالية والمستقبلية.
أطماع تاريخية:
انها أطماع صهيونية تاريخية مكبوتة في قرارة صدور عتاة الصهاينة باهتمامهم القديم الجديد بالبحر الأحمر وأفريقيا، اذ جاء في اول تصريح مسجل للصهيوني إبن غوريون (رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي الاسبق) سنة 1933م “إن العقبة وموقع إيلات التاريخي –أم الرشراش- سيسمح لنا بالتمركز في الخليج (العقبة) والبحر الأحمر”، كما كتب في سنة 1934م لزميله القاضي (برانديز) في المحكمة الأمريكية العليا: “سيكون لنا طريق مائي مفتوح إلى المحيط الهندي وأكبر قارة في العالم من خلال خليج (إيلات) والبحر الأحمر”.
وفي تصريح ثان له، يقول ابن غوريون “إنني أحلم بأساطيلنا وهي تمخر عباب البحر الأحمر”، ويقول:”إننا محاصرون برياً، والبحر هو طريقنا الرئيس للمرور الحر إلى يهود العالم وللاتصال بالعالم”، لكن استنفارهم هذه المرة جاء دعما ونصرة لدويلة التطبيع وللملكة السعودية التي باشرت مقدمات التطبيع بتسخير اجوائها لخدمة الكيان الاسرائيلي خلال عبور اول وفد اسرائيلي اميركي في أول رحلة رسمية مباشرة من تل أبيب إلى أبو ظبي في منتصف الشهر الثامن لعام 2020، على متن طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية حيث اعتُبرت الرحلة إسرائيليا “اختراقا”، وفلسطينيا “خرقا للموقف العربي”..
ويوم الأربعاء الماضي اعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي ان طائرة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عبرت الاجواء الاردنية والسعودية في طريقها من تل ابيب إلى البحرين.
استنفار عابر للقارات:
انطلقت الولايات المتحدة بتدريب بحري دولي تحت اسم (IMX) بدأ يوم الإثنين الماضي في البحرين بمشاركة 59 دولة إضافة الى كيان الإحتلال الإسرائيلي إلى جانب عدد من الدول العربية والاسلامية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان المحتل قالت عنه البحرية الأميركية إن التدريب يستمر لمدة 18 يوما، يضم 9 آلاف فرد و50 سفينة، وهو تمرين للأجهزة المسيرة عن بعد مع أكثر من 80 نظاماً لطائرات من دون طيار..
فيما غرد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر “تويتر” قائلا ان اسطول سفن الصواريخ الاسرائيلية ووحدة المهام تحت المائية سيتدربان مع الأسطول الأمريكي الخامس في منطقة البحر الأحمر، زاعما ان “التمرين سيعزز الأمن في المنطقة والشراكة الإقليمية”.
الهدف الحقيقي:
من شأن التحركات الاميركية الإسرائيلية بالمنطقة انزلاقها إلى ساحة صراع وتحالفات عسكرية دولية جديدة بذريعة مقاومة الإرهاب والقرصنة وتعزيز أمن المنطقة، بينما حقيقة الأمر وجود أجندات وأهداف مشبوهة لتحويل منطقة البحر الأحمر وبحر العرب إلى ساحة صراع مباشر وبالوكالة، المتضرر الاول من كل ذلك شعوب ودول المنطقة بل ستكون وقودا لها والمتضرر الرئيس في أي حروب ستنشأ عنها.
يرى وزير خارجية اليمن “إن ما أعلنه الكيان الصهيوني والقيادة المركزية الأمريكية بشأن المناورات البحرية في المنطقة لا يعدو كونه عرضاً مستفزاً للقوة العسكرية البحرية، وتحاول “إسرائيل” من خلالها تأكيد رسائل هيمنة وتهديد لدول منطقة الجزيرة العربية والبحر الأحمر والخليج (الفارسي) أملاً في تعزيز التوجه نحو مزيد من التطبيع والتبعية والتهويل لقدراتها العسكرية أمام دول المنطقة غير المنضوية تحت لوائها”.
البادئ أظلم:
“الأعاصير” اليمنية التي انطلقت لتأديب دويلة الإمارات وقبلها العنق الاقتصادي السعودي لم تكن لتحدث لولا تحريك المملكة والدويلة الخليجية بدفع من قبل الاستكبار الاميركي وربيبته الغدة السرطانية الاحتلالية لشنهما عدواناً استهدف الإنسان اليمني وبناه التحتية وفرض حصار اقتصادي تجويعي طال سبعا عجافا، وعلى المعتدي الظالم تدور الدوائر والبادئ اظلم.
من هنا يتوجب على الواعين بالمنطقة التأكيد على أهمية الرصد المستمر للتحركات الإسرائيلية الجديدة المدعومة من واشنطن وبمشاركة عدة دول تسير في ركبها، والتي جاءت في وقت يتعرض فيه التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي لهزائم منكرة على يد القوت المسلحة اليمنية.
وبالفعل فقد حذر اليمن من عدم تواني قواته عن التعامل مع أي تجاوزات لأساطيل أو طائرات الدخلاء في المنطقة البحرية التي تقع في نطاق سيادته ومن أي محاولة للقيام بأي حماقات تصعيد أو استفزاز على طول السواحل اليمنية مؤكدا انه ليس بشريك لاي تحالف أو مناورات يشارك فيها الكيان الاسرائيلي.
المصدر: العالم