ليست حكومة ولا حتى سكرتارية..!
بقلم/ مصطفى راجح
واقعة التفجيرات الإرهابية في مطار عدن يتحمل وزرها التحالف والشرعية. السلطة لا تتقرر على الورق في الرياض. السلطة هي من يدير عدن أمنياً وعسكرياً وقراره السياسي نافذ داخلها.
هذه السلطة هي الأداة ” الإنتقالي” الذي تستخدمه الإمارات، وبموافقة السعودية ، أكان ذلك برضاها أو رضوخاً للأمر الواقع الذي تفرضه شريكتها الصغيرة.
الشرعية وحكومتها كُسرت على مراحل. كُسرت برضاها وقبولها بإنشاء التحالف ميليشيات الإنتقالي خارج مشروعيتها وسلطتها المفترضة.
وكُسرت بسكوتها على تغول التحالف وهيمنته على قرارها. وكسرت بقبولها البقاء في الرياض كسلطة ورقية يستخدمها التحالف. وكسرت من خلال تحويل مكوناتها المفترضة الى تكوينات متنافرة ترتبط مع دولتي التحالف بعلاقات إرتزاقية ، يستلمون رواتبهم ومخصصاتهم من يد الرياض وأبوظبي ، وينفذون إرادة من يدفع لهم.
وكسرت بمنع طائرة هادي من الهبوط في مطار عدن ، وصمته وإبتلاعه لهذه الواقعة. وكسرت بحربين شنهما الانتقالي ضد حكومتها في عدن ، انتهت بطردها.
وكسرت بيد رئيسها مرات لا تحصى كان أحدها قراره بإقالة حكومة بن دغر إرضاءا للإمارات وعقابا لحكومته على موقفها المشرف في سقطرى.
وكسرت بقصف طيران الإمارات على جنود الشرعية على مشارف عدن. وكسرت بقرار هادي ايقاف التقدم الى عدن وخيانته لجنوده الذين مزقت اجسادهم صواريخ التحالف. هذه عينة من الوقائع لا إحصاءاً بها.
لا يوجد حكومة لا تمارس سلطتها على الأرض في أقسام الشرطة وإدارة الأمن في المدينة التي تتخذها عاصمة لها.
لا توجد حكومة تعود بوساطة وينزل رئيسها ووزراءه كضيوف لا يعلمون من يتولى إدارة المطار وتأمينه.
هذه ليست حكومة.. وليست حتى سكرتارية للسفير السعودي.. السكرتارية أمنها من أمن السفير ، وترويعها بالتفجيرات ترويع له ولدولة الوصاية التي أنتدبته.
هذه أقل من سكرتارية..!
هذه المهانة من صنعهم هم ورئيسهم ونائبه والتكوينات الحزبية الصامتة بجانبهم.
من كسر جنود الشرعية على مشارف عدن ليست طائرات الإمارات، بل قرار هادي الذي رضخ للقصف الترويعي وأمر ، كعادته، بإيقاف معركة إعادة سلطته إلى عدن.
كانت تلك هي فرصة عودة الحكومة.. أما العودة في زفة السفير فليست سوى مهانة.. تفجيرات اليوم تفصيل صغير جدا في عداد المهانات التي تستحقها.
الحكومة التي تقبل أن تتصل بسقطرى بمفتاح الإمارات ليست حكومة. ابحثوا لها عن إسم آخر.
من حساب الكاتب على فيسبوك