معهد بروكينغز: الحوثيون انتصروا في الحرب وعلى أمريكا التعامل مع هذا الواقع..!
أبين اليوم – وكالات
نشر معهد بروكينغز مقالاً للمختص في شؤون الأمن والإستراتيجيا بروس ريدل قال فيه “انتصر الحوثيون في اليمن، ماذا بعد؟”.
وجاء فيه “انتصر الحوثيون في حرب اليمن وهزموا معارضيهم. والسعوديين والإماراتيين الذين تدخلوا ضدهم عام 2015 بدعم من الولايات المتحدة. وهو إنجاز لافت لجماعة لا تملك قوة جوية أو بحرية. وهي قصة نجاح مدهشة مثل حزب الله في لبنان”.
وأشار إلى أن الحوثيين هم “زيديون” ، يختلف مذهبهم عن شيعة إيران والعراق ومناطق أخرى. وينسبون إلى زيد بن علي حفيد علي بن أبي طالب، ابن عم الرسول وصهره.
وفي عام 740 قاد زيد بن علي انتفاضة ضد الإمبراطورية الأموية التي كانت تحكم من دمشق وقتل في الثورة ويعتقد أن رأسه مدفون في مدينة الكرك الأردنية.
وتشير السير الذاتية عنه إلى أنه كان نموذج الخليفة الصالح للحكم ومحارب الفساد، الذي كان في مركز ثورته. وجعل الحوثيون بدورهم مكافحة الفساد -على الأقل اسمياً- في جوهر ثورتهم.
وتساءل الكاتب عن السبب الذي جعل الحوثيين ينتصرون، ويشير إلى نموذج حزب الله في لبنان الذي استطاع طرد الإسرائيليين من جنوب لبنان عام 2000، حيث أصبح واحداً محفزاً ومدرباً لهم بالإضافة لإيران التي كانت مصدر دعم آخر للحوثيين، وبخاصة بعد اشتراك الحركة وطهران مع العدو المشترك وهي السعودية.
لقد ألقى انتصار حزب الله بظلاله على الحوثيين بعدة طرق، وقدمت الحركتان نفسيهما على أنهما مدافعتان عن الوطن ضد الغزاة الأجانب:
إسرائيل والسعودية اللتين دعمتهما أمريكا.
فقد نجح حزب الله بطرد إسرائيل بعد عقدين من المقاومة ودمرت دولة الجنوب الموالية لإسرائيل. وبات يهدد إسرائيل بمئات الآلاف من الصواريخ والطائرات بدون طيار.
أما الحوثيون فقد استطاعوا التحكم بالحرب منذ بداية الحملة السعودية عام 2015 ووسعوا مناطقهم وهم يقتربون من السيطرة على آخر معقل حكومي في الشمال، وهي مدينة مأرب الغنية بالنفط.
واستخدم الحوثيون الصواريخ والمسيرات لضرب أهداف ضد السعودية والآن أبو ظبي، وبدعم من إيران وحزب الله. وانتصارات الحوثيين يجب ألا تعمينا عن ثمن الحرب الباهظ في اليمن، وبحسب صندوق التنمية التابع للأمم المتحدة، فقد قتل حوالي 377.000 يمني بنهاية عام 2021، ومعظمهم بطريقة غير مباشرة ونسبة 70% هم أطفال تحت سنة الخامسة.
وكان الحصار السعودي لليمن سبباً أساسياً للكارثة الإنسانية وحرمان البلد من الغذاء والدواء.
وماذا بعد؟
يجيب ريدل أن المعركة على مأرب هي المرحلة القادمة في الحرب، فقد حقق الحوثيون تقدماً مهماً في ميناء الحديدة ولا يبدو أنهم على عجلة من أمرهم في مأرب. ولا يعرف إن كان لدى الحوثيين مطامح في الجنوب السني، وإن كانوا سيطالبون بالأراضي التي سيطرت عليها السعودية في ثلاثينات القرن الماضي، مع أنهم لم يعبروا علناً عن هذا.
ويقول ريدل إن إدارة جو بايدن تعهدت بتحقيق السلام في اليمن كأولوية، لكنها لم تفعل الكثير على هذا المسار. وواصلت سياسة سلفها ببيع الأسلحة للسعوديين.
وفي الوقت نفسه، فالحوثيون ليسوا متعجلين في إنهاء حرب انتصروا فيها. ولا يمكن لأي سياسة إنهاء الحرب في اليمن، وتحقيق السلام هو قرار يمني وليس أمريكياً علاوة على أنه سعودي.
وعلى المجتمع الدولي تركيز اهتمامه على أهداف اليمنيين وتشجيعهم على التعاون وليس توحيد البلاد. وأفضل مكان للحل هو مجلس الأمن الدولي وقرار يعترف بالوقائع المتغيرة لا الموجودة في القرار السابق والذي مال لخدمة المصالح السعودية.
وأول مبدأ في القرار الجديد هو الدعوة لإنهاء التدخل الخارجي، مما يعني رفع الحصار عن اليمن ووقف الغارات السعودية داخله. ويجب وقف كل الدعم العسكري لحكومة هادي.
وهذا يعني وقف تدخل حزب الله وإيران والتوقف عن تقديم الخبرة للحوثيين في مجال الصواريخ والمسيرات.
ويجب مغادرة كل الخبراء اليمنيين مع السماح للطيران بين صنعاء وطهران ومشاريع التطوير بما فيها المشاريع الإيرانية لتطوير ميناء الحديدة.
ويجب الحفاظ على الآلية الحالية للتحقق والتفتيش في اليمن كما هي وتوسيع صلاحيتها وزيادة عدد العاملين فيها لكي تقوم بالتفتيش في الموانئ والقواعد الجوية والتأكد من عدم وجود خروقات.
وفي حالة رفض السعودية وقف غاراتها ورفع الحصار، فعلى الولايات المتحدة وقف كل أشكال الدعم العسكري للمملكة وسحب الجنود والمتعهدين العسكريين كما فعلت في أفغانستان.
ويجب أن يشمل هذا الصيانة الفنية لسلاح الجو الملكي السعودي، مما سيترك أثره المباشر على الطيران العسكري السعودي الذي لن يكون قادراً على شن غارات، وسيشل الحرس الوطني والجيش السعودي أيضاً. ولن تتأثر البحرية السعودية لأن مصادر شرائها وصيانتها متنوعة، لكنها ستواجه مصاعب.
ويعتقد الكاتب أن التعامل مع الحوثيين لن يكون سهلاً في مرحلة ما بعد الحرب، فموقف الحركة المعادي من أمريكا متجذر منذ قرار غزو العراق، وفاقمها دعم حرب لمدة سبعة أعوام شنتها جارة اليمن من خلال الطيران والحصار.
وتظل الأولوية الأمريكية هي وقف الحصار والسماح بوصول المساعدات إلى اليمنيين.
المصدر : القدس العربي