السعودية والعودة الى لبنان من باب رئاسة الحكومة..!

3٬746

أبين اليوم – الأخبار الدولية

في العام 1992 برز نجم رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي وصل إلى رئاسة الحكومة تحت مظلة اتفاق الطائف والرعاية السعودية له. ورغم تناوب شخصيات أخرى على رئاسة الحكومة حتى عام 2005 (واغتيال الرئيس الحريري) بقي الأخير الإسم الأبرز والأقوى والأكثر ضمانة بالنسبة للرياض.

من الملاحظات على عهد الرئيس رفيق الحريري إقصاؤه للشخصيات والأسماء والعائلات التاريخية في نادي رئاسة الحكومة. وبعد اغتياله كان من الطبيعي أن يتسلم إبنه الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة وحمل إرث والده طوال السنوات التالية.

اليوم وقبل أشهر قليلة من الإنتخابات البرلمانية، يتزايد الحديث عن انسحاب سعد الحريري من السباق الإنتخابي ما يعني انتهاء حياته السياسية. لكن في الواقع فإن انتهاء الحياة السياسية للحريري الإبن كان قبل 4 سنوات وعلى يد السعودية التي رعت وتبنت والده قبله.

في تشرين الثاني نوفمبر 2017، اعلن سعد الحريري استقالته من العاصمة السعودية الرياض في حادثة عرفت حينها بحادثة (اختطاف الحريري).

حينها وبعد عودته الى بيروت ونجاح مساعي الرئيسين عون وبري في إفشال تبعات (اختطاف الحريري) كانت الفرصة ذهبية امامه لتثبيت إسمه لدى الشارع. لكنه أصر على ربط مصيره بالرياض.

الفرصة الثانية كانت عند تقديم الحريري استقالته من رئاسة الحكومة عقب احتجاجات تشرين 2019. الاستقالة كانت في دافعها الأساسي استجابة لطلب سعودي بهدف إحراج حزب الله وحلفائه. حينها خسر فرصته الثانية
اليوم ومع اقتراب الإنتخابات، يتوجه الحريري لمغادرة المشهد السياسي.

قرار يمثل خسارته للفرصة الثالثة، حيث يقدم ورقة مجانية للمقاربة السعودية حول لبنان والتي أصبحت تراهن على بهاء الحريري الداخل بقوة على خط السياسة مسلحا بما يسمى (fresh dollar). فيما كان يمكن لسعد أن يستفيد من فرصة الإنتخابات لفرض إسمه على الساحة السياسية خاصة وأنه يحظى بقبول عام لدى باقي القوى السياسية، لاسيما خصومه.

عليه، ينتقل مفتاح (البيت السياسي لآل الحريري) إلى يد بهاء الذي يدخل بنفس الطريقة والأسلوب التي جاء فيها والده قبل ثلاثين عاما. وبالتالي سيكون البوابة التي تسعى السعودية للعودة من خلالها إلى اللعبة السياسية في لبنان بعد التغيرات التي طرأت على المشهد في لبنان والمنطقة.

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com