يمرّ أتليتيكو مدريد الإسباني بأحد أفضل مواسمه في الفترة الأخيرة. تألّقٌ على مختلف المستويات يعِد بموسمٍ استثنائيّ لرجال سيميوني، قد يعود على الفريق بتحقيق أكثر من لقب في نهاية المطاف
اشتهر أتليتيكو مدريد في السنوات الماضية بعد مجيء المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي صعد بالروخيبلانكوس من منتصف الجدول إلى المنصّات المحلّية والأوروبيّة. منظومة دفاعيّة بأقلّ الإمكانيات المادية الممكنة خطفت الليغا من برشلونة وريال مدريد موسم 2013-2014، كما رفعت العديد من الألقاب، منها الدوري الأوروبي.
الأعوام الثلاثة الأخيرة، عرف أتليتيكو تراجعاً واضحاً في المستوى والنتائج، حيث رحل بعض اللاعبين البارزين كما كثُرت الشائعات بشأن رحيل سيميوني، غير أن هذا الأخير ظلّ على رأس العارضة الفنية للفريق ليُظهره هذا الموسم بصورة البطل، رغم صعوبة الأمر.
بعد رحيل الفرنسي أنطوان غريزمان إلى برشلونة، عانى سيميوني الأمرّين في الخط الأمامي ولجأ للتوقيع مع جواو فيليكس في صفقة تاريخية كلّفت خزائن النادي 127.20 مليون يورو.
رغم الرقم الضخم، فشل فيليكس في ترك أيّ انطباع جيّد خلال الموسم الماضي، حيث سجل أتليتيكو 51 هدفاً فقط في الدوري، بخطّ مقدمة يضمّ إضافةً إلى فيليكس كلّاً من دييغو كوستا وألفارو موراتا، فضلاً عن خط وسط لامع يضمّ توماس ليمار، ساؤول نيغيز، أنخيل كوريا ويانيك كاراسكو. افتقد أتليتيكو لعنصر الحسم والانسجام حينها، فأنهى الدوري في المركز الثالث مبتعداً عن البطل ريال مدريد بـ17 نقطة.
لم يُوفّق أتليتيكو حينها بالصفقات لكن الأمر تغيّر هذا الموسم، حيث تعكس نتائج الفريق المحلية مدى تألق الأسماء الجديدة.
استطاع سيميوني أن يبني منظومةً قويّةً هذا الموسم يحتلّ بسببها وصافة الليغا بفارق نقطة عن المتصدّر ريال سوسيداد، مع امتلاك أتليتيكو مدريد مباراتين أقلّ في رصيده. تحسُّن الفريق ليس وليد الصدفة، بل جاء بفعل نجاح الصفقات الجديدة، على رأسها لوكاس توريرا والمخضرم لويس سواريز الذي جاء من برشلونة. هذا الأخير أعاد إلى ذهن الجماهير ما حصل في 2013، عندما انتقل ديفيد فيا إلى النادي المدريدي قادماً من البلاوغرانا. الفارق هنا أن فيا غادر بسبب عدم وجود تناغم بينه وبين الأرجنتيني ليونيل ميسي، غير أن سواريز رحل بطلبٍ من الإدارة، وفي الحالتين كان أتليتيكو هو الفائز.