هل تضع الجولة الثامنة النقاط على حروف مفاوضات فيينا..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
يبدو أن التصريحات التي ادلى بها منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي نائب المدير العام للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، إنريكي مورا، في اختتام الجولة السابعة من المباحثات بين ايران ومجموعة 4+1، رفعت من منسوب التفاؤل لدى المراقبين، بشأن مستقبل الجولة الثامنة من مباحثات الغاء الحظر الامريكي الاحادي الجانب وغير القانوني المفروض على الشعب الايراني.
ابرز ما جاء في تصريحات مورا، قوله: لقد “أرسينا سريعاً علاقات عمل جيدة جداً مع زملائنا الإيرانيين”، وان “النقاش كان معمقاً ودمجنا مقترحات طهران ضمن نصوص نعمل عليها، وهناك حاجة ملحة لإنجاح مفاوضات فيينا.. لدينا نص جاهز يشمل جميع جوانب التفاوض المختلفة بانتظار موافقة المعنيين عليه وأمام المفاوضين مسافة تقاس بالأسابيع وليس بالشهور لإنقاذ الاتفاق”.
يبدو أن تقييم باقي الوفود المشاركة في اجتماع فيينا، كان قريباً من تقييم مورا، حيث اعتبر المندوب الروسي، الجولة السابعة بأنها كانت ناجحة وهيأت ارضية مناسبة لمزيد من التفاوض، بينما أشاد ممثلو فرنسا وبريطانيا وألمانيا بجولة المحادثات المنتهية، موكدين أن 24 ساعة الماضية من المفاوضات شهدت تطورا فنيا بهدف الغاء الحظر الامريكي المفروض على ايران.
إيرانياً، اكد كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري كني، انه وخلال محادثات الجولة السابعة، تم التوصل الى وثيقتين جديدتين تختلفان عن التفاهمات في الجولات الماضية وسيكونان الأساس للجولة المقبلة، مشدداً في الوقت نفسه على ان سرعة التوصل إلى اتفاق تعتمد على إرادة الطرف الآخر، وفي حال القبول بالآراء والمواقف العقلانية لإيران، قد تكون الجولة الثامنة هي الجولة الأخيرة.
منذ بداية الجولة السابعة من المفاوضات التي بدأت في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اكد الوفد الايراني انه يشارك في المفاوضات بجدية وبصلاحيات واسعة، ويسعى الى دفع المفاوضات الى الامام، لذلك وضع مسودتين على الطاولة ، الاولى خاصة بآلية رفع الحظر الامريكي، والثانية خاصة بالجانب النووي، لكن بعض الاطراف حاولت في البداية التشويش على المبادرة الايرانية، الا انه في الاخير، تم قبول تلك المسودتين من قبل باقي الاطراف الاخرى في المفاوضات، كما اعلن ذلك مساعد المنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي إنريكي مورا.
هناك من يرى أن الأجواء الإيجابية التي سادت مفاوضات الجولة السابعة وخاصة في الاجتماعات الأخيرة، كانت بسبب قبول الجانب الأوروبي بأن يتم دمج المقترحات الايرانية، لاسيما، آلية رفع الحظر، ضمن الجدول العام لنتائج الجولات الستة الماضية، وكذلك الى عدم وجود خيار آخر أمام الثلاثي الأوروبي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومن ورائه امريكا، غير خيار الدبلوماسية والمفاوضات، في التعامل مع ايران، التي اثبتت، انها كانت ومازالت، الطرف الوحيد، الذي احترم توقيعه على الاتفاق النووي، والتزم بكل ما تعهد به، حتى بعد انسحاب امريكا من الاتفاق، واعادتها فرض الحظر على ايران، وتواطؤ الجانب الاوروبي معها.
الجولة الثامنة، ستكون إمتحاناً للدول الأوروبية الثلاث ومن ورائها امريكا، حيث سيتبين للعالم، ان كانت اتعظت من خطأ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ومن فشل سياسته المتمثلة بالصغوط القصوى، ومن عقم التهديدات العسكرية الامريكية و”الاسرائيلية”، أم لا؟.
المصدر: العالم