روسيا غزت أوكرانيا.. ماذا ستفعل أمريكا والأوروبيون..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
رغم تأكيد روسيا بألا نية لديها بغزو الجارة أوكرانيا، وأن الحشود العسكرية على الحدود مع كييف هي إجراء إحترازي على الأراضي الروسية، إلا أن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حتمية عودة أوكرانيا إلى البلد الأم (روسيا) لأنها جزء تاريخي وإجتماعي وثقافي وإثني منها، يبقي شبح الغزو وتبعاته مخيماً على أفكار وأسلوب التعاطي الأميركي والأوروبي مع القضية.
يُشَبِّهُ الكثيرون تطورات القضية الأوكرانية بما حصل عام 2014 حين أعلنت موسكو شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول كيانين روسيين. لكن ما قد يعتبر مختلفاً في نسخة 2021 من الأزمة هو أن العنوان الأبرز يتمثل بالغزو الروسي لأوكرانيا، أو هكذا يسميه خصوم موسكو التي ترى في عودة كييف إلى حضنها حتمية تاريخية.
وإذا ما نظرنا إلى تطور طبيعة الموقف الأميركي والأوروبي من القضية، وسمحنا لنفسنا بتصور السيناريو التالي: روسيا تعلن بدء عملية عسكرية داخل الأراضي الأوكرانية وتستولي على الحكم فيها، أو بالتعبير الأميركي روسيا “تغزو اوكرانيا”.. ما الذي تملكه واشنطن والعواصم الأوروبية من أوراق في مواجهة هكذا سيناريو
في إحدى المقابلات التلفزيونية، تجنب أمين عام حلف الناتو “ينس ستولتنبرغ” الحديث عن خيار عسكري لوقف أي غزو روسي محتمل لأوكرانيا. ورغم أن المحاور سأله عن الأوراق التي يملكها الناتو، تمسك ستولتنبرغ بمقولة أن الحلف لديه أوراق عديدة للرد على موسكو.
الأوروبيون لا يخرجون من هذا السياق الذي لا يخرج بدوره من إطار الرد السياسي (الدبلوماسي) والإقتصادي.
الرد السياسي:
تصريحات معظم القادة الأوروبيين هددت بأن روسيا ستواجه رداً حازماً في حال غزوها أوكرانيا. ورغم أن الأخبار عن تنسيق بين الأوروبيين وحليفهم الأميركي لا تنقطع عن نشرات وسائل الإعلام، إلا أن هذه الدول لم تخرج بتصور واضح أو استراتيجية جدية تتضمن خطوات في هذا السياق.
الرد الإقتصادي:
تبدو الورقة الإقتصادية هي الأقوى في يد الدول الغربية. وأبرزها فرض عقوبات على موسكو على غرار ما حصل بعد ضم شبه جزيرة القرم قبل أكثر من 7 سنوات، وهذه العقوبات تقودنا للسؤال عن جدواها، خاصة وأن روسيا استطاعت الخروج من تبعاتها طوال السنوات السبع، وبالتالي هناك من يسأل، العقوبات الجديدة ستضر بروسيا أم بالغرب أكثر وتستنزف قوته وقدرته على وقف الطموح الروسي؟
بين الغزو والغاز:
هدد الأميركيون بأن خط الغاز الروسي “نورد ستريم 2” الممتد من روسيا إلى أوروبا عبر ألمانيا لن يتم تشغيله في حال غزو أوكرانيا. التهديد الأميركي هذا نابع من استراتيجية تحويل الإعتماد الأوروبي على الغاز الروسي إلى الإعتماد على الطاقة البديلة. لكن التخلص من “التبعية الطاقوية” لروسيا يحتاج إلى سنوات وبالتالي لا يمكن التهويل بهذه الورقة في وقت ما زال لموسكو اليد الطولى في هذا السياق
ماذا عن الخيار العسكري؟
يحاول الأميركيون التلويح بخيار عسكري ضد روسيا. حتى أن البعض في مؤسسات السياسة الأميركية أشار إلى هجوم نووي ضد موسكو.
السيناتور الجمهوري “روجر ويكر” قال: “لن أستبعد إرسال قوات أميركية إلى الميدان..ولا نستبعد خيار استخدامٍ أول هجوم نووي”.
يبدو أن السيناتور “ويكر” ما زال مذهولاً بقوة الإستخدام الأول للقنبلة النووية في اليابان، لكنه نسي بحسب المتابعين أن الخصم هنا هو روسيا. وبالتالي يصبح من الجنون حتى التفكير في الإدلاء بهكذا تصريح، ناهيك عن الدعوة إلى استخدام أول للقوة النووية. النائب السابقة في مجلس النواب الأميركي “تولسي غابارد” اعتبرت أن أي شخص (لاسيما من المحافظين والليبراليين الجدد في واشنطن) يقترح أو يعتبر أن ما يقوله قد يكون خيارا يمكن بحثه هو “مجنون ومعتل وسادي”
إذن، لو تصورنا أن روسيا غزت أوكرانيا، فإن الأميركيين والأوروبيين سيكونون بين مسارين. فإما أن يختاروا مسار الحل التفاوضي والسياسي للأزمة، أو أن يثبتوا جنونهم ويهاجموا روسيا عسكريا، (وإن كان المحللون والمختصون يكادوا يجزمون بأنه لا الأميركيين ولا الأوروبيين يحتاجون إلى انتكاسة من هذا النوع في الوقت الحاضر).
المصدر: العالم