إذا كان “الكيان الإسرائيلي“ خدع ترامب.. فما حال من طبّع معه من العرب..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
اعلن الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، وبشكل واضح وصريح ودون لف ولا دوران، ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، خدعه وإستخدمه ضد ايران والاتفاق النووي ، وضد الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وانه لم يكن يوما يؤمن بـ”السلام” مع الفلسطينيين، وإنهال على نتنياهو بالسباب والشتائم.
نقول، اذا كان هذا حال “اكبر دولة في العالم” مع الكيان الاسرائيلي، وهي دولة تمد هذا الكيان بكل اسباب الحياة، ولولا دعمها المتواصل والمُكلف، لما تمكن هذا الكيان ان يواصل الحياة، ترى كيف سيكون حال الانظمة العربية التي طبعت مع هذا الكيان، وتعتقد ان بامكانها ان تحصل على شيء منه في مقابل تطبيعها معه؟!.
حتى لا نغرق بالشعارت، وبالعموميات وبالكلام المجرد، سنأخذ تجربة دولة الإمارات في التطبيع مع هذا الكيان، ورغم ان هذه التجربة لم يمر عليها وقت طويل، الا نها متخمة بالعبر والدروس.
من المعروف ان الامارات كانت قد اشترطت للدخول في اتفاق “ابراهام” التطبيعي ان تحصل على طائرات اف 35 او ما يعرف بالشبح، كما كان هناك حديث بأن تحصل ايضا من الكيان الاسرائيلي على نظام الدفاع الجوي المعروف بـ”القبة الحديدية” المضادة للصواريخ قصيرة المدى و نظام”مقلاع داود” المضاد للصواريخ المجنحة، كما كان هناك حديث عن نقل النفط الاماراتي عبر الاراضي الفلسطينية المحتلة الى البحر الابيض المتوسط ومن ثم الى اوروبا.
بعد مرور أقل من عامين على اتفاقيات “ابراهام” التطبيعية بين الإمارات والكيان الاسرائيلي، تم تجميد صفقة بيع طائرات اف 35 الامريكية الى الامارات، كما تم تجميد العمل بمد أنبوب النفط من الأراضي الفلسطينية المحتلة الى سواحل البحر المتوسط لنقل النفط الاماراتي، واليوم ايضا تمد تجميد صفقة بيع “القبة الحديدية” و “مقلاع داود” ، اي ان الامارات لم تحقق اي من الاهداف المعلنة من اتفاقيات التطبيع مع “اسرائيل”.
اللافت والأخطر من كل ما سبق، هو انه تم الاعلان عن سبب إلغاء صفقة بيع منظومتي الدفاع الجوي الى الامارت، وهو العلاقات التجارية والاقتصادية الوثيقة التي تربط الامارات بايران، واعتبرت الصحافة “الاسرائيلية”، اتصال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والزيارة التي قام بها مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد لإيران ولقاءه بالرئيس الايراني، ونظيره الإيراني، بانها تطورات “مقلقة” بالنسبة لـ”اسرائيل”!!.
من الواضح، ومن خلال ما جاء في الصحافة “الاسرائيلية”، ان الكيان الاسرائيلي بدأ بالتدخل وبشكل مباشر في شؤون الامارات، ومحاولة التأثير على توجهات سياستها الاقليمية، وخاصة ازاء ايران، فعندما تربط “اسرائيل” بيع انظمتها الدفاعية للامارات، بالعلاقات التجارية والاقتصادية المتينة التي تربطها بايران، فهذا يؤكد ان هذه العلاقات باتت مستهدفة من قبل “اسرائيل”، دون ان تأخذ الاخيرة مصلحة الامارات بنظر الاعتبار، وهي تحاول الاساءة الى علاقات الامارات مع جيرانها.
درس ترامب مع”اسرائيل”، يجب ان تقرأه الامارات، وجميع الانظمة العربية التي طبعت مع الكيان الاسرائيلي، بدقة ، فهذا الكيان الذي يتجرأ على خداع امريكا، وهي ولي نعمته، من اجل تحقيق اهدافه غير المشروعة، فانه على خداع هذه الانظمة اجرأ .
المصدر: العالم