اطماع “الكيان الإسرائيلي“ في القارة الأفريقية تنطلق من بوابة المغرب..!

4٬339

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يقال أن واشنطن “وتل ابيب” تسعيان جاهدتين على تأكيد اتزامهما دعم المملكة المغربية وتعزيز التعاون معها استخباراتياً وفي مجالات “الدفاع والتسليح والتدريب العسكري”، حيث جاءت زيارة وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس مساء الثلاثاء للعاصمة المغربية الرباط تعزيزا لهذا المنحى.

من جملة تأكيد الالتزام الصهيوأميركي، ما اعلنته شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية المتخصصة في الصناعات العسكرية أنها توصلت بموافقة وزارة الدفاع الأمريكية على تسليم المغرب منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” التي تعد الأكثر كفاءة في العالم حيث سيتم تسليمها إلى الرباط في 2022.

وكذا اقتناء المغرب مؤخراً منظومة (SKYLOCK) المضاد للطائرات بدون طيار، وهي جزء من مجموعة (Avnon) الإسرائيلية”تعاقد المغرب مؤخرا، وقد اشارت صحيفة “Globes” الاسرائيلية المتخصصة في الشؤون المالية، أن اقتناء المغرب هذا النظام الدفاعي المضاد لطائرات المسيرة جاء من خلال صفقة ابرمت في “معرض دبي للطيران الذي استمر من 14 إلى 18 نوفمبر الجاري”.

خطوات تصعيدية أمريكية إسرائيلية متسارعة تحاول من خلالها كل من الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي استباق مجريات الاحداث في الشمال الافريقي وتحديداً “الشمال المغاربي منه” لاثبات التزامهما العملي بالاعتراف بمغربية الصحراء “وهو استعمار جديد في هذه المنطقة لا يفرق عن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين المحتلة..

وأيضاً لزيادة الضغط على الجزائر لجرها للتطبيع والاعتراف ببيت العنكبوت الإسرائيلي، حيث يرتقب أن تقوم المملكة بنشر منظومة الصواريخ المشار إليها في الصحراء خاصة على الحدود مع الجزائر التي تنشط فيها جبهة ‘البوليساريو’ صاحبة الأرض الصحراوية.

المساعي الإسرائيلية الأمريكية لجر مملكة المغرب للتطبيع الكامل مع الكيان الإسرائيلي ليست حديثة عهد انما لها جذور تتمتد الى عهد الملك السابق الحسن الثاني، إذ وُصفت العلاقة بين المغرب و”إسرائيل” حينها بـ”المُثيرة للجدل” بتعاون الأخير مع المخابرات الإسرائيلية (الموساد) التي تمكنت من تنفيذ عملية “ياخين” بين نوفمبر 1961 وعام 1964، والتي هجر خلالها بشكل سري أكثر من 97 ألف يهودي مغربي عبر أوروبا إلى فلسطين المحتلة، وقد تلقى المغرب تعويضات مالية بلغت الدفعة الأولى منها نصف مليون دولار.

أضف الى ما أوصله الملك السابق لعملاء من “الموساد” الاسرائيلي و”الشاباك” (عُرفوا بوحدة العصافير) من معلومات استخبارية أمنية حول فندق في الدار البيضاء كان مقرراً أن تعقد فيه قمة جامعة الدول العربية في سبتمبر 1965، وذاك من أجل تسجيل محادثات القادة العرب في الجلسة السرية حيث تناولوا مسألة استعدادهم للحرب ضد “إسرائيل”، وقد منحهم الملك طابقا كاملا في الفندق، وطلب مغادرتهم قبل يوم من بدء القمة العربية، وذلك وفقا لـ”شلومو جازيت” ضابط في الموساد (كان قائدا لسلاح المدرعات، ولاحقا رئيسا للموساد).

حديثاً.. جرى إتفاق التطبيع بين المملكة المغربية و”إسرائيل” في 10 ديسمبر 2020 بوساطة أمريكية وبدفع من الرئيس السابق “دونالد ترامب ومساعي الصهيوأميركي “جاريد كوشنر”، مستشار الرئيس الأميركي وصهره الذي نشط في ابداع مشروع ما يسمى بـ”صفقة القرن” أو “خطة ترامب للتسوية”وهو ويهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الاسرائيلي والماسونية العالمية..

وإنشاء “صندوق استثمار عالمي” بأموال إماراتية عربية حيث أبدى الفلسطينيون “منذ صباح يوم إعلانها”، غضبهم الكبير ورفضهم القاطع لبنود وحيثيات صفقة القرن، خارجين في مسيرات تنديدية رافضة لها.

وفي 2020 أصبحت مملكة المغرب سادس دولة عربية تطبع مع “إسرائيل” بعد مصر (1979) والأردن (1994) والإمارات (2020) والبحرين (2020) والسودان (2020) حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تغريدة له في يوم 10 ديسمبر 2020 عن حدوث اتفاق بين المغرب بقيادة الملك محمد السادس والكيان الاسرائيلي بقيادة رئيس الوزراءالاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو وكان بموجب هذا الاتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين المغرب وكيان الإحتلال الإسرائيلي.

الثلاثاء الماضي وصف وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” نظيره المغربي “ناصر بوريطة” بـ”الصديق” خلال زيارة الأخير إلى واشنطن، وان زيارة بوريطة تتزامن مع تعيين المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، حيث تحتفظ إدارة جو بايدن، في الوقت الحالي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية (لمستعمرة الإسبانية السابقة)، على النحو المحدد في كانون الأول/ ديسمبر 2020 من قبل الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، وقد تزامن هذا الاعتراف مع تطبيع العلاقات بين المغرب وكيان الاحتلال، وهو شيء “مهم للغاية” على حد تعبير بلينكن.

تعيين المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا جاء بالتزامن مع جهود واشنطن الحثيثة بالتركيز وبقوة على دعم جهوده المبذولة امميا للتسويف على مستقبل الصحراء الغربية والعمل على ربطها بصورة دائمة بمملكة المغرب التي يسعى “كيان الاحتلال الاسرائيلي” لجعلها بوابة ومعبرا لأطماعه في دول المغرب الكبير وفي باقي دول إفريقيا، كما يريدها أن تقوم بالحرب بالوكالة عنه في الشمال الافريقي.

منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة “عبد الصمد فتحي” أشار الى الأطماع الاسرائيلية أمس الاربعاء مؤكداً إن الكيان الإسرائيلي جعل من المغرب بوابة ومعبرا لأطماعه في دول المغرب الكبير وفي باقي دول إفريقيا، كما يريده أن يقوم بالحرب بالوكالة عنه في محوره التحالفي، وأن “اسرائيل” تهدف من خلال دعمها التطبيع العسكري الى “المغامرة باستقلال البلد واستقرار المنطقة، كما هو طعن للشعب الفلسطيني وللجيش المغربي الذي أحرقه الجيش الصهيوني في حرب أكتوبر 1973، بعد أن رمته طائراته بالنبال المحرق، حيث وصلت جثثهم إلى المستشفى متفحمة”.

التطبيع العسكري بين الكيان الإسرائيلي ومملكة المغرب يكتسي خطورتين، بغض النظر عن آثاره وانعكساته على القضية الفلسطينية والأمن القومي وما يمثله من تردي أخلاقي وقيمي، تتلخصان بأمن المغرب واستقراره، مع الاخذ بنظر الاعتبار المشروع والاطماع الصهيونية التوسعية المتخمة بسوابق الغدر والخيانة، وايضا بأمن عموم المنطقة واستقرارها، امتدادا من الصحراء الغربية الى الجزائر الى عموم القارة الافريقيةالتي يسل لعب “اسرائيل” والولايات المتحدة للاستحواذ علي ثرواتها الطائلة، وان الكيان الاسرائيلي لن يتوانى عن إشعال نار الفتنة والحرب بين دول المنطقة حتى يتحقق مراده.

المصدر: العالم

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com