مع توجيهها رسائل ثلاثية الأبعاد لخصومها.. هل تحسم صنعاء معركة كل اليمن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ حلمي الكمالي:
دفعت معركة مأرب بجميع القوى الدولية المشاركة في تحالف الحرب على اليمن، للظهور بشكل مباشر إلى واجهة المشهد، لتدارك ما تبقى من فرص للحفاظ على مصالحها في البلاد ، والتي باتت في متناول بندقية صنعاء شمالاً وجنوباً.. ولكن هل تستطيع المساع الدولية أن تنقذ هزائم التحالف براهنها على “بالونات” مثقوبة ؟!.
بلا شك أن الحراك الأممي الأخير الذي تمثل بزيارات ثنائية للمبعوث الأمريكي، وأخرى لمبعوث الأمم المتحدة إلى مدينة عدن، ومنها إلى تعز، في غضون أيام قليلة، يأتي في محاولة للنأي بهزيمة التحالف السعودي والشرعية، بدفع الإنتقالي وطارق صالح ككيانات جديدة، تحل محل هادي والإصلاح.
لكن هذا الخيار غير متاح على الأرض ، بإعتبار البدلاء أضعف سياسياً وعسكرياً بمساحات شاسعة من الأطراف السابقة، وبالتأكيد كلاهما أسوأ في الحضور على الشارع اليمني، الذي يلفظهما شرقاً وغرباً، ناهيك عن غيابهما كلياً عن مياديين الدولة، أو حتى الحركات السياسية بكل مفاهيمها البسيطة والمعقدة.
كما أن محاولات المجتمع الدولي تجزئة السلام في اليمن طبقاً لفصائل القوى الدولية المتناثرة على الجغرافية، كما رأينا في توجيه الخطاب الأممي بإتجاه دعم تحالف جديد بين الإنتقالي وصالح، والإعتماد عليهما كأوراق ضغط لتطويع شروط صنعاء في السلام؛ تعد محاولات فاشلة وتستدعي السخرية.
إذا ما تأملنا الواقع جيداً ، سنجد على التوالي، أن الإنتقالي الذي يتلقى دعماً إماراتياً لم يستطع خلال خمس سنوات أن يتقدم خطوة واحدة خارج الحدود التي فرضتها الداعمين الإقليميين جنوبي اليمن، بخلاف ضعفه الأمني وتعرض قياداته للاستهداف بين الحين والآخر، ناهيك عن فشله نسبياً في جميع مواجهاته مع قوات هادي والإصلاح، وهي القوى نفسها التي أذاقتها صنعاء شر الهزائم على إمتداد الخارطة.
بينما ينطبق الحال عسكرياً، على قوات طارق صالح، التي لم تخوض أية مواجهة ضد قوات صنعاء ، لكن قواته سقطت في أول اختبار حقيقي عندما حررت صنعاء قواتها المحاصرين لأكثر من عام في مديرية الدريهمي ، في عملية استمرت لساعات من جانب ولصالح طرف واحد.
بكل تأكيد أن تلك المفارقات السابقة يدركها المجتمع الدولي جيداً، لذلك فإنه يمكن قراءة التعجيل بستار “السلام” على الدفة الأممية مع قرب سقوط مأرب، ضمن مساعيه لتثبيت معادلة جديدة بمعطيات الوقع الراهن، والضغط لعدم خوض معارك جديدة مع قوات صنعاء، لتكريس المصالح الدولية بشكل سلس عبر محاولة إشراك أطرافها في أي عملية سياسية جديدة ، وهو ما يفسر تصريح سفير بريطانيا لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، الذي أكد فيه عزم بلاده إصدار قرار أممي جديد بشأن اليمن، وأن القرار ” 2216 ” لم يعد سارياً.
على أية حال ، تبقى كل تلك المساعي الدولية فرضيات لا أكثر، خصوصاً مع تأكيد صنعاء تمسكها بمغادرة القوات الأجنبية من كل أنحاء الجمهورية ووقف الغارات ورفع الحصار، وهو ما أكدت عليه مجدداً ، خلال إعلانها فشل المفاوضات مع حزب الإصلاح لتسليم مدينة مأرب سلمياً، تزامناً مع تنفيذها ضربات إستراتيجية ثلاثية الأبعاد في العمق السعودي ومأرب وغربي تعز، والتي تعد رسالة واضحة تفيد بيقظة صنعاء بشأن كل مخططات التحالف والمجتمع الدولي وعزمها على وأدها.
خلاصة القول، فإن الكيانات الجديدة التي تحاول القوى الدولية الداعمة للتحالف، بدفعها إلى واجهة المشهد السياسي والعسكري، لمواجهة صنعاء، لن تحقق شيئاً يذكر على الأرض، فيما تبقى محاولات القوى الدولية للدفع بعملية سلام تتبنى تلك المعادلة على أعقاب سقوط مأرب، غير مجديه، في ظل إمتلاك صنعاء كل الإمكانيات السياسية والعسكرية والديموغرافية، التي تؤهلها لحسم معركة كل اليمن.
YNP