مهمة ليندركينغ الجديدة: اقناع بن سلمان انه خسر في مأرب.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
وصل المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ على وقع خبر سقوط آخر قاعدة سعودية في مأرب الواقعة على بوابتها من الجهة الجنوبية وهي قاعدة أم الريش، بعد تطويق الجيش واللجان الشعبية كل المنطقة المتاخمة لها. هذا التقدم السريع يوضح دوافع هذه الزيارة التي حملت ليندركينغ على أجنحة السرعة، وهي دون شك تأخير تحرير مأرب وحث قوات هادي والإصلاح على الثبات لوقت أطول رغم صعوبة ذلك.
على الرغم من إعلان الخارجية الأمريكية ان مهمة ليندركينغ هي “مناقشة مسألة واردات النفط الآتية عبر ميناء الحديدة، إضافة لاستئناف الرحلات عبر مطار صنعاء” في خطوة فسرها متابعون بأنها قد تكون مقدمة لرفع الحصار، إلا ان الأوساط الأميركية من بينهم خبراء استراتيجيون رأوا ان الحل الوحيد لتجاوز العواقب الوخيمة لهذه الحرب هو اتفاق يتضمن الموافقة على شروط حكومة صنعاء في ظل انعدام أي خيارات أخرى ونظراً لتمسك السعودية في خيار الحرب العسكرية والذي يرافقه جهل واضح بمستجدات الميدان أو يمكن القول “بالمكابرة” وعدم رغبة بتصديق الحقائق..
وفي هذا الصدد يقول الخبير الاستراتيجي العسكري آرون ميلير أن “توقف تقدم قوات صنعاء على جبهات مأرب هو مهمة مستحيلة، وهذا الأمر يحتاج إلى معجزة”، مؤكداً على ان “أقصر الطرق لإيقاف هذا التقدم هو باتفاق سلام يراعي شروط حكومة صنعاء..
استمرار المعارك ستأتي لمصلحة الطرف المهاجم لا المدافع، حتى الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف لم تعد خلال هذه المرحلة نافعة ومجدية”.
بعد رفض الرياض لعدد كبير من المبادرات الدولية التي قدمت خاصة تلك التي تأتي من الطرف اليمني، مع ما يرافقه من تبدل واضح في مواقف واشنطن التي وافقت على صفقة بيع الأسلحة للسعودية رغم زعمها دعم انهاء الحرب على اليمن، وغياب الطرح الجدي للحل من قبل السعودية، مع ما يقابله من جهوزية لحكومة صنعاء للجلوس على طاولة المفاوضات بعد تحقيق انتصارات واسعة في مأرب، ووضوح رؤيتها للمرحلة المقبلة التي تبدأ برفع الحصار عن البلاد..
يبدو ان لا شيء جديد يمكن لليندركينغ ان يقدمه سوى ان يقنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان انه مع كل يوم إضافي يمر يخسر عشرات المواقع على الأرض، وانه لا يمتلك رفاهية الوقت، ولا ارواق ضغط قوية تؤهله لفرض شروطه.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
المصدر: الخنادق