مواطنون جزائريون: “فرنسا دولة عدو“..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
عدة وسومات رفعها الجزائريون وصلت نصاب الترند الجزائري صباح يوم الخميس منها (#الكيان_الصهيوني_زايل و #ماكرون و #فرنسا_العدو_الابدي) حيث سنركز في هذه الحلقة من (نبض السوشيال) على الوسمين (#ماكرون و #فرنسا_العدو_الابدي).
في خطاب سابق له، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن الجزائر في علاقاتها الثنائية مع شركائها الأوروبيين، لن تتسامح مع أي تدخل في شؤونها الداخلية، وشدد على أهمية إقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والمساواة السيادية بين الدول.
العلاقات بين باريس والجزائر توترت بشدة في الأسابيع الماضية بعد أن شكك ماكرون بوجود دولة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي وقال إن النظام السياسي العسكري الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار على أساس كراهية فرنسا.
وفي محاولة للملمة تداعيات التصريحات المسيئة، التي ادلى بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ضد الشعب الجزائري، قال مسؤول فرنسي يوم الثلاثاء إن ماكرون أبدى أسفه للجدل وسوء الفهم الناجمين عن التعليقات التي أدلى بها عن الجزائر، في إشارة إلى أن باريس ربما تسعى لتهدئة العلاقات مع الجزائر.
وفي رد فوري على إساءة ماكرون، اغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الجيش الفرنسي واستدعت سفيرها من باريس، وطالبت ماكرون بالاعتذار للشعب الجزائري.
المسؤول الفرنسي قال ايضا: “ان الرئيس ماكرون يحترم كثيراً الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر.. ومهتم بشدة بتنمية بلدينا ثنائيا لصالح الشعبين الجزائري والفرنسي، وأيضاً لمواجهة التحدي الكبير في المنطقة بدءا من ليبيا”.
تصريحات هذا المسؤول الفرنسي، لم تجد آذاناً صاغية في الجزائر، التي تطالب بإعتذار رسمي صريح وواضح من الرئيس الفرنسي ماكرون، قبل اتخاذ اي خطوة لاعادة الاوضاع الى سابق عهدها بين البلدين.
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استبعد ان تخطو بلاده الخطوة الأولى لإعادة العلاقات مع فرنسا، وذلك في لقاء مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية يوم السبت الماضي، وقال انه لن يتخذ الخطوة الأولى لتخفيف التوتر، وانه لا يشعر “بأي ندم، لقد أعاد ماكرون فتح نزاع قديم بطريقة سخيفة”.
واوضح، انه :”عندما يعلن رئيس دولة أن الجزائر ليست أمة قائمة بذاتها فهذا أمر خطير للغاية.. في هذه الظروف لن أبادر بالخطوة الأولى والا سأخسر كل الجزائريين، فلا علاقة لهذا بشخصي إنما بالأمة كلّها.. لن يقبل أي مواطن جزائري أن اتواصل مع الذين أهانونا”.
يرى أغلب المراقبين للشأن الجزائري، ان الرئيس تبون أدار الأزمة التي فجرها ماكرون، بطريقة حكيمة، حفظ للجزائرين كبرياءهم، ورد لماكرون الصاع صاعين، حتى بات المسؤولون الفرنسيون يستجدون لقاءه، كما ظهر ذلك جلياً، من تصريحات مسؤول رئاسي فرنسي للصحفيين قبل مؤتمر بشأن ليبيا يوم الجمعة الماضية، دُعي لحضوره تبون، حيث قال هذا المسؤول ان الجزائر طرف رئيسي في المنطقة وإن ماكرون يريد أن يحضره تبون.
من الواضح ان غزل المسؤولين الفرنسيين لن يُليّن من موقف الرئيس الجزائري الصارم من اساءة ماكرون، وعلى الأخير ان يعلم ان الجزائر لم تعد مستعمرة فرنسية، كما ان الجزائر ليست ورقة انتخابية يستخدمها ماكرون من اجل الحصول على أصوات اليمين الفرنسي المتطرف، في الانتخابات الفرنسية القادمة، لذا على ماكرون وحده تقع مسؤولية تسوية الازمة التي اشعلها، بطريقة هو اعلم من غيره بها.
وشهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية توتراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، عقب تصريحات ماكرون التي شكك خلالها في وجود أمة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي، ماكرون كان اعتبر في تصريحات سابقة إن النظام السياسي العسكري الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس كراهية فرنسا، وعلى اثرها احتجت الجزائر بقوة على تلك التصريحات، واستدعت سفيرها في باريس، ولاحقا أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية.
وبحسب مراقبين، فإن الرئيس الفرنسي بمواقفه تلك، اعاد العلاقات مع الجزائر الى نقطة البداية بتصريحات مستفزة، كشفت هشاشة العلاقات الثنائية.
عودة على بدء، قال تبون خلال افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بقصر الأمم بنادي الصنوبر بالجزائر العاصمة: “في علاقاتنا الثنائية مع شركائنا الأوروبيين، لن تتسامح الجزائر مع أي تدخل في شؤونها الداخلية وستظل دوماً على استعداد لإقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والالتزام الكامل بمبدأ المساواة السيادية بين الدول”.
وكان تبون قد وجه نهاية أكتوبر الماضي خلال اجتماع مجلس الوزراء بإعادة تقييم بنود اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وفق “نظرة سيادية” و”مقاربة رابح ـ رابح”.
المصدر: العالم