حراك أمريكي – أممي لترميم “الشرعية“.. “تقرير“..!

4٬418

أبين اليوم – تقارير

على ضوء التطورات العسكرية في اليمن، تلقي أطراف دولية وإقليمية بكل أوراقها الأخيرة في محاولة لاحتواء التقدم المتسارع لـ”الحوثيين” والذي ينذر بمرحلة ابعد من اليمن، كما تتحدث بذلك صحف أمريكية واسرائيلية، فما أبعاد هذا التحرك في هذا التوقيت.. وما إمكانياته في إحداث أي تغيير على خارطة الوضع المعقد؟

التقدم المتواصل لقوات صنعاء في معركة مدينة مأرب، آخر مديريات المحافظة النفطية والمحورية في الحرب على اليمن، يشير إلى أن هذا البلد الذي تعرض لحرب وحصار على مدى 7 سنوات مضت، أصبح قاب قوسين من حسم الحرب لصالحه مع سيطرة قواته على مدينة مأرب..

وهو ما سيلقي بظلاله على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف شرق وجنوب اليمن ، وقد تسقط تلك المحافظات سلمياً اذا ما قورنت القوات فيها بتلك التي تتخذ من مأرب مقراً لها والايدلوجية المتبعة..

هذه التطورات هي ما دفعت بأطراف إقليمية ودولية معظمها مشاركة في الحرب التي تقودها السعودية لاستنفار أوراقها في هذا البلد لتدارك مرحلة ما بعد سقوط مدينة مأرب الذي أثار بكل تأكيد مخاوف إسرائيلية وسعودية وامريكية برزت بالتحذيرات التي اطلقتها صحف عالمية أبرزها مجلة فورين بوليسي التي نقلت عن مسؤولين امريكيين تحذيرهم من أن سقوط مأرب قد يدفع “الحوثيين” للتوغل في عمق المملكة..

ناهيك عن الصحف الإسرائيلية التي اعتبرت معركة مأرب معركتها، غير أن الأهم أن جميع هذه الأطراف التي استنفدت أوراقها لم تعد قادرة على المناورة حتى، لذا تحاول الآن بعث “الشرعية” من موتها السريري عبر زرع شرايين جديدة بتسليم دفتها لأطراف ترى هذه القوى بأنها قادرة ولو نوعاً ما على عرقلة الحسم كطارق صالح والمجلس الانتقالي التابعان للإمارات..

هذه العملية يحاول إجرائها حالياً المبعوثان الأمريكي والأممي اللذان يزوران عدن منذ يومين ويحاولان التقريب بين اطراف “الشرعية” الجديدة ممن يتخذون من سواحل غرب وجنوب اليمن مقرات لهما، وقد برز جلياً بمحاولة المبعوث الأممي خلال زيارته لتعز مباركة الاتفاقيات المحلية والتأكيد على أنها المخرج لتعز.. وهو بذلك ربما يشير للاتفاق بين طارق صالح وتيار الاصلاح المحسوب على السعودية..

إضافة إلى بيان الخارجية الأمريكية التي منحت بموجبه معين عبدالملك صلاحيات واسعة للتنسيق بين الإنتقالي وطارق صالح بعيداً عن “شرعية هادي” وجميع هذه التحركات مؤشرات على أن التحالف يحاول الدفع نحو خيارات لمرحلة ما بعد مأرب على أمل وقف مسيرة “الحوثيين” لكن ما هو الخيار المتاح؟

لا يبدو بأن أي من الأطراف الدولية أو الإقليمية قادرة مجدداً على تحريك الآلة العسكرية وقد استهلكت كافة الأهداف بعد سنوات من الحرب والحصار، لكن المعطيات تشير إلى أن هذه الأطراف تحاول ايجاد قوى على الأرض في مناطق التحالف تمهيداً للدفع بعملية سلام شاملة سبق لـ”الشرعية” بقواها التقليدية وأن عرقلته منذ انطلاق جولاته..

خصوصا اذا ما تم ربط الحراك الداخلي بالحراك الإقليمي حيث تدفع السعودية بأطراق عربية واسلامية عدة للمشاركة في جهود وساطة مع “الحوثيين” الذين يتحدث قادتهم برغبتهم بسلام “مشرف” يوقف الحرب ويرفع الحصار كما يقول محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لانصار الله.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com