بريطانيا تطعن بالـ 2216: التقدم نحو مأرب يصنع المعجزات.. “تقرير“..!

4٬141

أبين اليوم – تقارير

قد يحدث أن تغيّر معركة مسار الحرب، ومن المتوقع دائماً أن تتصدر إحدى المعارك الإهتمام الدولي والإعلامي لأشهر، وهذا ما حصل في مأرب بالفعل.

فحتى العرف السياسي العسكري الذي يقضي غالباً بأن السيطرة على العاصمة يعني سقوط النظام الحاكم، كان له رؤية أخرى على الساحة اليمنية بعدما فرضت معركة مأرب ثقلها الإستراتيجي في الميدان، وباتت- بعدما أصبحت قوات صنعاء على مشارفها- المعركة الأكثر تأثيراً على المفاوضات وفك الحصار حتى قبل أن تُحسَم.

من على مشارف مأرب أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع “تحرير 3200 كلم مربع ومديريتي العبدية وحريب وتأمين مديريات بيحان وعسيلان وعين في شبوة، إضافة لأجزاء من مديريتي الجوبة وجبل مراد جنوبي محافظة مأرب”.

هذه الإنجاز الجديد الذي حققته قوات صنعاء بالتعاون والتنسيق مع القبائل اليمنية واللجان الشعبية والذي أسفر عن خسائر بشرية كبيرة (550 قتيلاً و1200 جريحاً و90 أسيراً) وخسائر مادية قدرت بـ 180 من الأسلحة المتنوعة و16 آلية ومدرعة وناقلة جند إضافة لـ 5 مخازن أسلحة واسقاط 4 طائرات استطلاعية ومصادرة واغتنام عشرات الآليات والمدرعات، حرّكت العجلة الدولية بشكل سريع وباتت تؤتي ثمارها بشكل مثير الاهتمام.

فمع تزايد حدة الخلافات بين السعودية والإمارات التي انتقلت مباشرة إلى ميليشياتهم على الأرض، وبالتوازي مع التقدم الميداني الذي تحرزه قوات صنعاء، ثمة قناعة قد رسخت عند الدول الراعية لهذه الحرب أن التطورات الميدانية قد حسمت لغير صالحها والوعود السعودية بقلب موازين الحرب طيلة السنوات الماضية لا يُعوّل عليها.

فقد سجلت بريطانيا موقفاً بارزاً، جاء على لسان سفيرها لدى اليمن ريتشارد اوبنهايم والذي كان بمثابة إعلان صريح عن ان “أي تسوية سياسية في اليمن باتت تحتاج لقرار أممي جديد…

هناك فجوة بين مضمون القرار 2216 الذي أصدره مجلس الأمن عام 2015 والوضع الذي يتغير على الأرض يومياً.. هذا سينعكس على أي تسوية قادمة”.

وقد حمّل أوبنهايم بالمقابل حكومة الرئيس المنهية ولايته عبد ربه منصور هادي مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد حيث شدد على ان “توفير الخدمات الأساسية لليمنيين ودفع رواتب الموظفين، مسؤولية الحكومة عبر الإيرادات التي تحصلها”.

هذا الموقف المتقدم من بريطانيا لا يمكن قراءته بعيداً عن المرحلة المقبلة، فإذا كانت كل الوساطات الدولية في حَثّ قوى التحالف خاصة الرياض على فك الحصار عن المطارات والموانئ ورفع يدها عن رقبة اليمنيين قد فشلت، فالتقدم المستمر نحو مأرب وحده يصنع المعجزات.

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.

المصدر: الخنادق

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com