المهيمن على لبنان من يُجوّع شعبه ويختطِف رئيس وزرائه..!

4٬167

أبين اليوم – الأخبار الدولية

“ليس هناك أزمة بيننا وبين لبنان.. لكنّ هناك أزمة في لبنان بهيمنة وكلاء إيران على المشهد.. الاشكالية في لبنان هي إستمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي.. المهم الآن أن يستفيق القادة في لبنان وان يبحثوا عن مخرج يرجع لبنان إلى مكانته في العالم العربي”، بعض ما جاء في المقابلة التي أجراها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ،يوم الأحد مع قناة “العربية” المملوكة لبلاده.

يبدو من كلام الوزير السعودي أنه لا يريد اختزال أسباب الأزمة التي افتعلتها بلاده مع لبنان، بتصريحات قالها وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي قبل ان يتسلم منصبه، والتي وصف فيها الحرب على اليمن بـ”العدوان” و العبثية”، فهو يعيد سبب الأزمة مع لبنان الى “هيمنة وكلاء ايران على النظام السياسي”، وان السعودية تهدف من خلال افتعال هذه الأزمة الى ان يستيقظ قادة لبنان ليجدوا مخرجاً “يرجع لبنان إلى مكانته في العالم العربي”.

لكي نختصر على القارىء الكريم الطريق لتفنيد مقولتي “هيمنة ايران” على لبنان، و “ابتعاد لبنان عن الحضن العربي”، وهما مقولتان تعتبران اساس كل الهجوم الذي يشنه “رجال” السعودية وامريكا في لبنان، على إيران وحزب الله، سنتجنب الدخول في تحليل مطول نغرق فيه بالتفاصيل، لذا سنمر على أهم الأحداث التي شهدها لبنان خلال الأعوام القليلة الماضية ويشهدها الآن..

والتي تؤكد جميعها على الهيمنة الامريكية والسعودية الخانقة على لبنان والقرار اللبناني، وان لا دور لايران في لبنان سوى دعم المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

– أمريكا لا تفرض هيمنة على القرار السياسي اللبناني وحسب، بل تصادره، فلا يملك لبنان الحق في تسليح جيشه، بسبب الحظر الذي تفرضه أمريكا على الجيش اللبناني.

– أمريكا هي التي تلعب بالاقتصاد اللبناني، عبر الهيمنة على النظام المصرفي فيه من خلال رجلها رياض سلامة حاكم مصرف لبنان، الذي يتصرف دون حسيب او رقيب، انطلقا من الحصانة التي توفرها له امريكا.

– أمريكا تفرض عقوبات على مؤسسات لبنانية ورجال أعمال لبنانيين، بذرائع تعود جميعها دون إستثناء، الى موقف هذه الجهات الداعم للمقاومة الاسلامية ضد الاحتلال الاسرائيلي.

– السفارة الأمريكية في لبنان تعتبر من بين اكبر سفارات أمريكا في المنطقة، وتشبه الى حد كبير السفارة الامريكية في العراق، حيث تجوب الطائرات الامريكية، التي تنطلق من السفارة، سماء بيروت بحرية كاملة، وكأنها اجواء امريكية، دون ان تعرف الجهات اللبنانية ، وجهة هذه الطائرات والمهمة التي تقوم بها.

– السفيرة الأمريكية في لبنان، ليس لتحركاتها اي خطوط حمراء، فهي تتدخل في كل شاردة وواردة في الشأن اللبناني، وتعمل ليل نهار على التحريض ضد المقاومة، وتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض.

– أمريكا ومن أجل ايصال الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان إلى نقطة الإنفجار، لا تعمل على مساعدة لبنان فحسب، بل تحول دون مساهمة الدول الأخرى في التخفيف عن معاناة الشعب اللبناني.

– رغم إعتراض جهات لبنانية متعددة على أسلوب التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت الذي يمارسه المحقق طارق بيطار، رسمت امريكا خطا أحمر حول رجلها هذا، وهددت اللبنانيين، من انها ستفرض عقوبات عليهم وتمنع تحويلاتهم المصرفية، في حال تم تنحية هذا المحقق، الذي يتجه بالتحقيق صوب الجهة التي حددتها امريكا.

– السعودية، تقوم بإختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعيد الحريري وتجبره على الاستقالة من منصبه من الرياض، بعد ان تعرض للاهانة والضرب، لأنه لا ينفذ السياسة السعودية بحذافيرها في لبنان، وهي سياسة امريكية بالاساس، تعمل على الدفع بالاوضاع في لبنان الى الإنفجار والاقتتال الداخلي من اجل انقاذ “اسرائيل” من سلاح المقاومة.

اللافت ان السعودية التي إقترفت هذه الفعلة الكبرى (اختطاف رئيس وزرء لبنان واهانته وضربه واجباره على الاستقالة) لم تتعرض لاي مساءلة من المجتمع الدولي، بل الادهى ان رجاالها في لبنان وعلى رأسهم القاتل جعجع، ايدوا السعودية وبرروا لها فعلتها!!.

– اما “الحضن العربي” الذي يتحدث عنه وزير الخارجية السعودي فرحان، ورجال امريكا والسعودية في لبنان، والذي يريدون اعادة لبنان اليه، فهو في الحقيقة المقصود منه حضن “اسرائيل”، وإلا هل من المعقول ان انظمة مثل السعودية والبحرين والامارات و.. تعمل على اعادة لبنان الى الحضن العربي، الرافض للهيمنة الامريكية والاحتلال الاسرائيلي والتطبيع و..، بينما هي تنام في احضان “اسرائيل”؟!!.

أما ايران، الدولة المتهمة بـ”الهيمنة على لبنان”،من قبل امريكا و”اسرائيل” والسعودية وعرب الردة والتطبيع، ورجالهم في لبنان، كثيراً ما يتم الحيلولة دون تزويد طائراتها بالوقود في مطار بيروت تنفيذاً للعقوبات الامريكية.

كما انه من غير المسموح لها تسليج الجيش اللبناني، وليس مسموح للبنان ان يستورد اي شيء من ايران، حتى كادت المنطقة ان تنفجر عندما حاولت ايران مد يد المساعدة للشعب اللبناني من خلال ارسال ناقلات تحمل المازوت للتقليل من معاناة الشعب اللبناني، وهي معاناة تقف وراءها حصرا امريكا و”اسرائيل” والسعودية، كما جن جنون اتباع امريكا والسعودية و”اسرائيل” في لبنان، الذين اعتبروا هذه المساعدة الانسانية “انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية واحتلالا ايرانيا للبنان”!!..

بينما حتى السذج من الناس، باتوا على يقين ان كل ما يحدث في لبنان، هو من اجل عيون “اسرائيل”، لتحقيق امنيتها الكبرى، وهي التخلص من سلاح المقاومة. وكل كلام عن “هيمنة ايران وحزب الله” على لبنان، و إعادة لبنان الى “الحضن العربي” و..، هو ذر للرماد في العيون.

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com