في أول توثيق يمني لتاريخ الصراع اليمني السعودي.. صدور كتاب الحروب اليمنية السعودية..!

3٬869

أبين اليوم – صنعاء

صدر مؤخراً كتاب الحروب اليمنية السعودية والدور البريطاني للباحث اليمني عبدالله بن عامر حيث يتناول الكتاب الصراع اليمني السعودي منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى 1745م وما رافقها من طموحات توسعية الأمر الذي أدى الى التصادم العسكري مع اليمن.

يوثق الكتاب مراحل الحروب الأولى منذ معركة الدرعية 1764م وصولاً الى مقاومة اليمنيين للتوسع الوهابي الأول ما بين 1798- 1816م والدور الذي لعبته بريطانيا في تلك الفترة لاسيما بعد رفض اليمن منحها تسهيلات عسكرية وتجارية على السواحل.

ويسلط الكتاب الضوء على مرحلة الحرب العالمية الأولى وكيف أن المشروع السعودي بنسخته الثالثة خدم الأجندة البريطانية في حصار اليمن وشن الحرب عليه لإخضاعه.

الكتاب تحدث عن مقاومة أبناء عسير للغزو السعودي 1920- 1923م وتطرق الى مجمل الأحداث حتى الحرب اليمنية السعودية في 1934م وكيف تمكن الملك عبدالعزيز من ضم عسير بالقوة العسكرية قبل أن تدفعه بريطانيا لضم عسير تهامة او ما كان يعرف بالامارة الادريسية والموقف في تلك الامارة المؤيد للانضمام الى اليمن قبل الضغط البريطاني.

ومن أهم ما يتطرق اليه الكتاب هو ثورة أبناء عسير على الحكم السعودي في 1932م ورفضهم الضم السعودي الامر الذي دفع الملك عبدالعزيز وبدعم من البريطانيين الى قمع تلك الثورة في فبراير 1933م.

المسار التاريخي:

يؤكد الباحث عبدالله بن عامر أن الحروب اليمنية السعودية يجيب عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بالصراع اليمني السعودي منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى 1745م وطموح محمد بن عبدالوهاب في التوسع وضم اليمن الذي كان حينها يعاني من الخلافات والانقسامات الأمر الذي ساعد الدولة الوهابية على شن غزواتها ومحاولة السيطرة على اليمن إلا أنها فشلت في ذلك فكانت الحروب اليمنية السعودية بنسختها الأولى ما بين 1798م و 1815م قبل أن تعود الدولة السعودية اتخاذ نفس مسار الدولة الأولى بشن الغزوات للسيطرة على عسير السراة 1919- 1923م..

ثم السيطرة على عسير تهامة بعد أن دفعت بريطانيا الإدريسي الى طلب حماية الملك عبدالعزيز والذي بدوره ضم أراضي الامارة الادريسية بشكل نهائي الى مملكته في 1932م لتندلع ثورة عارمة ضد الحكم السعودي قبل أن يتمكن عبدالعزيز وبمساندة بريطانية من قمعها لتشكل كل تلك الأحداث مقدمة لحرب 1934م.

ويضيف عامر أن هذا البحث يقدم صورة متكاملة عن المشروعين السعودي واليمني وأسباب توسع الأول وتعثر الثاني مع تفاصيل التدخل الخارجي لاسيما البريطاني الذي لعب دوراً كبيراً في رسم خارطة شبه الجزيرة العربية، ولعل ما يميز هذا البحث أنه يوثق مراحل مهمة لم يسبق للباحث اليمني أن توقف عندها بشكل مفصل..

والتي توضح لنا كيفية فصل أقاليم عسير ونجران عن الجسد اليمني وكيف عمل الملك عبدالعزيز بن سعود على خدمة الأجندة البريطانية في الضغط على اليمن ومحاولة إخضاعه وفي نفس الوقت التوسع وضم عسير ونجران.

اكثر من 300 مرجع:

ويعتبر هذا البحث هو الأول الذي يوثق الصراع اليمني السعودي بمختلف مجالاته منها السياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى الحرب اليمنية السعودية عام 1934م وما نتج عنها وهذه الحرب افرد لها المؤلف بحثاً خاصاً سيصدر خلال الفترة المقبلة.

وقد اعتمد الباحث على أكثر من 300 مصدر ومرجع ومن خلالها قدم المسار التاريخي للأحداث بما في ذلك المراحل التي تعرضت للتغييب لأسباب سياسية وهو ما يكشف حقيقة الصراع اليمني السعودي واسبابه وابعاده..

إضافة الى الدور البريطاني الذي كان له التأثير الكبير على التحركات السعودية فمع بروز هذا الدور في المنطقة تصاعدت القوة الوهابية السعودية وتوسعت لاسباب اقتصادية وسياسية وعسكرية منها أسباب تتعلق بالبريطانيين انفسهم من خلال استهداف القوى المستقلة في الجزيرة العربية.

هذا ويقدم الكاتب نهاية كل فصل خلاصات تتضمن القراءة التحليلية للأحداث والمواقف منها السياسية والاقتصادية والعسكرية إضافة الى النتائج وهو ما يساعد القارئ على تشكيل صورة متكاملة عن المرحلة التاريخية الممتدة منذ 1745 حتى 1933م.

هذا وقد سبق وأن صدر للكاتب كتاب (تاريخ اليمن مقبرة الغزاة 1, 2 ,وكذلك تقسيم اليمن بصمات بريطانية).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com