مراسيم أخيرة لدفن “الشرعية“ .. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تعيش مناطق التحالف جنوب وشرق اليمن مخاض جديد في ظاهره تسوق فكرة دمج الفرقاء المتناحرين وفي باطنه يشكل مولود جديد لخلافة “الشرعية” تاركاً قوى تغرق في مستنقع الحرب وقد استنفدت قواها واستنزفت قدراتها ورافعاً اخرى لم تعرف بعد من غمار الحرب سوى الغبار، فهل يستطيع التحالف تغير وضعه المزرى بعد 7 سنوات من الحرب؟
في عدن ، التقى سفراء دول الاتحاد الاوروبي برئيس المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات والمنادي بانفصال جنوب اليمن، مع أنه لا يحمل اية صفة رسمية ، ناهيك بأن اللقاء جاء قبل لقاء مرتقب للوفد الذي كان يفترض ان يقدم دعم لحكومة هادي برئيسها الذي لم يعرف مكانه بالتحديد ..
هذه الخطوة المتزامنة مع تطورات على الأرض في عدة جبهات عدت بحسب مراقبين ضمن ترتيبات دولية وإقليمية لشرعنة سلطة الأمر الواقع جنوب اليمن بقيادة الانتقالي في عدن بهدف الدفع نحو تقسيم من اقليمين على الاقل وبما يحفظ ماء وجه الحلفاء المندحرين من الشمال مع إقتراب سقوط مأرب، اخر معاقل فصائلهم هناك..
وجميعها جزء من سيناريو واسع يعده التحالف ورعاة الحرب إقليمياً ودولياً لتنفيذه وبدأت ملامحه تتشكل بإجبار فصائل الاصلاح بتعز للتسليم لطارق صالح، قائد فصائل الإمارات بالساحل الغربي، و الذي بدا يتوغل في عمق ريف المدينة الجنوبي الغربي على حساب الاصلاح الذي تتعرض قيادات الصف الأول له للتصفية حالياً..
وصولاً إلى شبوة حيث تعد السعودية والامارات قرارات لإنهاء هيمنة الاصلاح على المحافظة النفطية وقد ارهقته على مدى الايام الماضية بتصعيد للانتقالي الذي اسقط مديريات بصورة سلمية واستطاع شراء ولاءات كبار القادة العسكريين ما ينذر بتكرار سيناريو سقطرى في المحافظة النفطية..
ناهيك عن التحركات الجارية لتشكيل قوة قبلية في وادي وصحراء حضرموت، وهي مؤشرات على توجه التحالف للانقضاض على ما تبقى للإصلاح من معاقل في ظل حالة الانهيار لقواته في مأرب..
التحالف بالفعل أقر فك “الشرعية” بعد سنوات من استخدامها كيافطة لتبرير حربه القذرة على هذا البلد، ولم تعد تحركاته سرية او مقتصرة على سياسية فرق تسد داخل “الشرعية” نفسها، بل باتت حديث منظري سياسته وصناعها وابرزهم السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر والذي قال صراحة بأنهم يسعون لإعادة تصدير ارث صالح إلى الواجهة..
وبعده عبدالخالق عبدالله مستشار ولي عهد ابوظبي الذي قال أن التحالف توصل إلى قناعة باستحالة جدوى “الشرعية” واعترف لأول مرة بخسارة كل دقيقة ودولار لصالحها..
هذا التناغم في لغة الخطاب وما تلاه من أحداث كإعلان رئيس الانتقالي ولائه للسعودية واستعداده للعمل تحت قيادتها والتحركات السعودية في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن نجل صالح اضافة إلى مجاهرة الزبيدي بوجود ترتيبات عن تحالف مع طارق صالح، تؤكد بان التحالف كما تقود استاذ العلاقات الدولية فوزية نعمان حسم أمره بتشكيل “شرعية” جديدة طرفيها “الانتقالي – طارق” مع تشديد الحرب على الاصلاح، الحليف التقليدي للمملكة.
من عدن في الجنوب وحتى مأرب في الشمال مروراً بشبوة وحضرموت في الوسط والساحل الغربي وتعز جميع المعطيات تشير إلى أن للتحالف اهداف جديدة تتعلق بهوية القوى التي يسعى لإعادة تصديرها إلى المشهد وأن حربه على مدى السنوات السبع الماضية كانت ضمن استراتيجية تفكيك القوى التقليدية التي خدمته لعقود بدأت بالمؤتمر ولن تنتهي بالإصلاح كما يرى القيادي في حركة انصار الله حسين العزي الذي اشار في تغريدة إلى أن الانتقالي الذي يدفع به حالياً إلى الواجهة مجرد ورقة وستنتهي في ظل التركيز على نجل صالح..
YNP