ما وراء إسقاط حقيبة “مخرجات الحوار الوطني“ من حكومة هادي الجديدة..“تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
للمرة الأولى منذ إعادة السعودية تشكيل حكومة هادي عقب الحرب على اليمن التي تقودها منذ العام 2015، تخلو الحكومة الجديدة التابعة لها من ما عرفت بوزارة “مخرجات الحوار الوطني” وهي وزارة استحدثت عقب إنتهاء مؤتمر الحوار في العام 2013..
وتم تخصيص موازنة خاصة لها بهدف التسويق للأقاليم الستة المنبثقة، فهل تم تعمد إسقاط أهم مرجعية تشترطها السعودية لأي حل في اليمن، أم أنها سقطت سهواً في خضم خلط وتقليص الوزارات في حكومة هادي إلى 24 حقيبة..؟
كل المؤشرات تؤكد بأن إسقاط حقيبة “مخرجات الحوار الوطني “التي كان يتولى منصبها القيادي في حزب الإصلاح ياسر الرعيني، تم بتعمد، ليس لأنها تشكل عبئ على الحكومة التي أصبحت بالفعل عبئاً نظراً لوجودها خارج البلاد واستنزافها للخزينة العامة أو ما أبقت أيادي الفساد منها ، بل لأن السعودية أرادت ذلك ، لكن يبقى السؤال هل تمهد لإسقاط المرجعيات الثلاث أم مجرد مناورة..؟
تقول الأنباء الواردة من الرياض بأن الحزب الناصري خاض على مدى الأيام الماضية صراعاً مريراً من أجل ضم حقيبة مخرجات الحوار إلى وزارته المعروفة بالإدارة المحلية ، لكنه فشل في ذلك، مما دفعه لإعلان إنسحابه من الحكومة الجديدة بعد رفض وزيره تأدية اليمين الدستورية فيها.
قد يكون إختيار الناصري غير موفقاً، نظراً للضغوط التي تتعرض لها السعودية والأهداف التي تم بواسطتها إعادة تشكيل حكومة هادي الجديدة، فالسعودية لا تنظر للحكومة الجديدة من بوابة انتشال الوضع في مناطق سيطرة التحالف..
ولا من باب تقاسم الأحزاب الموالية لها أو ارضائهم بل من بوابة انتشالها من مستنقع الحرب الغارقة فيه منذ 6 سنوات مع اقتراب موعد رحيل ترامب من السلطة في الولايات المتحدة وتكشير الديمقراطيين في وجه حربها المسعورة على اليمن.
إسقاط وزارة مخرجات الحوار الوطني من قبل السعودية هي تماهي مع مقترحات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث للحل الشامل في اليمن والتي تعرف بـ”الاعلان المشترك” وتسقط صراحة المرجعيات الثلاث التي اعتبرها الحوثيين عائقاً أمام أية مفاوضات للحل في اليمن باعتباره مصدر الحرب المستمرة منذ العام 2015 ، وتشمل مخرجات الحوار الوطني إلى جانب المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن.
بإسقاط وزارة الحوار الوطني التي ترفضها جميع الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً باعتبارها تمزق البلد إلى 6 دويلات، يكون الحوثيين الذي يسيطرون على معظم مناطق اليمن وتحديداً في الشمال قد فرضوا أبرز شروطهم على السعودية ، واجبروها على مواجهة الواقع الجديد الذي يستحال عبره تمرير مخطط الأقاليم الستة..
وقد أصبحت مناطق الشمال والغرب والشرق تحت قبضة قوات صنعاء ولم يتبقى للتحالف وأتباعه سوى جزء يسير من الجنوب بسواحله الممتدة من جنوب الحديدة وحتى شرقاً في المهرة.
البوابة الإخبارية اليمنية