ماکرون يتراجع.. هل بإمكانه إنهاء التوتر الذي افتعله مع الجزائر..!

3٬619

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يقال ان الرئیس الفرنسي إیمانویل ماکرون عبر یوم الثلاثاء عن أمله في إنتهاء التوتر الدبلوماسي الذي افتعله مع الجزائر قریباً، متأملاً في ان يتمكن من تهدئة الأمور لأنه يعتقد أن من الأفضل أن “نتحدث إلی بعضنا بعضا وأن نحرز تقدما”.. هكذا بجرة قلم.

من المؤكد ان الهجمة الماكرونية الفرنسية التي تعرض لها الجزائر البلد الصامد بوجه الاستفزازات الاقليمية والدولية، جاءت اليوم استكمالاً لرغبات وتهديدات ووعيد الكيان الإسرائيلي الرامية الى جره الى حضيرة التطبيع العربي المذل الخانع مع كيان مغتصب فاقد لاي شرعية وجودية على ارض مغتصبة.

ومن المؤكد أيضاً ان التحرك الماكروني الأخير جاء بدفع من الكيان الإسرائيلي ومخططاته التي تقف وراءها الحركة الصهيوماسونية العالمية والغرب التابع لها، لاستهداف الجزائر، لمواقفها الرافضة للتطبيع ولعدم تخلي الجزائر عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ووقوفه لى جانب محور المقاومة، ورفضه للحرب المفروضة على الشعبين السوري واليمني.

التراجع الماكروني جاء اثر دعوة تقدمت بها في وقت سابق من يوم أمس الاثنين، “المنظمة الوطنية للمجاهدين”، وهي “هيئة رسمية واسعة النفوذ في الجزائر”، دعت الحكومة الجزائرية إلى “مراجعة العلاقات” الجزائرية-الفرنسية بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً وأثارت أزمة بين البلدين.

وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، قالت المنظمة التي تجمع قدامى المقاتلين في حرب تحرير الجزائر، إنّه “آن الأوان لمراجعة العلاقات القائمة بين الدولتين الجزائرية والفرنسية”، وأنّ إجراء هذه المراجعة يمثّل “أولوية” و”مسؤولية وطنية”، وأنّه بات ضرورياً “التفكير جدّياً في إخضاعها (العلاقات الثنائية) لتقييم يطال مختلف جوانبها”..

وغالباً ما تطالب “المنظمة الوطنية للمجاهدين” فرنسا بـ”الاعتذار” عن “الجرائم” التي ارتكبتها خلال استعمارها الجزائر على مدى 132 سنة (1930-1962) والتي راح ضحيّتها، وفقاً للرئاسة الجزائرية، أكثر من خمسة ملايين جزائري.

كما يأتي التراجع الفرنسي إثر قرار الجزائر السبت الماضي، استدعاء سفیره في باریس، الأمر الذي دفع باتجاه تعزيز الدبلوماسية الجزائرية، في وقت بدأ فيه الموقف الدبلوماسي الفرنسي بالتراجع امام الحزم الجزائري وبدا ضعيفا في مواجهة إعصار الرفض الشعبي والرسمي الجزائري من تصريحات ماكرون الذي يبدو انه سيجرب حظه العاثر في التهدئة مع هذا البلد من زاوية استرضاء والتودد الى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وموقفه الصلب لمخاطبته فرنسا قائلا “بيننا 5 ملايين و 630 ألف شهيد”.

موقف الجزائر الصلب لم يقتصر على رئيسه، فقد رفض رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن خلال زيارة إلى ولاية وهران (غرب) تصريحات الرئيس الفرنسي، مؤكّداً أنّ “بلادنا أكبر من كلّ التصريحات التي تحاول المساس بتاريخها و بجذورها”، مضيفا أنّ تصريحات ماكرون “لا نرضى بها أبداً، فالجزائر شعب وأمة واقفة وضاربة في التاريخ”.

الموقف الجزائري على مستوى رئيسه تبون ورئيس وزرائه عبد الرحمن وموقف خارجيته الذي تمثل باستدعاء السفير الجزائري جاء اثر نقل صحیفة “لو موند” عن ماکرون اعتباره أنّ الجزائر أنشئت بعد استقلالها عام 1962 على نظام يقوم على “ريع للذاكرة” كرّسه “النظام السياسي-العسكري”، مشكّكاً بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، اضافة لقوله إن “النظام السیاسي العسکري” الجزائري أعاد کتابة تاریخ الاستعمار الفرنسي للجزائر علی أساس “کراهیة فرنسا”، زاعما ان اعادة الكتابة لا تستند إلى حقائق” بل إلى “خطاب يقوم على كراهية فرنسا”.

التخرصات الفرنسية اعلاه دفعت بالجزائر الى اتخاذ قرار اغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات العسکریة الفرنسیة من التحليق فوق أراضيها ردّاً على تصريحات ماكرون.

في هذه الاثناء، كشف النائب في البرلمان الجزائري عبدالسلام بشاغا عن الأسباب الحقيقية وراء الأزمة الفرنسية الجزائرية التي أثارها الرئيس الفرنسي ماكرون في صحيفة لوموند، قائلا خلال مشاركة في برنامج مع الحدث على شاشة قناة العالم الإخبارية، ان الرئيس ماكرون يحاول ان يستغل تصريحاته المثيرة حول الموضوع الجزائري كوقود انتخابي لتوجيه الرأي العام الفرنسي في الإنتخابات الرئاسية القادمة بعد فشل سياساته الداخلية على مستوى الإقتصادي والإجتماعي والأضرار التي لحقت بفرنسا في أزمة الغواصات مع بريطانيا وأستراليا وأمريكا.

أياً تكون الأسباب فالنتيجة واحدة ان الجزائر بلد الصمود بوجه الغطرسة الصهيوماسونية والعنجهية الغربية ولن يركن الى الخنوع كحال دول عربية باعت ضمائرها بثمن بخس نزولا عند ارادة رئيس اميركي هنا وآخر فرنسي هناك ورغبة اوروبية سرعان ما ترفع شارة التسلل “معاداة السامية” التي ترعب ضعاف النفوس من ملوك وامراء وحكام خانعين اذلاء يملأون بلداننا العربية.

المصدر: العالم

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com