في فلسطين.. الشَّمسُ تُشرِقُ من باطِنِ الأرضِ..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
يقال أن الأبطال الفلسطينيين الستة الذين ظفروا بحريتهم اصبحوا في حسابات الفلسطينيين وكل أحرار العالم أيقونة الإرادة الصلبة والانعتاق الى الحرية والتفكير الراجح والصبر على الملمات وفي الباس والشدة واثبتوا ان بامكان الأحرار تسخير الصعاب ليولدوا من باطن الأرض واثبتوا أن الانفاق لا بد وان تنتهي الى حرية مشرِّفة مع استخدام رجاحة العقل وقوة المنطق والعمل الدائب الجاد.
لا نقل جديداً اذا ما شبهنا فلسطين المحتلة بالسجن الكبير الذي تشرف عليه حراسة أمنية محلية “صهيونية” مشددة واقليمية و”عربية تسعى لحفاظها على كراسيها بإطاعة اوامر الغرب” ودولية “استكبارية” او جدت هذا الكيان اللقيط المحتل ليكون شرطياً يحمي مصالح دول الاستكبار العالمي ويقمع اي تحرك في هذا السبيل لأبناء فلسطين وعموم ابناء المنطقة حتى انتشرت معتقلات الرأي في كافة الدول التابعة لهذه المنظومة الاحتلالية الاستكبارية وخصوصاً منها العربية “الخليجية”.
إسرائيل تتفاجأ..”أمنياً وسياسياً”:
لم تقتصر مفاجأة نيل الرجال الابطال الفلسطينيين الستة حريتهم من سجن “جلبوع” عبر نفق قاموا بحفره بقوة ارادتهم على مدار اشهر، لم تقتصر مفاجأة ذلك على الأوساط الأمنية الصهيونية بل توسعت دائرتها لتلف السياسيين الذين يقودون هذا الكيان الاسرائيلي اللقيط، لهول وقع عملية الانعتاق من هذا السجن المغلق باحكام والذي يسمى أو يُوصف بأنه “سجن الخزنة” نتيجة إحكامه والإجراءات الأمنية المرافقة له وفيه، لمنع أي محاولة فرار منه.
إختفاء الأحرار:
المفاجأة الكبرى لم تقتصر على الارداة في الانغتاق الحر من هذا المعتقل بحفر النفق، بل ان المفاجأة الاكبر هي عدم تمكن مصلحة السجون من العثور عليهم بعد تمكنهم من الانعتاق والتحرر الى الحرية..
أضف، ان قوات الاحتلال الاسرائيلي لازالت حتى اللحظة يائسة في بحثها المتواصل في مدينة جنين ومدن أخرى عن الأبطال الستة الذين مرغوا انوف المحتلين واسيادهم في وحل الانكسار والهزيمة وأخذوا حريتهم برجاحة عقولهم وسعة ورحابة صدورهم متجاوزين كل التعقيدات الأمنية في معتقل جلبوع المشهور بشدة وقوة تحصيناته، واعتبر رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي نفتالي بينت ان “اختراقاً امنياً حقيقياً” حدث في سجن جلبوع معتبراً ان المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعاني من أزمة.
تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى:
نيل الحرية كان سبب اعتقال هؤلاء الابطال الستة وغيرهم الكثير.. ضحوا بانفسهم وجاهددوا المحتل لنيل حرية بلدهم الذي قرر المستعمرون في غفلة من الزمن ان يزرعوا هذه الشراذم المحتلة في ارض فلسطين، والحرية هي سبب انعتاقهم من الأسر بكسر قيود جلاديهم.. والحرية هدف تحريرهم أنفسهم ليواصلوا تحرير بلدهم الثائر الذي اذاق المحتلين جمر وحرارة الغضب الفلسطيني الثائر خلال معركة “سيف القدس” الأخيرة التي استهدفت معاقل المحتلين الذين قال تعالى عنهم (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) الآية 14 من سورة الحشر..
نعم انهم لا يقاتلون أصحاب الارض الا في قرى محصنة (المستوطنات المحصنة) أو من وراء جدر (كونكريتية مسلحة تحيط بمستوطناتهم) بأسهم بين احزابهم ومتعجرفيهم شديد حتى ليخال الى متابعيهم انهم جمع غير ان الله فضحهم بتشتت قلوبهم وضعفهم.
سجن “جلبوع”.. الأكثر تحصناً:
من بين تحصيناتهم التي لا تنتهي جبناً وخوفاً وهلعاً من بأس أصحاب الارض الشرعيين، سجن جلبوع الذي نال الابطال الفلسطينيون حريتهم من خلاله والذي يقع في شمال فلسطين المحتلة وتم إنشاءه بإشراف خبراء إيرلنديين وافتتح في العام 2004 بالقرب من سجن شطة، في منطقة بيسان، ويعد ذو طبيعة أمنية مشددة جدًا، ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة، ويحتجز الاحتلال فيه أسرى فلسطينيين يتهمهم الاحتلال بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948.
غير أن محاولات الانعتاق الى الحرية لم ولن تنتهي في قاموس الاحرار وبالذات الفلسطينيين منهم، ففي تموز/يوليو 1958 اندلعت ثورة عنيفة من قبل السجناء في السجن، تحرر خلالها 66 سجيناً، وفي عام 2014 حفر سجناء فلسطينيون نفقاً، لكن تم كشفه وإحباط محاولة الإنعتاق الى الحرية.
وما نيل “الحرية” بالتمني:
الأحرار الستة من المحكومون مدى الحياة اربكوا الإحتلال الاسرائيلي ومنظومته الأمنية وحتى سياسييه من خلال ما بات يوصف بين الفلسطينيين بالهروب الكبير، الذي دفع الاحتلال الاسرائيلي لاستدعاء قوات النخبة والدفع بها نحو جنين وشمال فلسطين المحتلة أملاً بالوصول الى الأسرى الأبطال الشجعان الستة.
ولا يسعنا هنا الّا ذكر ابيات من الشعر قالها واستشعرها (أمير الشعراء) الشاعر أحمد شوقي (وما نيل المطالب بالتمني) بقوله:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
المصدر: العالم