تهجير قناة “العربية“ من الإمارات إلى السعودية.. لماذا..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
يُحكِمُ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوما بعد يوم قبضته على مفاصل الحُكمِ في السعودية بيد من حديد، ولكنه لا يترك له لا صاحباً ولا صديقاً ويستمر في قصقصة أجنحة الكبار ليصبح الأكبر بين الصغار.
تلقى مذيعون وصحفيون وتقنيون يعملون في قناة العربية المملوكة للسعودية في مقرهم الحالي في دبي، إخطارات للانتقال تدريجياً إلى المملكة العربية السعودية، ومن الواضح ان ولي العهد الذي استولى على العربية والحدث وما يتبع لمجموعة “ام بي سي” من صاحبها الشيخ وليد الإبراهيم وشركائه من أولاد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز عندما احتجزه في الريتز كارلتون عام 2017، يعمل بن سلمان الآن لإحكام قبضته أكثر على الإعلام بجلبة ليكون تحت انظاره مباشرة وان كان حقيقة المدير الفعلي لها منذ 2017.
كالعادة، الانتقال الذي أقره ولي العهد لم يراعِ الموظفين في القناة وعائلاتهم وجاء على ابواب إفتتاح المداروس وبدء الموسم الاجتماعي وسيبدأ الانتقال منذ اليوم (1/9) وسيتم على ثلاثة مراحل ليكتمل الإنتقال النهائي بعد ستة أشهر، وبالطبع تضع السعودية في الحسبان رفض البعض الإنتقال من دبي الى الرياض مع اختلاف المعيشة والضوابط ومدارس أطفالهم وحياتهم الاجتماعية، وبالتالي ستشهد هذه المجموعة الاعلامية تغييرات كبيرة في كوادرها وسيحل محل بعضها سعوديون رغم ضعف خبراتهم.
قد يرى البعض في هذا الانتقال خطوة إيجابية لتوطين الإعلام السعودي، وايجاد فرص عمل إضافية لأبناء البلد واقتصاداً في المليارات التي تنفقها السعودية على الإعلام، وهذا صحيح في حال كانت النية الحقيقية لابن سلمان من هذا الانتقال تحقيق هذه الأهداف لكن بن سلمان يسعى من هذا الانتقال الى إحكام قبضته الحديدة على الإعلام ومن غير المستبعد ان نرى بعض مذيعي او رؤساء تحرير العربية خلف القضبان في سجون بن سلمان مستقبلاً، كما يريد تغييرات في سياسة هذه المجموعة الإعلامية ووضع ضباط مخابرات داخلية والأهم من ذلك قطع ارتباطها مع الإمارات.
ينسى بن سلمان منذ البداية أن إنشاء هذه المجموعة في لندن في تسعينيات القرن الماضي وجعل مقرها في دبي كان هدفه جمع كبار الخبرات الإعلامية العربية لإدارة مشروع ايديولوجي استعماري غربي يغزو عقول الشعوب العربية ومن أفضل من المال السعودي لتمويل مثل هذه المؤامرات، واليوم مع نقل بن سلمان لهذه المجموعة الى السعودية وتلاعبه بمشروعها يعني انه سيجعلها في خانة الدعاية المضحكة له وهو الفتى الغر في عالم السياسة والإعلام ولكن هل سيسمح له الغرب، وأين بن زايد من هذا وبن سلمان يخطف منه إيجارات بالملايين ويوجه ضربة قوية لمدينة الإنتاج الإعلامي في دبي.
المصدر: العالم