تهويل لقاء بينت بايدن.. “هواء في شبك“..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
صحيح ان اسمها الولايات المتحدة الاميركية لكن زمن استكبارها وغطرستها وترهيبها للشعوب قد ولّى الى غير رجعة..
ليس من هذا اليوم الذي هربت فيه من افغانستان، انما مذ رحلّت سفنها الحربية من المنطقة الخليجية التي سيطرت عليها ردحاً ليس قليلاً من الزمن وولت دبرها الى بحر العرب هرباً من تداعيات غير متوقعة ومفاجئة بعد ضربة “عين الاسد” التي اعمت بصر وبصيرة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب ما دفعه الى عدم الرد والهرب بسفنه الى عرض البحر.
قبل اشهر قليلة اعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية للولايات المتحدة إقامة تدريبات لسفنها الحربية في بحر العرب، ومعها سفن حربية بلجيكية وفرنسية ويابانية رافعة اعلام اميركا والدول المشاركة في التدريبات وقد شاركت في التدريبات كل من حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” وطراد الصواريخ الموجهة “يو إس إس بورت رويال” والسفينة الهجومية البرمائية الأمريكية “يو إس إس ماكين آيلاند”والفرقاطة البلجيكية “HNLMS Leopold I” والمدمرة اليابانية JS” Ariake” بالإضافة إلى الفرقاطة الفرنسية بروفانس.
هذه التشكيلة الهجومية لأميركا ومعها تشكيلة حلف الناتو (شمالي الاطلسي) لم تعد ذات اهمية تذكر بعد الهرب الاميركي الاخير من افغانستان الذي شكل مفصلا للتاريخ الحربي الاميركي يشير الى الضعف والضعة والانكسار الذي لا يحسد احد اميركا عليه امام ما وصلت اليه القوة المتنامية للمعسكرين الروسي والصيني.
الحقيقة لمن يتابع الأمور بعين ثاقبة ان اميركا بدأت قبضتها تتراخى قبل هذا التاريخ وتحديدا بعد دخولها العراق بـ9 سنوات اثر مرورها بالازمة المالية العالمية التي ألمّت بها قبل نهاية عهد الرئيس الاميركي بوش الابن ما دفعه للاستجداء من الملك السعودي الراحل مبلغ 400 مليار دولار.
الأزمة الاقتصادية عصفت بقوة بالولايات المتحدة قبل ومع بداية عهد الرئيس الاميركي باراك اوباما.. وخيمت تداعيتها الاقتصادية على الولايات المتحدة بسبب حروبها المتتالية فكانت اشد واكبر وقعا على الاقتصاد الاميركي من بقية دول العالم، ما دفع الرئيس أوباما الى اعلانه انتهاء الحرب في العراق وأن بلاده ستكمل سحب قواتها من العراق بنهاية اليوم الأخير من العام 2011.
كان هروبها الأول من العراق نقطة العطف الاولى لمؤشر الانهزام الاميركي وتحديداً مع بداية العام 2012، حيث وافق “النواب” الأمريكي على إلغاء استخدام القوة العسكرية في العراق بموافقة 268 عضوا في مجلس النواب الأمريكي على إلغاء التفويض الممنوح في العام 2002 باستخدام القوة العسكرية لغزو العراق، كان ذلك اشارة واضحة لانعكاسات تداعيات الحرب في افغانستان والعراق وقبلها اخراج القوات العراقية من الكويت 1991.. اذ وصلت الولايات المتحدة قاب قوسين او ادنى من حافة الانهيار نتيجة الخسائر الباهظة لحروبها.
المعروف عسكرياً ان الدول يمكن اعتبارها في عداد الدول الضاغطة العالمية ومن معسكر الاستكبار العالمي اذا توفرت لديها ثلاثة شروط وامتيازات.. (1) الاسلحة المتفوقة و(2) الاقتصاد القوي المقتدر و(3) القدرة على سرعة الانتشار العسكري في اي زاوية من زوايا العالم المترامي الاطراف.
الولايات المتحدة لازالت حتى يومنا هذا تقبع فوق ترسانة نووية فائقة التطور لكن جنودها انهكتهم الحروب وانتشار الوباء “كورونا” اضناهم، إضافة الى انها باتت تفتقر الى الاقتصاد الذي كان في يوم ما الاقوى على مستوى العالم بعد تطور الاقتصاد الصيني حاليا كما انها باتت تفتقر الى قدرتها السابقة على سرعة الانتشار العسكري واحدى علاماته هربها من افغانستان.
ولو عكسنا هذا الواقع على احداث الساعة فان هرولة رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت الى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، المقرر يوم الخميس (بعد غد) والتهويل والتطبيل الاعلامي الاسرائيلي الذي سبق ويرافق هذه الزيارة التي يحاول بينت من خلالها تهميش الملف الفلسطيني وفبركة وتضخيم مديات الخطر الإيراني في مجال تخصيب اليورانيوم، لإبرازه كموضوع رئيس في جدول الاعمال الاسرائيلي الاميركي، كل ذلك لن ينفع هذا الكيان اللقيط في شيء يذكر، واللقاء سوف لن يكون اكثر من “هواء في شبك”.
الكيان الإسرائيلي وحكومته ليست اليوم احسن حالاً من الولايات المتحدة بعد هروبها من افغانستان فقراءة سريعة لواقع حال هذا الكيان اللقيط المحتل تقول انه حاصر نفسه بنفسه بين جدران كونكريتية عازلة هربا من محيطه العربي الرافض اساسا لوجوده على ارض فلسطين المحتلة حيث يطارد هذا الكيان شبح استحقاق فلسطيني مخيف قد ضج مضاجه في “سيف القدس” الخالدة.. الذي كان بمثابة صعقة فلسطينية شديد وقعها، بات يخشى تكرارها على وجوده المتداعي الزائف.
المصدر: العالم