تصفية الحسابات الداخلية الأمريكية على حساب “طالبان“..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
لا شك أن خروج امريكا من افغانستان بغض النظر عن سبب الخروج وابعاده وتبعاته، يعتبر هزيمة كبيرة بالنسبة لامريكا، وخصوصاً ان هذا الخروج جاء بعد كل هذه السنوات من الاحتلال وبعد ان انفقت امريكا ملايين الدولارات بالاضافه الى ازهاق رواح المئات من جنودها.
في الحقيقه فان خروج أميركا من افغانستان بهذه الطريقة الفوضوية وهذا السيناريو انما يخفي خلفه الكثير من الالغاز والاسرار التي يمكن ان تكشف لنا في المستقبل، ولكن بعيدا عن هذا الموضوع فان خروج امريكا من افغانستان بأمر من الرئيس الامريكي جو بايدن تحول إلى نقطه لتصفيه الحسابات في الداخل الامريكي على حساب طالبان.
تصفيه الحسابات بدأت من الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الذي اعتبر انسحاب القوات الامريكيه من افغانستان اكبر مهانة في مجال السياسة الخارجية التي تعرضت لها الولايات المتحدة في تاريخها، وهذا التصريح في الحقيقة يعكس جزء من الهزيمة الامريكية التي تلقتها في افغانستان، ومهما حاول الامريكيون تخبئة هذه الحقيقة فان هذه الحقيقة اصبحت مكشوفة بالنسبة للجميع وقد ظهر ذلك جلياً في تصريحات جو بايدن التي اعقبت الانسحاب.
وفيما اعتبر ترامب ان خروج بايدن من افغانستان هو العرض الاكثر اثارة للدهشة لعدم الكفاءة من قبل زعيم امة على الاطلاق، انتقد الرئيس الامريكي جو بايدن اتفاق الانسحاب الذي ورثه عن سلفه دونالد ترامب وقال انه ورث اتفاق انسحاب سيء من سلفه.
وفي هذا السياق اظهرت استطلاعات للرأي تراجع التأييد الشعبي للرئيس الامريكي جو بايدن ووصوله الى أدنى مستوى له منذ توليه المنصب بعد انسحابه من افغانستان حيث أشارت استطلاعات الرأي ان 46 بالمئه فقط من الامريكيين البالغين أيدوا بايدن في استطلاع الرأي الأسبوع الأخير.
وبعيداً عن التناحرات الداخلية الاميركية فلا شك ان هذا الانسحاب يحمل الكثير من العبر التي يجب ان يتم تسليط الضوء عليها ولعل اهمها ان امريكا لا يمكنه ان تفرض سياساتها على العالم من خلال التدخل العسكري وان التواجد العسكري الامريكي في المنطقه وفي اي مكان خارج الولايات يعتبر احتلالاً وان هذا الاحتلال لابد ان يأتي يوما وينتهي وذلك بغض النظر عن طريقة نهايته ومن الذي سوف ينهيه.
العبرة الأخرى والمهمة ايضا والتي يجب ان ياخذها حلفاء و امريكا هي ان امريكا ليست حليفاً يمكن الاعتماد عليه، وبالتالي فان ترتيب الأوراق الداخلية في بلدان المنطقة وتحقيق المصالحة بين التوجهات المختلفه يعتبر الطريق الامثل لحل جميع المشاكل.
المصدر: العالم