هل تنضم أفغانستان لمبادرة الحزام والطريق الصينية..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
كثر الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة حول أهمية انضمام افغانستان الى مبادرة الحزام والطريق.
يقول المراقبون للشأن الإقليمي والأفغاني ان الصين لديها سياسة حكيمة وبُعد نظر واستشراف للمستقبل، ولذا فان المرتكزات التي تدفع المدرك الاستراتيجي الصيني بالتعاطي مع “طالبان افغانستان” حالياً تأتي بهدف تحقيق المصالح الكبرى في افغانستان ومن ثم استكمال دمجها ضمن الحزام الاقتصادي، لكن وفق سياسة صينية حذرة وحكيمة.
ويقول المراقبون ان توقيع اتفاقية الاطار الاقتصادي بين الصين و”افغانستان طلبان” استبعدُ في المرحلة الحالية قبل ان تتوضح صورة نظام الحكم لدى طالبان، ورغبة الصين ان تشكل طالبان “حكومة منفتحة وشاملة” كما صرح بذلك الناطق الرسمي باسم الحكومة الصينية.
في المقابل تأتي تصريحات طالبان لتؤكد ان هناك اسبقية ستكون في إعادة اعمار افغانستان للصين أولاً ودولة أخرى وبأنه سيتم اعداد دستور لافغانستان، وهذا مؤشر ايجابي يحتاج ترجمته الى واقع ملموس.
المراقبون للشأن الإقليمي يقولون ان الاتفاقية الصينية الافغانية اذا تحققت على المدى المنظور، فهذا إنجاز كبير لكلا الجانبين، لافغانستان ،رغم عدم وجود ساحل لها على البحر كونها من الدول المغلقة بحريا الا ان موقعها مهم في إقليمها لا خلاف في ذلك.
موضوع مبادرة الحزام والطريق وهو طريق الحرير البحري الجديد لعام 2014- التي اطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 في خطاب القاهُ في جامعة نزارباييف في كازخستان كما هو معروف ، وهي في حقيقة الامر عولمة جديدة على الطريقة الصينية، وقد عقد مؤتمر دولي عن مبادرة الحزام والطريق في شنغهاي نهاية عام 2019، قدمت ورقة فيه ولاحظت الحضور الدولي القوي في المؤتمر، والتي تحولت هذه المبادرة الى واقع ملموس في عام 2016 بعد انظمام عدة دول لها من مختلف القارات، لها الثقل الاقتصادي الدولي.
في المقابل، يرى المحللون السياسيون انضمام أفغانستان التي تتمتع بموقع وسطي او جانبي في خارطة المبادرة الصينية الدولية من عدمهِ رغم اهمية ذلك، لا يؤثر عليها كثيراً لوجود طرق بديلة رغم أهمية موقع افغانستان الجيوسياسي والتي لها حدود مع جمهورية الصين الشعبية تبلغ 97 كم..
الى جانب كون أفغانستان نقطة صراع إقليمي تكالبت عليه القوى الغربية لتحقيق مآربها على مدى سنوات تخللتها حروب طاحنة ، أحرقت الأخضر واليابس بكل ما للكلمة من معنى.
في المحصلة، قد يتأخر انضمام افغانستان لمبادرة الحزام والطريق الصينية بسبب وضع الأخيرة الاقليمي والدولي وعدم استقرار طالبان ونظامها الجديد كونها استلمت السلطة تواً، كذلك يحتاج الأمر الى وضوح سياستها الخارجية رغم التطمينات التي اعطتها طالبان للمجتمع الدولي.
في حقيقة الأمر لن يؤثر سرعة انضمام افغانستان لمبادرة الحزام والطريق من عدمه، كونها مبادرة عالمية، وانضمام هذه الدولة او تلك لا يؤثر عليها.
من نافلة القول ان نشير هنا بأن العراق انضم الى مبادرة الحزام والطريق وعقد اتفاقية استراتيجية مع الصين “النفط مقابل الاعمار” ولكن من الضروري تفعيل المبادرة والاتفاقية.
المصدر: العالم