أفغنة العراق.. أمر مستحيل..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
الخبر:
وزير الدفاع العراقي وزعيم الحزب الديمقراطي في كردستان العراق يقولان بأن العراق يختلف عن أفغانستان وان مصير العراق لن يكون كمصير هذا البلد.
الإعراب:
يبدو أن إعلان انسحاب القوات الامريكية من الاراضي العراقية نهاية العام الجاري ومشابهة هذه الخطوة لما يحدث خلال الأيام الأخيرة في افغانستان، جعل البعض يصل في تحليله الى ان مصير العراق قد يكون كمصير افغانستان بعد انسحاب القوات الامريكية منها.
هذا في حين تشير التجربة الى ان خروج او إخراج أمريكا او اي محتل من منطقة ما لا يعني بالضرورة بأن الدولة المحتلة مسبقاً ستواجه او تتعرض لأضرار كبيرة أو لا يمكن تعويضها.
– يبدو ان محاولة البعض بث اليأس المدعوم بالتهديد لفترة ما بعد الاحتلال وقبل ان تكون مسألة عادية وطبيعية فهي نابعة من طبيعة اعلامية واعلانية، الهدف منها فرض حرب ناعمة على شعوب مجتمعات مثل العراق تطالب منذ سنين بطرد المحتلين من اراضيها.
التجربة التاريخية تثبت بأن خروج القوات الامريكية من فيتنام على سبيل المثال لم يؤد ابدا الى النتائج التي يتم ترهيب الشعب العراقي منها قي الوقت الراهن.
– الشعب العراقي لديه في سجله مكافحة تنظيم “داعش” الارهابي وتحرير بلاده بعد ثلاثة اعوام من النضال ضد المحتلين ، طبعاً وبعد ذلك ايضا لم يسمح للدواعش بان يستعرضوا عضلاتهم مجدداً، وعلى هذا الأساس يمكن التأكد من خواء القياسات التي تستخدم بشكل هادف في هذا المجال والتي تحاول الايحاء بان مستقبل العراقيين سيكون مراً بعد خروج القوات الأمريكية من العراق.
– بمنأى عن انه كيف ستكون رؤية طالبان تجاه نوع وتركيبة الحكومة المستقبلية في افغانستان وكيفية التعاطي مع القوميات والمذاهب في هذا البلد من جهة ، والمجتمع الدولي من جهة اخرى ، فان الأمر المفروغ منه هو ان امريكا انسحبت من هذا البلد.
هذا في حين ان الشعب العراقي طوى مراحل مثل مراحل بناء الحكومة والشعب بنجاح تام وانه اليوم يبحث عن تعميق وترسيخ سيادته الوطنية بدون تواجد الاحتلال والمحتلين.
– في حين ان الحكومة الامريكية تواجه اعتراضات واحتجاجات عديدة فيما يخص انسحابها من افغانستان ، فان التركيز الاعلامي الامريكي على خروج القوات الامريكية من العراق يأتي بهدف الحيلولة دون حدوث هذا الأمر في هذا البلد.
هذا في حين ان الشعب العراقي وبرلمان هذا البلد فضلاً عن فصائل المقاومة تطالب بانهاء الاحتلال قولاً وفعلاً وقد أعلنت ذلك كراراً ومراراً ، وانه ليس هنام اي ضرورة لتواجد القوات الامريكية في العراق.
– تنتشر شائعات في هذه الأيام عن تأجيل الانسحاب الكامل للأمريكيين من أفغانستان ، ورغم ان هذه المسالة واجهت رفضاً تاماً من قبل جماعة طالبان ، إلا انها يمكن ان تشكل ناقوس خطر جاد حول احتمال إعادة امريكا النظر فيما يخص قرارها بالانسحاب من العراق في نهاية العام الجاري.
هذا في حين انه لا يوجد أدنى شك بأن الشعب والمسؤولين العراقيين على علم بهذه الحيل والدسائس أفضل من أي شخص آخر.
المصدر: العالم