ما هو سر الطريقة الغامضة التي انسحبت فيها أمريكا من أفغانستان..!

2٬973

أبين اليوم – الأخبار الدولية

دخلت حركة طالبان الى العاصمة الافغانية كابل دون إطلاق رصاصة واحدة، ودخلت القصر الرئاسي واليوم أعلنت عن إمارتها الاسلامية في افغانستان وأصدرت عفواً عاماً عن المتعاملين مع الحكومة الافغانية وأعطت تطميناتها عن حرية الصحفيين وعمل المرأة وطمأنت دول العالم بعدم حصول عمليات ضد أحد انطلاقا من افغانستان، فهل هناك صفقة تمت بين أمريكا وطالبان أم انه نصر لطالبان ضد المحتل الأمريكي، أم ان هناك خطة أخرى ترسم لأفغانستان؟

من الواضح تماماً ان امريكا اتخذت قراراً، وفقاً لمعطيات محددة ومصلحتها الشخصية، بالإنسحاب من افغانستان وأما ما كان غريباً هو طريقة انسحابها التي أخافت حتى الكيان الاسرائيلي حيث امتنع مسؤولوه عن الحديث عن الانسحاب والانهيار السريع للدولة الافغانية والجيش الافغاني خشية من حصول مقارنة بين مصير الكيان الاسرائيلي ومصير الدول التي تدعمها أو تحتلها امريكا.

حتى محللو نشرات الاخبار وعلى مختلف انتساباتهم السياسية والفكرية لم يستطيعوا إلا الشماتة بالدول التي تتبع امريكا معتبرين ما حصل في افغانستان فشلا امريكيا كبيرا قد يتكرر في دول عِدَّة لاتتمتع بحرية قراراتها او استقلاليتها خاصة في منطقتنا العربية، ناهيك عن الاحتلال الاسرائيلي الذي يعاني خللا في بنيته كفكرة فما بالك بأنه قائم على المساعدات والحماية الغربية.

أمريكا انسحبت من افغانستان بهذه الطريقة الفوضوية عمدا لأنها أرادت الفوضى بعد انسحابها أرادت المجازر أرادت إيذاء جيران افغانستان، وإخافة حتى حلفائها لتقول لهم بدوننا أنتم لا شيء فلابد لكم من إبقائنا راضين عنكم، هذا في المقام الأول.

وأما عن ما يقال بأن مشروع أمريكا فشل في أفغانستان، فهذا صحيح مشروعها الاستعماري فشل وانسحبت ، وأما الحديث عن أنها فشلت في إنشاء حكم مدني ديمقراطي في أفغانستان فهذا خطأ لأنها بالأساس لم يكن لديها مثل هكذا مشروع، فشلت في إنشاء جيش افغاني وطني! طبعا لم يكن لديها مثل هكذا نية فأي جيش أفغاني وطني سيتجه نحو اخراج المحتل أولا فكيف يكون هذا.

أمريكا لا تحتل بلدا لتنشر فيه الحرية والديمقراطية وتبنيه، أمريكا تحتل البلدان لتخربها وتمنع إعمارها وتسرق ثرواتها. شعارات الحرية والديمقراطية هي حجج وكذب ونفاق تطلقها لتبرر احتلالها ووحشيتها وانتهاكاتها في البلدان التي تحتلها، تماما كما فعلت في العراق وليبيا وسوريا، تماما كسياساتها ضد لبنان واليمن ودعمها تدمير هذه البلدان.

هل سألتم أنفسكم يوماً لماذا لايمتلك العراق الى الآن محطات لتوليد الكهرباء؟، سؤال أجاب عنه وزير كهرباء سابق في العراق هل تعلمون ما قال؟! أجاب بالحرف الواحد “أمريكا لاتقبل، نطلب منها الاستثمار في مجال الطاقة فترفض، نذهب للصيني للطلب منه فتهدد وترفض، نطلب من الغربيين فيمتنعون دون إعطاء سبب، نذهب للعرب يقولون لنا امريكا لاترضى. وكل إنشاءات الكهرباء دمرتها امريكا زمن الاجتياح وخلال سنوات الحرب وحتى عندما كانت تريد ضرب داعش كانت تدمر البنية التحتية”.

أمريكا تنشر الفساد في الدول التي تحتلها وتتركها مدمرة ومشتتة ومتقاتلة، خروج الاحتلال الامريكي من أفغانستان هو حدث إيجابي أو “فرصة”، وعلى الافغانيين ان يستغلوا هذه الفرصة ليجلسوا سوية ويتوافقوا على حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع وتسمح لهم ببناء جيش وطني يدافع عن البلاد امام المحتل.

عليهم ان يبدؤوا ببناء بلادهم التي تعاني من ضعف او انعدام البنية التحتية، عليهم ان ينهوا خلافاتهم القومية ويتسامحوا ويشدوا العزم لبناء الوطن، وهذا ما نامله، بغض النظر عن نظام الحكم الذي سيحصل وبغض النظر عن الفئة التي ستستلم الحكم، لأنهم ان فشلوا اليوم فهم من يتحملون المسؤولية لان من كان يمنع حوارهم رحل وهو المحتل الامريكي، البشتون الذين يدعمون حركة طالبان أكثر من 40 بالمئة من الشعب الافغاني ولكن لينجحوا عليهم ان يتحاوروا مع 60 بالمئة الباقية.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com