خطوة نحو الإصطفاف الوطني الجنوبي.. ماذا بعد التشكيل الوزاري..!
بقلم/ سمير المسني
ماذا بعد التشكيل الوزاري الأخير لحكومة المرتزقة والذي تم على عجالة وذلك بسبب خروج جماهير شعبنا في المحافظات الجنوبية المحتلة للتعبير عن رفضها المجمل للأوضاع المتردية هناك من إنفلات أمني وتردي الخدمات وأهمها: “القطاع الصحي” وعودة عمليات اختطاف واغتصاب الفتيات وعمليات الاغتيال التي لم تتوقف حتى الآن..
ناهيك عن الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وغيرها، كل تلك الأمور المأساوية التي يعانيها شعبنا في عموم المحافظات الجنوبية المحتلة فرضت على قوى العدوان التعجيل بتشكيل حكومة ارتزاق جديدة تقوم بتنفيذ أجنداتها والسيناريو المعد من قبلها..
وعليه فقد تم اتخاذ جملة من الاصلاحات الطفيفة بغرض امتصاص غضب الشارع الجنوبي منها رفد البنك المركزي في عدن بمبلغ مليار دولار في محاولة لإيقاف تدهور العملة الوطنية او من خلال تهدئة الأوضاع المتأزمة في جبهة وادي سالم والطرية..
ولكن بالمقابل ظلت الاختلالات الاخرى في تزايد مستمر، وحتى المعالجات التي اتخذتها قوى العدوان والاحتلال والتي من خلالها تحاول إيهام المواطنين في الداخل بأنها هي الحلول الناجعة لكل المشاكل او الصعوبات التي يعانيها، إلا انها باعتقادي حلول مؤقتة خلال فترة زمنية قصيرة سوف تتلاشى وتعود الأمور الى ما كانت عليه في السابق بل سوف تكون أكثر سوءً وذلك بعد ان تستتب الامور لصالح قوى العدوان.
لذلك أطلقنا ندائنا ومنذ البداية بضرورة توحيد قيادات الصف الجنوبي من قيادات تنفيذية ومكونات سياسية من أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة وخصوصاً تلك القيادات الموجودة في صنعاء لغرض تدارس الأوضاع وايجاد المعالجات الفورية بدءً من حملات التوعية وصولاً لإعداد العدة وتحشيد الجماهير لبدء المعركة الفاصلة مع هذا العدوان..
وذلك من خلال الإعداد الجيد والمدروس ووضع آليات عمل سليمة تتناسب مع الواقع المعاش والاستفادة من الدعم اللامحدود المقدم من قبل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ لتوفير قاعدة إنطلاق لمرحلة الكفاح المسلح والتحرير لطرد كل المحتلين من اراضينا المحتلة..
وكانت اولى بوادر ذلك التقارب بين القيادات الجنوبية تلك الزيارة التي قام بها البروفيسور عبدالعزيز الترب مستشار رئيس الجمهورية والمجلس السياسي الأعلى والذي برغم كل مشاغله لم يتوانى ابداً عن القيام بزيارة مكتب إتصال محافظة أبين واللقاء بالمناضل حسين زيد محافظ المحافظة – رئيس ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي-..
وذلك من خلال عملية التنسيق التي قمت بها لهذه الزيارة والتي كانت ناجحة بكل المقاييس حيث اني شاركت في ذلك الاجتماع الذي تم فيه مناقشة اوضاع محافظة أبين واوجه التعاون والدعم وسير العمل، والذي أكد فيه البروفيسور عبدالعزيز الترب بأن القيادة سوف تقدم كل الدعم والمساندة لتحرير المحافظات الجنوبية المحتلة، وكما تم مناقشة كافة الأوضاع المأساوية الراهنة في تلك المحافظات.
في الأخير أوجه التحية الخالصة لتلك القيادات الوطنية الكبيرة التي قامت بتلبية مناشداتي للجلوس مع بعضنا البعض، كما اطالب بقية القيادات الجنوبية أن تبادر هي ايضاً بسرعة عقد مثل هذه اللقاءات المهمة لغرض توفير اصطفاف وطني جنوبي على طريق تحرير المحافظات الجنوبية المحتلة وانجاز استقلالنا الثاني في القريب العاجل.
سمير المسني.. عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي.