لماذا سقطت كابل بهذه السرعة وماذا تعكس أحداث المطار..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
استؤنفت الملاحة الجوية العسكرية في مطار العاصمة الأفغانية كابل لإجلاء الدبلوماسيين والمدنيين من البلاد بعد توقفها أمس بسبب الفوضى التي سادت المطار. من جهة أخرى دافع الرئيس الأميركي جو بايدن عن قرار سحب القوات من افغانستان، وقال إن هدف بلاده لم يكن يوماً بناء دولة في افغانستان، لكنه أقر بأن إنهيار الحكومة الأفغانية كان أسرع من التقديرات الأميركية.
محللون سياسيون رأوا إن ما حدث في مطار كابل بالأمس هو صورة تاريخية ولا تتكرر إلا كل عدة عقود مع كل انسحاب اميركي مذل بهذه الطريقة، صورة توضح حقيقة السياسات الاميركي وطبيعة علاقتها بوكلائها، شيء اشبه بسياسات الشركات في صرف الموظفين عندما تنتهي الحاجة اليها.
ويشير المحللون الى أن التعويل على أمريكا من قبل الكثيرين حول العالم وليس في منطقتنا فقط، تاريخياً وحاضراً هو تعويل مؤقت ويتعرض لانتكاسات وتحولات بحسب الظروف والرغبات والمصالح الاميركية، معتبرين ما حصل في افغانستان بأنه مؤسف جداً، فقبول جزء من المواطنين ببقاء القوات الاميركية لعشرين سنة في اراضيهم، القبول بهذا الاحتلال هو مشكلة المشاكل ليس فقط لافغانستان بل لكل الدول التي تعرضت لاحتلال.
ووصف هؤلاء تمسك الوكلاء في المنطقة بالاميركي بأنه كما حصل في مطار افغانستان، وبانهم سيتعلقون بامريكا الراحلة عن المنطقة وسيسقطون من طائراتها من شاهق، لانهم لا يريدون الانتباه والتصديق أنها تقلع وتغادر قريبا من المنطقة ولا يأخذون احتمالات بديلة تأمينا لمستقبلهم.
فيما رأى محللون آخرون إن ما حدث في مطار كابل هو نهاية مخزية جدا للمتعاونين مع الولايات المتحدة ومع الاحتلال، وان سرعة التطورات والاحداث العسكرية التي حصلت في افغانستان وخاصة في كابل، تفاجأ الجميع منها ولم يجد المتعاونون مع الامريكان الا اللجوء الى المطار والتعلق بالطائرات الاميركية.
ويرى خبراء ان مرحلة جديدة بدأت في افغانستان، مرحلة حكم طالبان والامارة الاسلامية كما يسموها، وهذه المرحلة دقيقة جدا ويتطلب ان تثبت حركة طالبان صدقيتها فيما تقول بأنها تغيرت وبأنها ستشكل حكومة شراكة وطنية وتحترم حقوق الاقليات وحقوق المرأة وحقوق الانسان، فهذه المرحلة بداية جديدة لتاريخ جديد في افغانستان.
لكن المراقبين يشيرون الى أن مسلحي طالبان عندما دخلوا المدن والبلدات لم يرتكبوا مجازر كما كان متوقعا منهم، فقط في منطقة بمدينة غزنة قتلوا 40 الى 45 شخصاً بعد إعادة السيطرة عليها، أما في غيرها فلم تحدث مجازر او اعمال قتل اطلاقا، منوهين الى ان قيادات طالبان دخلوا في مرحلة تأهيلية كبيرة واصبح لديهم نضج سياسي والآن طالبان اصبحت تختلف عما كانت عليه في عام 2000، وتم الحديث بالأمس عن سماح الحركة للطالبات بإكمال دراستهن في الجامعات والمدارس، وهذا امر جيد حتى الآن.
خبراء في العلاقات الدولية يقولون إن ما حصل في مطار كابل يمكن ان نستخلص منه العبر الكثيرة حول المنظومة السياسية الاميركية كيف تصرفت وتتصرف وكيف تتعامل مع وكلائها من حيث المنظومة السياسية، ولكن هناك جانب آخر وهو أنه في ادارة ازمات من هذا النوع هناك ما يسمى كراس تعليمات وخطوات يمكن السير عليها، والجهة التي اوكل اليها الموضوع فشلت في تنفيذه.
ويرى هؤلاء ان الاميركيين ليس لديهم تقصير مخابراتي او غيره، فهم يعرفون اين تتجه كل ذبابة في سماء افغانستان، وقد يكون ما حصل رسائل أراد الاميركيون ايصالها للعالم، موضحين ان العالم في موضوع افغانستان مقسم الى الجمهور في امريكا والجمهور في بريطانيا والثالث وهو جمهور افغانستان ورابعاً جمهور طالبان وخامساً ما الذي تم الاتفاق عليه في الاتفاقية بين طالبان وامريكا في فبراير عام 2020 وسادساً ما هو الدور القطري المالي والإعلامي والسياسي في كل ذلك.
واعتبر الخبراء أن كل ما رأيناه في افغانستان هو مسرحية تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، لكن ان تكتب برنامجاً هذا أمر.. وان تنفذه على الارض شيء ثاني، ولذلك فهذه فضيحة وخسارة مدوية للولايات المتحدة، وقد تكون الأمور في المطار قد خرجت عن السيطرة، او ان اميركا ارادت ارسال رسائل من خلال ما حصل في المطار.
فما رأيكم؟
- لماذا سقطت كابل بهذه السرعة بيد طالبان؟
- لماذا لم تدافع حكومة أشرف غني وجيشها عن العاصمة؟
- لماذا ترك الاميركيون حلفاءهم في البلاد لقدرهم؟
- كيف تفسر الهزيمة الاميركية الجديدة؟
المصدر: العالم