ما علاقة سجن الفلسطينيين في السعودية بـ“شرعية“ حكم إبن سلمان..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
أخيراً وبعد عامين من سجنهم دون محاكمة، قضت المحكمة الجزائية السعودية، يوم الأحد، بالحبس 15 عاماً على الممثل السابق لحركة المقاومة الإسلامية حماس لديها، محمد الخضري؛ وكذلك قضت المحكمة بحبس إبنه هاني 3 سنوات، بتهمة دعم المقاومة، ضمن أحكام طالت 69 أردنياً وفلسطينياً، تراوحت ما بين البراءة والحبس 22 عاما.
قيل الكثير عن الأحكام القاسية والبعيدة كل البعد عن العدالة الاسلامية والانسانية، نظراً لان الخضري رجل تجاوز الثمانين عاماً ويعيش في السعودية بشكل قانوني منذ اكثر من 30 عاماً، ولم يقم بأي نشاط يمكن أن يهدد أمن واستقرار السعودية، كل ما كان يفعله هو ورفاقه، تقديم الدعم المادي لأبناء شعبه المحاصرين في غزة.
هناك من استغرب ان يتحول دعم المحاصرين في غزة، ودعم المقاومين الذي يقدمون ارواحهم رخيصة دفاعاً عن المقدسات الاسلامية، جريمة وارهاباً يعاقب عليها في بلاد الحرمين الشريفين.
وهناك من استهجن أن تصل الأمور بالحكام العرب، إلى ان يقوموا بمطاردة الشرفاء والاحرار الرافضين للاحتلال والعدوان الاسرائيلي، بينما نراهم يتركون المطبعين والداعين الى احتضان الصهاينة واستقبالهم في بلاد الحرمين الشرفين، جهارا نهارا، دون ان يتعرض لهم احد بسوء، او حتى ان يوجه لهم ادنى نقد.
البعض يرى أن الموازين إنقلبت في بلاد الحرمين، فلو كان محمد الخضري، قدم الدعم المادي والسياسي والاعلامي للكيان الاسرائيلي، انطلاقا من السعودية، فهل كان النظام السعودي سيقوم بسجنه 15 عاما، ام سيتركه وشأنه ، بل كان سيقوم بإكرامه ايضا.
اما نحن فسنتناول هذا الاجراء السعودي من زاوية أخرى، وهي زاوية تطورات الصراع على السلطة بين أبناء واحفاد عبد العزيز ال سعود، الذي اشعل فتيله الملك سلمان، عندما قام بتعيين ابنه ولياً للعهد، رغم وجود من هم أفضل من ابنه، بين اشقائه، أي أبناء الملك عبدالعزيز، وابناء اشقائه، من هم أكبر سناً واكثر تجرية من ابنه محمد..
فالاخير يرى أن طريقه إلى العرش غير معبدة، وهناك عقبات كبيرة تحول بينه وبين غايته، لذلك يحاول تعبيد هذا الطريق، عبر تقديم خدمات الى الصهيونية العالمية والكيان الاسرائيلي، لم يحلم بها حتى الصهاينة انفسهم، لمعرفته أن أقرب الطرق لكسب ود امريكا هو الانبطاح امام “اسرائيل”، ومحاربة كل من يحاربها، وهذا فقط هو الذي سيمنح لحكمه “الشرعية”!.
صحيح ان كل ابناء الملك عبدالعزيز، وحتى عبدالعزيز نفسه، اكتسبوا “شرعية” حكمهم من امريكا، ومن دعهم لـ”اسرئيل”، ومعاداتهم لكل من عاداها، وهذا ما كشف عنه صراحة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، عندما قال ردا على منتقديه الذين طالبوه بمعاقبة ابن سلمان على قتله للصحفي جمال خاشقجي:
“لولا االسعودية لكانت اسرائيل في ورطة”!، الا ان الفرق بين محمد بن سلمان، واعمامه وابيه، هو انه اكثر جرأة في اعلان هذا الامر على الملأ، والاكثر استعدادا للانبطاح امام “اسرائيل” ودون ادنى تردد، وما سجن الفلسطينيين المظلومين في قضية دعم المقاومة، الا جانبا من محاولات ابن سلمان لاستجداء “الشرعية” لحكمه.
المصدر: العالم