من تل أبيب إلى طهران وصلت رسالتكم.. من طهران إلى تل أبيب “كش ملك“..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
زمجر واستشاط غضباً وهدد ثم اردف قائلاً: لكن يجب ان نبقى كما نحن فإننا ولاننا لن نقوى على شيء يجب ان نظل كما نحن فعلينا ان لا ننغر بما ليس فينا ولا نحن فيه.
هل فهمت شيئاً من الجملة السابقة؟ ان لم تفهم اعد القراءة، وان فهمت سابيّنها لك، لانك ان لم تفهمها فهذا طبيعي وان فهمتها فقد فهمتها بشكل خاطىء فيجب ان اوضح لك البيان والتبيان، الجملة هي لسان حال الكيان الإسرائيلي منذ أيام وحتى جولة التصعيد الأخيرة في جنوب لبنان..
فما بعد الهجوم على السفينة الاسرائيلية كانت نبرة التهديد الإسرائيلية مرتفعة جدا الى جانب نبرة التهديد الامريكية والبريطانية، وكان المشهد الاكثر وضًوحا اننا امام تهديد امريكي بريطاني اسرائيلي للجمهورية الاسلامية التي اتهمت زورا بمهاجمة السفينة الاسرائيلية دون اظهار أي أدلة ومستمسكات تثبت وقوف ايران خلف العملية.
لكن بعد اطلاق صواريخ الكاتيوشا من الاراضي اللبنانية اتجاه شمال فلسطين المحتلة، تغييرت لهجة الاعلام الاسرائيلي والنبرة انخفضت وبات الحديث عن الرسالة الجديدة التي فحواها (ان هوجمت الاراضي الايرانية فان كيان الاحتلال لن يكون بعيدا عن النيران التي ستصيب الخليج الفارسي) ، هذه الرسالة قراتها ايضا دوائر الامن الاسرائيلية..
فكانت عمليات القصف في الجنوب اللبناني للمناطق المفتوحة ليست سوى محاولة للحفاظ على ماء الوجه بعد ساعات من تصريحات لرئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينت من الحدود الشمالية الفلسطينية حيث قال حرفياً وتعقيباً على إصابة السفينة الاسرائيلية: “إنتهى زمن الجلوس بكل راحة في طهران وإشعال الشرق الأوسط بأسره من هناك”. لكن بعد ان اشتعلت النيران في كريات شمونه وصلت الرسالة بشكل دقيق فكان الرد بقصف مدفعي للجنوب و تصريحات بأن اصحاب القرار في تل ابيب يتابعون الوضع بشكل حثيث لاتخاذ القرارات المناسبة..
ان المعادلة اليوم باتت مختلفة عما كانت عليه بالامس وحتى في واشنطن وفي لندن يدركون ان عليهم اللعب بشكل احترافي مع ايران كقوة اثبتت قدرتها على فرض القواعد وبأن زمن الهواة والمندفعين قد انتهى، ولو قرأ احد بشكل تحليلي خطاب الرئيس الايراني الجديد ابراهيم رئيسي سيفهم ان ايران لن تتراجع عن مشروعها المعلن وبان من امامها هو الذي بدا بالتراجع خطوات الى الوراء، وبدأ يفكر بسياسة الاحتواء من جديد..
ان الشرق الاوسط لم يعد محكوماً بذات المنظومة السابقة التي كانت تراهن على امكانية تشكيل تحالفات جديدة بين المعتدلين من العرب وكيان الاحتلال لتشكيل طوق حول ايران، فالكيان الاسرائيلي الذي يحرض على الجمهورية الاسلامية صباح مساء ويتهمها بانها تهدد استقرار الشرق الاوسط، لم يعد قادرا على حماية ذاته بعد حرب سيف القدس..
وكان السؤال الاكثر صعوبة في هذه الحرب ماذا لو اشتعلت الجبهتين الجنوبية والشمالية فماذا عسانا ان نفعل؟ والسؤال الاكبر اليوم ماذا لو اشتعل الشرق الاوسط على امتداد جبهاته، ماذا عسى حتى امريكا وبريطانيا وحلفائهما بمن فيهم الكيان ان يفعلوا؟
ان الأوراق في الشرق الاوسط باتت مكشوفة واللعب اصبح كما يقولون (( على المكشوف )) واذا كانت ايران حركت الحجر وقالت ((كش ملك )) فأي الحجارة ستقدر القوى الأخرى على تحريكها.
المصدر: العالم