تقارب بين الأطراف اليمنية يثير قلق التحالف.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
يترقب الشارع اليمني عن كثب ، انفراجة سياسية وشيكة قد تنفذها الأطراف اليمنية بعيداً عن الرعاية الدولية والوصاية الإقليمية، فهل يكتب لها النجاح وما تداعيات ذلك في ضوء التحركات الأخيرة لرعاة الحرب الاقليمين؟
الأخبار المتداولة عن مفاوضات بين “الحوثيين” السلطة الشرعية في الشمال والانتقالي، سلطة الأمر الواقع في الجنوب لقيت خلال الساعات الماضية رواجاً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن تفاعلوا معها، رغم أن أياً من الأطراف لم يعلق عليها بشكل رسمي رغم التلميح لها، وهو ما يشير إلى تطلع اليمنيين بلهفة لنهاية الحرب التي يراد لها أن تظل تستنزف اليمنين على كافة المستويات.
ثمة من يتحدث عن مفاوضات سرية، كما يقول مراسل الجزيرة أحمد الشلفي، مضمونها فتح طريق عدن صنعاء، وهي المفاوضات التي يخوضها حالياً لجنتين عن صنعاء برئاسة علي القحوم القيادي في حركة انصار الله وعن الانتقالي فضل الجعدي ، ويبدو أن هذه المفاوضات بدأت تؤتي ثمارها فعلياً في ضوء الزيارة الأخيرة لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماويير إلى صنعاء وعدن وصولا إلى مسقط وحديث وسائل اعلام سعودية في تقارير سابقة عن اشرافه على تنفيذ الاتفاق..
لكن من خلال التصريحات المتواترة لا يبدو بأن اتفاق فتح طريق عدن- صنعاء الوحيد الذي يتم مناقشته للتقارب بين السلطات في صنعاء وعدن بل أيضاً الأسرى مع تأكيد عيدروس الزبيدي خلال لقائه بشيخ الصبيحة منتصف الأسبوع طرحه إسم الوزير السابق محمود الصبيحي على قائمة الأسرى..
ثمة نوع من الإتفاق بين الطرفين بدأ يتشكل فعلياً على أرض الواقع اذا ما اخذ في الاعتبار معركة البيضاء حيث حاولت أطراف محلية وإقليمية تفجير مواجهات بين الطرفين على امل تعميق فجوة الخلافات، ونجح الطرفان باحتوائها عبر تطويقها بخطوات ميدانية ورسائل سياسية متبادلة.
قد تكون هذه القوى الجديدة التي تشرب من كأس الحرب ذاته سواء بالحرب والحصار لديها رغبة في إنهاء الاقتتال الداخلي الذي يراد منه تمزيق اليمن وإضعافه بغية الانقضاض على مقدراته، ولديها أيضا وسائلها للتواصل، وربما مقدر لها أن تشكل نواة السلام في هذا البلد الذي يتعرض لحرب وحصار منذ 7 سنوات..
لكن حتى الآن ثمة من يتربص به داخلياً وخارجياً، فعلى الصعيد المحلي يبدو بأن اطراف “الشرعية” الأخرى ممن تعزز الحرب ثراء قياداتها الفاحشة ويعمق استئثارهم بمقدرات البلد من النفط والغاز لا تريد لمثل هكذا خطوة النجاح وهي تدفع الآن بكل ثقلها للهجوم على الشمال والجنوب نظراً للتحشيدات الأخيرة في أبين ومحاولة تفجير جبهات جديدة في البيضاء.
تدرك هذه القوى بأن أي إتفاق بين القوى الجديدة التواقة لبناء دولة سيضر بمركز نفوذها في اليمن وسيحجم عملية نهبها المتواصل لعائدات النفط والغاز إلى جانب إجبار المجتمع الدولي على القبول بالأمر الواقع الجديد الذي بدأ يتشكل على الأرض ويتوج بالتفاف شعبي مقارنة بـ”الشرعية” التي اختارت فنادق الرياض والدوحة وتركيا والقاهرة مقرا لها.
تحاول هذه القوى بشتى السبل لإجهاض اية محاولة تقارب سواء بمحاولة نقل المعركة إلى حدود يافع أو بإعدام اسرى كما حصل في الزاهر..
“الشرعية” التي افشلت كافة مراحل الحوار السابقة، رغم تراجع دورها بفعل تحييدها سعودياً، تحاول الآن استثمار المواقف السعودية الناقمة على الانتقالي بفعل تقاربه مع صنعاء وعلاقته بالإمارات، مع أن السعودية تحاول أيضا استخدام “الشرعية” التي تشن حرباً لا هوادة فيها على الإنتقالي سواء اقتصادياً وعسكرياً كورقة للضغط على الانتقالي..
رغم التخادم بين “الشرعية” والسعودية منذ بادية الحرب على اليمن في مارس من العام 2015، وترتيبهما للتصعيد شمالاً وجنوباً، يبدو بأن الأطراف اليمنية في صنعاء وعدن ماضية في مشروع “استعادة الدولة” والاستعداد للمرحلة الحاسمة في الحرب التي أصبحت تأكل الأخضر واليابس وتنذر بكارثة في هذا البلد الذي يقاوم منذ 7 سنوات وحيدا وبجهود داخلية، وربما هذه الخطوة هي من تشكل حافز لدى اليمنيين في تعليق بارقة امل على التقارب المتوقع.
YNP