الأزهر يُفتي بحرمة الإنتماء للإخوان المسلمين.. مِكيالُك يُكال لك به..!
أبين اليوم – متابعات
يبدو أن السلطات في السعودية والإمارات ومصر، تسابق الزمن، من أجل سد جميع الطرق أمام أي إمكانية لعودة جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد السياسي، قبل دخول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في العشرين من شهر كانون الثاني يناير القادم، والذي وجه إنتقادات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقوله “إنه لن يمنح شيكاً على بياض للسيسي” الذي كان مقرباً من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
مصر شأنها شأن السعودية والإمارات، لم تكتف بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية محظورة، بل تم “تحريم” الإنتماء إليها بفتوى دينية من قبل مشيخة الأزهر ، وهو تحريم كان هيئة كبار العلماء في السعودية، ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، قد سبق مشيخة الازهر اليه، لذلك باتت جماعة الإخوان محظورة سياسياً ودينياً.
اللافت أن جماعة الإخوان المسلمين لم تقف مكتوفة الأيدي، بعد أن استلمت مؤشرات قوية صادرة من واشنطن، حول إحتمال حدوث تغيير في موقف إدارة بايدن إزاء الأوضاع في مصر وشخص الرئيس السيسي، لا سيما في مجال حقوق الانسان، وبعد ما تم تسريبه من إحتمال وجود تواصل بين ادارة بايدن وبين قادة الاخوان المسلمين في مصر.
التواصل بين جماعة الإخوان والامريكيين، لم يتم نفيه من جانب الإخوان فحسب، بل تم التأكيد عليه من قبل قيادات رفيعة في الاخوان بينهم إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان ، الذي كشف في حديث صحفي ان هناك لقاءات وتواصل بين الجماعة وبين مسؤولين بالخارجية الأمريكية ومراكز دراسات أمريكية واعضاء في مجلس الشيوخ والنواب، لتوضيح وشرح موقف الاخوان..
مشددا على انه “لا يستبعد حدوث تغيير في مصر والمنطقة مع قدوم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى السلطة في يناير/كانون الثاني المقبل”، ملمحا الى ان الصورة عن الجماعة تغيرت عما كانت عليه من قبل لدى الإدارة الأميركية.
اللافت في كل هذا التسابق لكسب ود بايدن، من قبل السلطات المصرية والسعودية والاماراتية من جانب، وبين جماعة الإخوان المسلمين من جانب آخر، هو تحول الفتاوى الدينية، ورفع شعار “الاسلام هو الحل” الى وسيلة لتحقيق اهداف سياسية. فمن الصعب على جماعة الاخوان المسلمين ان تنتقد خصومها، المراجع الدينية في مصر والسعودية والامارات، بانها تستغل الدين والفتاوى، لتحقيق غايات سياسية..
فجميعنا يتذكر الشيخ القرضاوي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاب الروحي للاخوان المسلمين في العالم، كيف افتى بنصرة “الثورة” في مصر و في تونس و في ليبيا، الا انه وقف موقفا معاديا لثورة الشعب البحريني ضد طغمة ال خليفة المتصهينة، لا لشيء إلا لكون الغالبية العظمى من الشعب البحريني هم من أتباع أهل البيت عليهم السلام، واعتبر ثورتهم بانها “طائفية” و”شيعية” و”ضد حكم السنة”.
كما اشاد القرضاوي بمشايخ الوهابية الذين كفروه وكفروا الاخوان المسلمين فيما بعد، واعتبرهم اذكى واكثر علما منه، لانهم كفرواحزب الله وحرموا الدعاء له، بسبب وقوف الحزب الى جانب الشعب السوري ضد العصابات التكفيرية المدعومة من الثلاثي الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي.
وقبل ان ننهي هذه السطور، نعيد عقارب الساعة الى الوراء، عندما كان الرئيس المصري السابق محمد مرسى، يخطب بعشرات الالاف ويدعو الى “الجهاد في سوريا” لمحاربة الجيش والحكومة السورية، نصرة لـ”المعارضة”..
ولكن وبعد أعوام قليلة من ذلك الخطاب، بان للعالم اجمع طبيعة تلك “المعارضة”، التي كانت تتلقى العلاج في مستشفيات الكيان الاسرائيلي ، وتدعو جهارا نهارا هذا الكيان للتدخل في الحرب، من اجل اسقاط االنظام السوري… وقديما قيل مِكيالُك يُكال لك به.
المصدر: العالم