عندما تتنابز أحجار الشطرنج.. هل السعودية ضالعة بتفجير دبي..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
هل يطأ منحدر الرسم البياني للتداعيات الجديدة السلبية في العلاقات السعودية الاماراتية مصالح البلدين ليرقى إلى إنفجارات أمنية تهدد اوضاعهما الداخلية بعد رحلة طويلة من تصدير الأزمات الأمنية وحتى الإرهاب الى اليمن والعراق وسوريا..
ذلك إثر المنعطف النفطي المفاجئ وعدم التوافق حول انتاج النفط خلال الأشهر الأخيرة الماضية وخصوصاً بعد إيقاف السعودية جميع الرحلات الجوية مع الإمارات في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي؟
هل يمكن حساب الإنفجار الأخير الذي وقع فجر يوم الخميس في ميناء جبل علي بدبي بالامارات ضمن تلك التداعيات وقد جاء هذا الحادث فقط بعد أيام فقط من الخلاف حول الانتاج النفطي بين البلدين؟
وهل ان تغيير السعودية يوم الاثنين الماضي قواعد الاستيراد من المحميات الخليجية الاخرى “باستبعادها البضائع المصنوعة في المناطق الحرة أو التي استخدم فيها أي منتج إسرائيلي”، كان تحدياً مباشراً لمركز الإمارات التجاري الاقليمي، حسب ما وصفت “صحيفة الاندبيندنت البريطانية” الثلاثاء في مقال تحليلي لها؟
وحسب الصحيفة المذكورة، قالت الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “سينزيا بيانكو”: “إن التوترات بين السعودية والإمارات كانت تتزايد منذ فترة طويلة”، معتبرة أن الدولتين “تعيدان تقييم ميزان القوى في علاقتهما الثنائية بما ينطبق على الساحة الإقليمية والدولية”.
انه تطور خطير في العلاقات الثنائية بين البلدين بدأت احداثياته تظهر للعلن خصوصاً بعد ازاحة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب عن دائرة اتخاذ القرار الاميركي الذي عمد الى جر الامارات والبحرين والسودان والمغرب الى حضيرة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وجعل هذه المحمية الإماراتية رأس حربة في المخطط الصهيو اميركي الجديد الذي يعرف باسم “صفقة القرن” الذي تبناه صهر ترامب جاريد كوشنير.
لا يخفى أن شكل الرسم المنحنى الدال على السياسة الاميركية هو الانحياز المطلق الى جانب الكيان الإسرائيلي لما للوبي الإسرائيلي من قوة مطلقة في تأييد او إقصاء من يطمح الوصول للرئاسة الأميركية ما يجعل المرشحين يسيل لعابهم لكسب ود هذا اللوبي الصهيوني وبالتالي الارتماء المطلق في احضان المنافع والرؤى الصهيونية وديمومة احتلال ارض فلسطين.
وهنا يجدر بنا القول ان لا اختلاف جذرياً في سياسة بايدن عن سابقه ترامب الا في الجزئيات التي تصب في اولويات المصالح الاميركية من خلال اللعب باحجار شطرنج دول البترودولار المهيمنة على أسواق النفط ومنها السعودية والامارات.
من الخطوات المهمة التي اتخذها بايدن ما نشرته صحيفة “غلوبس” الاقتصادية العبرية بكشفها النقاب عن تجميد إدارة الرئيس الأميركي بايدن صندوق “أبراهام”، الذي أعلنت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عن تدشينه في سبتمبر/أيلول 2020 لدعم مشاريع التعاون الاقتصادي بين الإحتلال الإسرائيلي والدول العربية وبالخصوص الامارات.
صندوق “أبراهام” الذي كان يفترض أن يعتمد على استثمارات توفرها الولايات المتحدة، و”إسرائيل”، والإمارات، ودول عربية أخرى، والذي كان يفترض أن يصل رأس ماله إلى 3 مليارات دولار، ذلك رغم اعلان ادارة بايدن دعمها لاتفاقات التطبيع، إلا أنها في المقابل لا تبدي حماسة لتخصيص موازنات مالية لدعمها.
جاء في خبر جديد لوكالة (رويترز) ليوم الاربعاء ان نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان “الذي يقوم حالياً بزيارة للولايات المتحدة الاميركية تستغرق يومين، وهو أرفع مسؤول سعودي يعقد محادثات في واشنطن منذ تولي الرئيس الديمقراطي جو بايدن السلطة في كانون الثاني/يناير”، قال في تغريدة له إنه ناقش مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن العلاقات الثنائية و”الشراكة الاستراتيجية” مع الولايات المتحدة و”استعراض أحدث التطورات في المنطقة” و”استكشاف سبل لتعزيز العلاقات السعودية الأمريكية”.
في الوقت نفسه، تقول صحيفة الاندبيندنت البريطانية في تقريرها المشار اليه اعلاه، أن كلا البلدين يندفعان لبناء مخازنهما من الأسلحة المتقدمة، وهما من بين “المشترين الرئيسيين للأسلحة في جميع أنحاء العالم، ويبدو أنهما يحاولان أحيانا التفوق على بعضهما البعض من خلال الوصول إلى أحدث أدوات الحرب”. كما أنهما يحاولان التفوق على بعضهما البعض “في الوصول إلى أروقة السلطة في واشنطن”.
التنابز بين السعودية والامارات والتانافس على تقوية ميزان القوى لكلا البلدين لم تقتصر تداعياته على ايقاف السعودية جميع الرحلات الجوية مع الإمارات، بل ان الصورة الواضحة لهذا التنابز يظهر جلياً في اليمن المحتل سعودياً واماراتياً ما ينعكس بصورة مباشرة على التداعيات الجيوسياسية بين البلدين خصوصا بعد فشل مرتزقة تحالف العدوان “السعواماراتي” من تحقيق أي تقدم تطمئن له نفوس الساسة في واشنط وتل ابيب..
ما دفع ذلك الولايات المتحدة لاعتماد ورقة “القاعدة” وتحريك عناصرها الذين دربتهم في معسكرات أنشأتها بمحافظات اليمن الجنوبية المحتلة، للقتال في معركة محافظة البيضاء، التي تديرها أمريكا، حيث أصبحت المعركة في اليمن اليوم واضحة المعالم بقيادتها الفعلية وهي “الولايات المتحدة الأمريكية” و”اسرائيل” بشكل مباشر أكثر من أي وقت مضى، وما السعودية والامارات الا اشكال ثانوية في جدولة تدمير بنى اليمن التحتية وتشظية ثرواته.
للسعودية أطماع لا تنحصر في الدويلة المحمية الصغيرة “الامارات” وثقلها في الميزان التجاري والنفطي وهي تطمح اليوم اكثر من اي وقت مضى الى الاستحواذ على هذه المحمية الصغيرة خصوصا وان محمد بن سلمان ولي عهد آل سعود يسارع اليوم إلى تعزيز أوراق اعتماده الدبلوماسية وتحسن صورته امام الاميركان والعالم وهو يستعد لتولي قيادة المملكة، حيث بدأ في الاشهر الأخيرة، إصلاح علاقاته مع تركيا وقطر وحسّن العلاقات مع سلطنة عُمان، التي لطالما رسمت مسارها الخاص داخل مجلس التعاون الخليجي.
المصدر: العالم