تأرجح خطاب الانتقالي ما بين “محاكمة شرعية القاعدة وداعش والاخونج.. وبين الإلتحاق بها..!
بقلم/ عبدالكريم سالم السعدي
منذ أن بدأ اخوتنا في جماعة الإنتقالي رحلة السفر نحو هدف (التمثيل الجنوبي) وبدأوا فصول معركتهم مع الفرقاء الجنوبيين الذين يخالفونهم الرأى وخطابهم ما فتيء يتنقل من إخفاق إلى إخفاق فبدلاً من محاولة التقارب مع القوى الجنوبية أختار إخوتنا الذهاب لتقديم التنازلات للأطراف الأخرى (الخصوم)..!
من حلقات مسلسل إخفاق الخطاب الإنتقالي حالة التناقض العجيب بين ذلك الخطاب وبين السلوك اليومي، فالخطاب الذي يتهم الشرعية ( بالقاعده وداعش والاخونج) يناقض السلوك الذي يتعاطي مع تلك الشرعية ويذهب لمشاركتها ويسعى للذوبان في مؤسساتها ويتهمها بمخالفة الاتفاق والجحود بعدم قبوله شريكا لها في ثنايا وفدها الرسمي..!
ومن خلال ذلك التناقض بين الخطاب والسلوك يجد المتابع نفسه أمام حقيقة هدف الجماعة غير المُعلن والمتمثل في القبول بها كشريك في سلطة اليمن القادم أياً كان شكل هذا اليمن سواء إتحادي فيدرالي أو اندماجي او غيره..
بمعنى أدق أن المعركة تصب في النضال لخلافة الاشتراكي في إتفاق الوحدة اليمنية ولهذا تعد جماعة الانتقالي نفسها فتستقطب (ملتزمة بالجينات والامتدادات المناطقية) النجل الأصغر لـ علي سالم البيض كوريث لوالده الذي يرى فيه التيار المسيطر على قرار الجماعة قارب العبور نحو شرعية تمثيل الجنوب..!
ومن صور مسلسل إخفاق الخطاب الانتقالي البيانات التي تناقض بعضها وتلغي بعضها فلو أخذنا مثالاً بيان تعليق مشاركته الأولى في حوارات الرياض اغسطس 2020م وأسبابها (وفقا للبيان وتصريحات قادته) وهي:-
– انهيار الخدمات العامة في محافظات الجنوب.
– استمرار إنهيار العملة وعدم توفير سيولة نقدية في محافظات الجنوب.
– تضخم اسعار السلع والخدمات.
– استمرار ما اسماها عمليات التحشيد العسكري تجاه الجنوب في م/ أبين بمشاركة كبيرة لما أسماهم عناصر تنظيم (القاعدة وداعش والاخونج).
فإننا نجد أن لاشي من تلك الأسباب قد تحقق او تمت معالجته ومع ذلك ذهب الانتقالي إلى الشرعية مرة اخرى في رحلة ما بعد التعليق الأول..!
عاد الإنتقالي اليوم إلى مفاوضات ما سمي باتفاق الرياض دون شرط أو قيد ودون ادنى معالجة لأبسط سبب من أسباب التعليق الوارده في بيان التعليق الأول فالوفد المفاوض موجود حالياً في الرياض ولم يسأله أحد من اتباعه عن تلك العودة التي تجاوزت أسباب ذلك التعليق..!
بالأمس في 18 يونيو 2021م تكرر إعلان ناطق الجماعة بتعليق المشاركة في ما سمي باتفاق الرياض وهذه المرة سبب التعليق المعلن هو رداً على ما أسمتها اختطاف عناصرها في محافظة حضرموت خلال تواجدهم في محافظة شبوة من قبل ما اسمتها مليشيات الإخوان التي تغتصب شبوة على حد تعبيره..!
ولم يحدد في بيانه رسمياً طبيعة عملية الاختطاف وما هي ابعادها ودوافعها حتى يعلم اتباعه الحقيقة وهل هي أمنية او سياسية واكتفى كعادته بخطاب استعداء العالم والاقليم ضد المخالفين لرغباته باستحضار شماعة ثالوث (القاعدة ، داعش ،الاخونج)..!
كما يرى المتابع فإن أسباب التعليق الثاني تجاوزت أسباب التعليق الأول التي تم الغائها أساساً بتواجد ووقوف وفد الانتقالي اليوم على عتبات مكاتب السفير السعودي (واخونجية وقاعدة ، وداعشية الشرعية اليمنية) على حد وصف خطاب الانتقاليين المتأرجح..!
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا سبّبت جماعة الإنتقالي تعليق مشاركتها الأولى بقضايا اقتصادية تهم معيشة الناس ثم تجاهلتها دون أن يتحقق أي تقدم فيها بل على العكس ازدادت الحالة سوءاً..؟
ولماذا ذهبت إلى الرياض مرة أخرى لتعلن تعليقها الثاني وبمبررات واسباب اخرى لم تضاف إلى الأسباب الأولى ولكنها الغتها واظهرت الأمر وكأن تلك الأسباب قد تمت الاستجابة لها وتصحيحها، الا تعتبر هذه صورة من صور الكذب واستغلال وتوظيف معاناة الناس البسطاء في عدن والجنوب..؟
مابين رحلة التعليق الأول واسبابه ومبرراته والتعليق الثاني واسبابه ومبرراته بإمكان المتابع إيجاد مواطن الإخفاق بل والاستهتار في خطاب جماعة الإنتقالي، وما بين مفردات خطاب (القاعدة والاخونج وداعش) وبين تواجد وفد الجماعة في الرياض وتردده عليها وهجرة قياداتها التي لا تتوقف باتجاهها يمكن للمتابع ان يضع يده على حقيقة هدف الانتقالي الذي يتمثل في التواجد في السلطة أي كانت تلك السلطة وأي كان شكلها وأي كانت إمكانيات التغيير عبرها وأي كان حجم القرار الذي تمتلكه وأي كانت عناصرها..!
سيبقى الانتقالي مشدوداً رغماً عنه في حلقات مسلسل الإخفاق الذي بدأه طالما وهو يضع معركته مع الفرقاء الجنوبيين قبل معركته مع الأطراف المعادية للقضية الجنوبية ، وطالما وهو يعتمد على منظرين سبق وأن اضاعوا وطن وشعب ودوله ، وطالما وهو يعاني الرهاب تجاه الحوار الجنوبي ويرفضه ويقيده بشروط القوامة ، وطالما وهو يجعل من نفسه كتيبة في معركة اهداف الداعم الاقليمي له والماسة بسيادة الوطن وسلامة اراضيه.
23 يونيو 2021م