مطالب الجنوبيين النازحين في صنعاء ليست بالمعضلة الصعبة.. وبالتأكيد يوجد لها حلول وليس حل واحد..!
بقلم/ سمير المسني
ما يعانيه أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة في الداخل جراء ممارسات (قوى الاحتلال الإماراتي والسعودي ورموزهم) التعسفية والقمعيه ناهيك عن تدني مستوى الخدمات بشكل عام والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية بالإضافة إلى الانفلات الأمني؛
كل ذلك صار عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن في الداخل وأصبحت الأوضاع لا تتحمل وبالتالي أصبح لزاماً على كل القوى الوطنية السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل فئات الشعب في تلك المحافظات العمل على خلق أرضية لاصطفاف جنوبي مقاوم لإنهاء كل ذلك العبث الذي يمارس هناك من خلال التوجه إلى تنظيم الصفوف ونبذ التعصب الفكري والمناطقي والذي يحاول المحتلون من خلاله إلى شق الوحدة الوطنية الداخلية ( سياسة فرق تسد) ؛
ومن ثم علينا أن نعمل على إرساء مفاهيم وطنية جديدة تساعدنا على إصلاح اعوجاج الوعي والفكر.
وبالمقابل وفي الجانب الآخر والذي أود التطرق له في مقالي هذا هو طبيعة الأوضاع التي يعانيها أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة المقيمين في صنعاء وفي المناطق الخاضعة لسيطرة مجلسنا السياسي الأعلى؛
فليس خافياً على أحد صعوبة الأوضاع المعيشية لاحرار الجنوب الذين كان (ومازال ) لهم بصمات واضحة من خلال وقوفهم ضد قوى الاحتلال والعدوان (شمالاً وجنوباً) وضد العملاء في داخل المحافظات الجنوبية؛
والذين بسبب مواقفهم تلك (إيمانهم بفكر المسيرة القرآنية وبالخط الثوري المقاوم الذي يستند على الثقة بالله وبالتسليم للقيادة الإيمانية الجهادية للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وللقيادة السياسية) تم تهجيرهم قسراً إلى صنعاء والبعض الآخر نزحوا بسبب سوء المعاملة من قبل القوى العميلة في الداخل (الجنوب).. تاركين خلفهم أعمالهم وممتلكاتهم الشخصية بحثا عن ملاذ آمن واستقروا في قبلة الأحرار (صنعاء العاصمة التاريخية لليمن).
ولكن للأسف لم تنتهي معاناتهم وأصبحت القيادات الجنوبية الوطنية (بشكل خاص ) والنازحين والمهجرين قسراً (عموماً) إلى صنعاء يعانون من شظف العيش والضياع بسبب عدم وجود الجهات المختصة لترتيب أوضاعهم الوظيفية والمعيشية الأمر الذي انعكس سلبا على معنوياتهم النفسية والفكرية.
وقد استبشر الكثيرون (خيراً) من أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة والمقيمين في صنعاء عندما تم تعيين محافظين للمحافظات الجنوبية (من قبل المجلس السياسي الأعلى) وأعتقد الكثير بأن رؤوساء المجالس المحلية لتلك المحافظات (المحافظين) سوف يكون لهم دور إيجابي وفاعل وأساسي في رفع المعاناة عن المهجرين والنازحين (أو على الأقل التخفيف من تلك المعاناة) ولكن تلاشت تلك الآمال و عدنا إلى المربع الأول.
فطيلة الأعوام الثلاثة (تقريباً) منذ تعيين المحافظين لم تتغير أوضاع أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة بسبب عدم وجود آلية عمل واضحة لتلك القيادات الجنوبية بالإضافة إلى وجود فجوة بينهم وبين أبناء تلك المحافظات (المقيمين في صنعاء) بسبب عدم التواصل ولذلك أصبحنا ندور في حلقة مفرغة.
أدرك تماماً حجم الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا وحجم المهام المناطة بالقيادتين الثورية والسياسية في مواجهة صلف قوى الاستكبار العالمي ؛ ولكن مطالب الجنوبيين النازحين في صنعاء ليست بالمعضلة الصعبة والتي لا يوجد لها حل؛ ولكنها مطالب جوهرية تتلخص بالتالي:
1- الاستيعاب الوظيفي (وبالتدريج).
2- تلمس أوضاعهم المعيشية وحلها.
3- اشراكهم في العملية السياسية للقيام بواجبهم الوطني.
وإني على يقين بأن كل تلك المطالب وغيرها لن تتحقق إلا من خلال تغيير تلك القيادات التي لم تقدم شيئاً يذكر حتى اللحظة ؛ بالإضافة إلى الإسراع باستحداث برامج وآليات عمل ممنهجة في إطار مصفوفة متكاملة من الإجراءات الإدارية وتعيين قيادات قادرة على استيعاب متطلبات المرحلة القادمة ومواكبة لانتصارات جيشنا ولجاننا الشعبية في ميادين العزة والكرامة ؛ وذلك وفق معايير علمية.
لن أطيل أكثر من ذلك ولكني أوجه مناشدتي للسيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأقول:
أبنائكم من المحافظات الجنوبية والمتواجدين في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي الأعلى يستغيثون فهل من مغيث..!
سمير المسني
– عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي