قمة بايدن وبوتين.. قضايا صعبة وتوقعات بنتائج قليلة..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
عقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين اجتماع قمة بينهما يوم الأربعاء في جنيف، وسط توقعات بأن يشهد اللقاء خلافات كبيرة وتضاؤل فرص تحقيق أي انفراجة.
انطلقت في مدينة جنيف السويسرية أعمال القمة بين الرئيسين، الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لتخفيف الخلافات بين البلدين.
والتقى رئيسا الدولتين في فيلا لاغرانج، المبنى الذي يعود إلى القرن الـ18 ويقع في قلب المدينة مع منتزه بإطلالة خلابة على بحيرة جنيف.
وتنعقد القمة في ظروف تمر فيها علاقات البلدين بأسوأ مراحلها، حسب مسؤولين أميركيين وروس.
وسيبحث الجانبان قضايا عدة على رأسها الأمن السيبراني، وملفات أمنية وسياسية واقتصادية متنوعة، هي محل خلاف بين واشنطن وموسكو.
وفي مستهل اللقاء، عبّر الرئيس الروسي عن أمله أن تكون قمته مع الرئيس الأميركي مثمرة، بينما قال بايدن إن اللقاء وجها لوجه هو السبيل الأفضل دائما.
وفي وقت سابق وعد بايدن بإخبار فلاديمير بوتين ما هي “خطوطه الحمر”، على حد تعبيره.
وقال في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل “نحن لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها”.
وتبنى بايدن لهجة حازمة في الأيام الأخيرة حيال رجل الكرملين القوي، لإبراز التناقض بشكل أفضل مع تقلبات سلفه الجمهوري دونالد ترامب وغموضه.
وقلل الجانبان من إحتمال أن تسفر القمة عن نتائج كبيرة لكنهما يأملان في أن تؤدي المحادثات إلى علاقات أكثر إستقراراً.
وقال مسؤول أميركي بارز للصحفيين على متن طائرة الرئيس الأميركي أثناء سفر بايدن إلى جنيف “لا نتوقع أن يسفر هذا الاجتماع عن نتائج كبيرة”.
هذا وقال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية “لست واثقاً من إمكانية التوصل لأي إتفاق”.
من جانبه، أعلن المتحدث بإسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الخطاب الأميركي بشأن ردع روسيا وجعلها تدفع ثمن تصرفاتها، لن يُلقي بظلال إيجابية على القمة في جنيف.
في ما يلي أبرز الخلافات بين واشنطن وموسكو:
القرصنة:
تقع اتهامات التضليل عبر الإنترنت وهجمات المعلوماتية لغايات التدخل في الإنتخابات في صلب الخلافات وتقف وراء العديد من العقوبات الأميركية ضد موسكو لا سيما بعد انتخاب دونالد ترامب في 2016.
في الآونة الأخيرة، أزعجت موجات هجمات إلكترونية كبرى واشنطن. عدة عمليات نسبت الى موسكو أو لمجموعات قراصنة يقيمون في روسيا.
تتهم روسيا التي لطالما نفت ضلوعها في ذلك، واشنطن بالتدخل في شؤونها من خلال دعم المعارضة أو تمويل المنظمات ووسائل الإعلام التي تنتقد الكرملين.
تعتبر موسكو نفسها أيضاً ضحية لهجمات إلكترونية أميركية وتؤكد أنها تريد “اتفاقاً عالمياً” للحد من إستخدام سلاح المعلوماتية. وهو اقتراح تطرق إليه الكرملين مجدداً في أيلول/سبتمبر 2020.
حقوق الإنسان ونافالني:
وعد جو بايدن بإبلاغ فلاديمير بوتين بأنه لن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة ما اسماها انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا. وهو ملف يغذي عدم ثقة الروس بالأميركيين حيث يرى الكرملين في ذلك دليلاً على تدخل وهيمنة.
تكثفت الانتقادات مع توقيف المعارض الروسي أليكسي نافالني في آب/اغسطس وسجنه بعد نجاته من حادث تسمم.
تتساءل روسيا حول إحترام حقوق المحتجين المؤيدين لدونالد ترامب الذين تم اعتقالهم بعد اقتحام الكابيتول في كانون الثاني/يناير.
كما تنتقد “الرقابة” في هوليوود أو على الإنترنت من قبل عمالقة شبكات التواصل الاجتماعي. أخيراً تندد موسكو أيضاً بـ “الضغط السياسي وصولاً إلى العبثية” في الولايات المتحدة.
خلافات عسكرية:
على الصعيد العسكري، الخلافات كثيرة. في أوكرانيا أو سوريا أو القطب الشمالي يتبادل البلدان الاتهامات بالتوسع العسكري.
إنهاء سلسلة اتفاقات يثير مخاوف من تسريع سباق التسلح. بالتالي من المرجح أن يكون التوازن الاستراتيجي في صلب محادثات بايدن وبوتين.
من الجانب الأميركي، هناك تشديد أيضاً على نشر حوالى مئة ألف جندي روسي في الآونة الأخيرة على حدود أوكرانيا، على خلفية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.
تؤكد موسكو من جهتها أن المناورات والانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية يشكلان أكبر تهديد إقليمي.
طرد دبلوماسيين:
مع كل موجة عقوبات وعقوبات مضادة، يكثف الروس والأميركيون طرد دبلوماسيين ما يخفف العاملين في سفاراتهما وقنوات الاتصال.
استدعت موسكو وواشنطن أيضاً هذه السنة سفيريهما “للتشاور” بعدما وصف بايدن الرئيس الروسي في مقابلة بأنه “قاتل”.
تتهم روسيا أيضاً الأميركيين بوقف تسليم تأشيرات دخول للدبلوماسيين الروس. ورفضت موسكو منح تأشيرة دخول لممثل الناسا في شباط/فبراير.
لم تعد القنصلية الأميركية في موسكو تصدر تأشيرات على الإطلاق بسبب نقص الموظفين بعد أن منعتها روسيا من تعيين موظفين محليين. وباتت الخدمات للمواطنين الأميركيين مهددة هي أيضاً.
المصدر: العالم