لماذا تجرأت إثيوبيا على “جامعة الدول العربية“ وطالبتها بالصمت..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، يوم الخميس، بياناً حاداً يرفض قرار جامعة الدول العربية حول سد النهضة الإثيوبي، معتبرة أن قضية السد شأن إفريقي، وأن مصر والسودان هما من تعطلان المفاوضات، متهمة الدولتين بـ”تسييس مفاوضات سد النهضة بلا داع ومحاولة جعلها قضية عربية”.
وقال المتحدث بإسم الشؤون الخارجية دينا مفتي، إن إثيوبيا ترفض قرار الدول العربية برمته، حيث لن تؤدي المحاولات غير المجدية لتدويل وتسييس سد النهضة إلى تعاون إقليمي مستدام في استخدام وإدارة نهر النيل.
بغض النظر عن الموقف الاثيوبي المتعنت حول الملء الثاني لسد النهضة والذي قد يؤدي إلى تعطيش وتجويع أكثر من 40 مليون مواطن مصري وسوداني، فإن رد اثيوبيا الشديد على بيان جامعة الدول العربية يقف وراءه ضعف بيان الجامعة لا قوته، فإثيوبيا قرأت في هذا البيان أن الدول العربية لن تحرك ساكناً في حال فشل الحل السياسي لموضوع السد مع مصر والسودان.
فحتى الآن لم تقم دولة عربية واحدة حتى بسحب سفيرها أو قنصلها من أديس أبابا تضامناً مع مصر والسودان، ليس هذا فحسب بل إن بعض هذه الدول مول سد النهضة وضخ المليارات لمساعدة الاقتصاد الاثيوبي، بل وقام بعضها الآخر قبل أيام قليلة فقط بتعزيز تعاونه العسكري مع اثيوبيا.
رئيس الوزراء الإثيوبي وصل فيما يبدو إلى قناعة راسخة بأن مصر والسودان، يراهنون على الوساطات والحلول السلمية، ومن غير المستبعد ان يكون قد تلقى تأكيدات من بعض الدول العربية والغربية بأن حرباً لن تقوم، لهذا تمادى في عناده وتعنته، ولم يأمر باستكمال بناء سد النهضة، وملء خزاناته فقط، وإنما ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، بالتهديد ببيع مياه النيل لمصر والسودان، وهذا ما قاله المتحدث باسم خارجيته عندما أشار “العرب يبيعوننا البترول فلماذا لا نبيعهم الماء؟”.
إصرار إثيوبيا في بيانها الذي هاجم جامعة الدول العربية على أن “سد النهضة هو قضية أفريقية تحتاج إلى حل أفريقي”، وقولها بأنه “ينبغي لجامعة الدول العربية أن تكف عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات غير المفيدة” (أي ان تصمت ولا تتدخل)، دليل واضح على غياب حالي لأي حل سياسي لأزمة سد النهضة، وغياب عربي محتمل عن أي حل كان (سياسي أو عسكري).
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شكر في رسالة الى جامعة الدول العربية، يوم الخميس، موقفها شارحاً ان مصر والسودان خاضوا مفاوضات مضنية مع اثيوبيا لعشر سنوات دون جدوى، لكن هل هذا الموقف كافٍ لتراجع اثيوبيا ومنع وقوع حرب لايتمنى أحد وقوعها أياً كان المنتصر، نرجو ذلك لكن اللهجة الاثيوبية لاتدل على هذا.
المصدر: العالم