رغم الحرب والإنهيار المعيشي.. تدفّق لافت للاجئات الأفريقيات إلى اليمن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
ليس من المنطقي أن تفتح اليمن حدودها لاستقبال آلاف اللاجئين وهي تعاني حرباً ضروساً يشنها تحالف تقوده السعودية منذ أكثر من ست سنوات، ويترافق مع هذه الحرب حظر وإغلاق اقتصادي أوصل البلاد إلى أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، حسب تقارير أممية..
هذا يعني أن اليمنيين يعيشون ظروفاً صعبة للغاية وبالكاد يستطيع المواطنون توفير لقمة عيشهم، خصوصاً في المحافظات الواقعة في نطاق سيطرة التحالف والشرعية، حيث تعاني تلك المناطق انهياراً معيشياً وخدماتياً وأمنياً غير مسبوق، ومع ذلك تفتح السلطات التابعة للشرعية حدود البلاد أمام آلاف اللاجئين الأفارقة، وتحديداً القادمين من دولة إثيوبيا التي لا حرب فيها تستدعي مغادرة تلك الآلاف من أبنائها بإتجاه اليمن المنكوبة بحرب أتت على الأخضر واليابس..
الأمر الذي يضع الكثير من علامات الاستفهام أمام هذه الظاهرة التي لا يتناسب وقتها بأي حال مع ظروف الحرب الدائرة التي نتج عنها وضع إنساني كارثي.
اللافت في الأمر أن غالبية المهاجرين الأفارقة من الإناث بينما النسبة القليلة من الذكور يغادرون بإتجاه مدينة مأرب والجوف بحثاً عن عمل تاركين عدداً كبيراً من الإناث في تلك الصحراء، حسب مصادر محلية أكدت أن صحراء الرويك، الواقعة شرق محافظة مأرب، استقبلت بداية هذا الأسبوع مجاميع جديدة من اللاجئين الأفارقة، لينضموا إلى من سبقهم وغالبيتهم من الإناث اللاتي تتفاوت أعمارهن من 15 إلى 25 عاماً، لتستقر الفتيات في مخيمات وفرها مواطنون بجهود ذاتية بينما يغادر الذكور إلى مارب.
منظمة الهجرة الدولية قالت في أحدث تقاريرها إن 5 آلاف و113 مهاجراً إفريقياً وصلوا إلى اليمن في الربع الأول من العام الجاري 2021، بينما وصل في الفترة نفسها من العام الماضي 27 ألفاً و948 مهاجراً، وفي عام 2019 كان عدد من وصل من إلى اليمن 37 ألفاً و109 مهاجرين.
لا شك أن أولئك المهاجرين- الذين يدين غالبيتهم بالمسيحية- يعيشون وضعاً مأساوياً في تلك الصحراء ولا يتوفر لهم حتى الحد الأدنى من متطلبات الحياة، لكن هل كانوا حين اتخذوا قرارهم في القدوم إلى اليمن لا يعلمون أن هذا البلد يكابد حرباً كونية منذ أكثر من ستة أعوام؟
أم أنهم يجازفون هكذا مجازفة بعد تنسيق مسبق مع السلطات في تلك المناطق التي يصلون إليها؟ هذه بعض علامات الاستفهام التي ترتسم أمام كثير من المتابعين والمراقبين، فاليمن في هذا الظرف الكارثي بلد غير مؤهل أن يكون قِبلةً للجوء الإنساني كونه منطقة حرب، وخصوصاً عندما يكون المتوجهون صوبه قادمين من بلد يعيش حالة سلم واستقرار.
مراقبون قالوا إن تزايد أعداد اللاجئين القادمين إلى اليمن من منطقة القرن الأفريقي، تحديداً الحبشة، قد يكون له علاقة بالحرب المشتعلة في البلاد، ولا يستبعد أن يكونوا أداة أو ورقة يستغلها تجار الحروب من السياسيين أو العسكريين، أو التحالف نفسه، إذا ما تم ربط تلك الموجة من اللجوء بفرق الاغتيالات التي يستقدمها التحالف إلى المحافظات الجنوبية لتصفية حساباته مع مناهضيه..
وقد تكون تلك الأعداد الكبيرة سلاحاً فتاكاً في نشر أمراض وفيروسات خطيرة يحملونها من بلدانهم، لتنتشر في المناطق اليمنية التي تعاني انهياراً مريعاً في التجهيزات الطبية، حيث لا إمكانية مُطلقاً لفحص كل تلك الآلاف أو توفير مساكن وغذاء يغطي حاجتهم، ويتساءل المراقبون ما سر مغادرة الذكور إلى مدينة مارب وترك الإناث في تلك الصحارى القاحلة، وهل يعقل أنهن يتمكّن من الدخول- كما تقول بعض المصادر- تهريباً إلى الأراضي السعودية؟
YNP