سلام اليمن بين تضارب الأجندة الإقليمية والدولية ورغبة أصحاب الأرض بأمن وإستقرار وتحرر.. “تقرير“..!

879

أبين اليوم – تقارير

ما أن ترتفع نسبة الآمال بشأن قرب إنتهاء الحرب والحصار المفروضان على اليمن منذ 7 سنوات، حتى تعود مؤشراتها للانخفاض بدرجة كبيرة تاركة تساؤلات عدة بشأن من يتلاعب ببورصة الحرب والسلم في هذا البلد وما هي الأهداف من وراء الحراك الإقليمي والدولي وهل ثمة فعلاً جدية في طرق إنقاذ ما تبقى لبلد دُمر كل شيء فيه؟

حتى الأسبوع الماضي، كان الجميع يترقب إنفراج وشيك بفعل الحراك العماني كوسيط محايد، والذي طرق باب صنعاء بحثاً عن رؤية ناضجة للحل من أصحاب الأرض، لكن رغم التقدم المحرز في لقاءات الوفد والقادة في صنعاء ، كان ثمة تصعيد من قبل أطراف محلية وإقليمية ودولية تشير جميعها إلى وجود مساعي لإحباط أي نجاح لعمان ومحاولة لتكدير علاقتها بصنعاء بغية ضمها إلى تحالف الحرب الذي فشل في خطواته الأولى بوضع عمان ضمن حفلة التحالف في حربه المستمرة منذ 7 سنوات على اليمن.

الوفد العماني الذي التقى قائد حركة أنصار الله ورئيس المجلس السياسي في صنعاء ورئاسة الأركان ولجنة إعادة الإنتشار في الحديدة وشخصيات مأربية، وشاهد وضع اليمن الذي يرزح تحت الحرب والحصار عن كثب، خرج بخارطة كما تشير التقارير تتضمن ضرورة رفع الحصار وبما يمهد الطريق لمفاوضات سلام وإستقرار في اليمن والمنطقة بشكل عام، لكن هذه المقترحات لا يبدو بأنها قد ترضي أطراف الحرب في الرياض وابوظبي وحتى واشنطن التي تتحدث تقارير عن ضغطها على عمان للدفع نحو تسوية سياسية بحكم علاقة السلطنة بصنعاء وانتهاجها سياسة الحياد.

أياً يكن ما حمله الوفد العماني في طريقه إلى مسقط، وهو بكل تأكيد إيجابي نظراً لاصطحابه الوفد اليمني الذي عاد برفقة الوفد العماني إلى صنعاء لإستكمال ما وصفها محمد عبدالسلام بـ”النقاشات”، لا تزال طرق تنفيذها مليئة بالعقبات وأولها من قبل التحالف الذي عاود تسويق “الشرعية” في الواجهة بعد استغنائه عنها خلال المفاوضات الأخيرة في مسقط والتي حاول من خلالها التقرب من الحوثيين اكثر..

وقد دفعها خلال الساعات الأخيرة لإصدار بيان تلمح فيه إلى رفض فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بذرائع سبق وأن فضحت وكشفت بأن هذه المنافذ البرية والبحرية لا علاقة لها بما تتحدث عنه الشرعية والتحالف في ظل وجود آلية رقابة وتفتيش مشددة من قبل الأمم المتحدة.

عموماً.. لم يكن التحالف وحده الذي رسم في مارس من العام 2015 هدف تقسيم اليمن وإضعاف قواه المحلية وبما يمنحه حق الاستحواذ على مقدرات البلد وموقعه الاستراتيجي، من يسعى لخلط الأوراق في مسار المفاوضات الجديدة المبني على قاعدة الأمر الواقع، بل حتى أطراف دولية كالولايات المتحدة تحاول إعاقة المسار باستحضار الغاز كايهما أولاً “البيضة أم الدجاجة” من خلال تسويق ضرورة وقف إطلاق النار قبل فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء مع أن هدفها من وقف إطلاق النار ليس إنهاء الحرب بل وقف معركة مأرب التي تدنوا قوات صنعاء من حسمها..

في حين يهم الميناء ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة قوات صنعاء ممن تقطعت بهم السبل او يرزحون تحت وطأة إنعدام الوقود والغذاء بفعل الحصار الذي تشارك أمريكا فيه.

فعلياً بدأت اليمن تتعافى مع سماح التحالف بدخول جزء من سفن المشتقات النفطية المحتجزة أصلاً منذ أشهر، وقرب فتح مطار صنعاء، وهذا ليس بناء على إتفاق كما يحاول التحالف تصويره بل لأن سياسة الضغوط القصوى التي مورست خلال الفترة الماضية على اليمن قد سقطت فعلياً بعد فشل التحالف تحقيق أجندته عبرها وصمود اليمنيين في وجهها، لكن ما دام وقد اقتنعت أطراف الحرب بفشل مساعيها تطويع اليمن عبر الورقة الإنسانية سيأتي اليوم الذي تقتنع فيه بفشل الحرب من أساسه وسينتهي المطاف بدول الحرب خارج لعبة السيطرة على اليمن نهائياً.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com