هل أمنت إثيوبيا العمل العسكري فأساءت الأدب بحديثها عن مائة سد جديد؟ وهل أخطأت “القاهرة” بكثرة التلويح بالقوة ثم الاستمرار في المفاوضات العبثية؟ الملء الثاني بدأ سياسياً وفعلياً وعدوانياً فلماذا لا تنسحب مصر والسودان من اتفاق المبادئ..!

164

أبين اليوم – أخبار دولية

مع مرور كل يوم يزداد الشارع المصري قلقاً إلى قلقه، وبات كابوس المياه جاثماً على القلوب آناء الليل وأطراف النهار.

“لسان حال” المصريين ينطق بالقلق والخوف من المجهول، و”لسان مقال “المسؤولين يدعو الناس ليطمئنوا بالا، وليقروا عينا.

المحللون السياسيون والكتاب الصحفيون سلطوا الضوء على ملف المياه، معتبرين أنه قضية وجود مصيرية لم تشهد مصر لها مثيلا من قبل.

العمل العسكري:

برأي د. مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فإن مما يقلل من مصداقية العزم على القيام بعمل عسكرى كثرة التلويح به والتهديد بالإقدام عليه ثم الاستغراق مرة أخرى فى مفاوضات عقيمة هي مجرد تكرار لسلسلة طويلة مشابهة قبلها لا تنطوى على أى جديد أو تحرك الحكومة الإثيوبية بوصة واحدة عن مواقفها المتشددة السابقة.

وأضاف السيد أن التهديد بعمل عسكرى ثم النكوص عنه سوف يشجع الحكومة الإثيوبية على أن تواصل خططها ببناء المزيد من السدود كسباً للشعبية داخل حدودها وتأكيدا لمكانتها المتصاعدة على مسرح السياسة الإفريقية.

الملء الثاني بدأ بالفعل:

المهندس الاستشاري د. ممدوح حمزة قال إن  الملء الثاني تم سياسياً وفعلياً وعدوانياً.

وأضاف حمزة أن كوب ماء واحد يتم احتجازه من تدفق النيل الأزرق هو ملء وبدون إتفاق مع مصر بل تجاهلها تماماً.

وأردف حمزة: سقط إتفاق المبادئ..!

البرلمان:

البعض دعا صراحة الى إلغاء مصر إتفاق المبادئ فوراً بعد إقدام إثيوبيا على الملء دون اعتبار لأحد، داعين البرلمان المصري إلى الإجتماع العاجل والإعلان عن إنسحاب مصر من إتفاق المبادئ.

أرض السد:

من جانبه أصدر الدكتور كمال حسن غلاب عميد معهد دول حوض النيل بياناً صحفياً أكد فيه أن المادة 3 من اتفاقية 1902، تنص بصراحة على أن إقليم “بني شنقول” سوداني تم وضعه تحت السيادة الإثيوبية ومنحه لإثيوبيا بشرط عدم إقامة أي منشاة مائية على النيل الأزرق، أو بحيرة تانا، أو نهر السوباط، إلا بموافقة حكومة السودان، موضحًا أن إثيوبيا أخلت بهذه الاتفاقية منذ عام 2011 منذ بدء تشييد سد.

وأضاف غلاب أن المطالبة بإعادة إقليم “بني شنقول” المقام عليه سد النهضة الإثيوبي للسيادة السودانية قانونية 100%؛ لكون إثيوبيا أخلت باتفاقية 1902م.

وقال إن إثيوبيا مستمرة في الملء الثاني لسد النهضة بإرادتها المنفردة، وهذا يعني إخلال بتلك الاتفاقية عدة مرات، مؤكدًا أن السودان ومصر استنفدوا كافة الطرق السلمية للتفاوض على مدى 10 سنوات، مشددًا على أن مصر والسودان متمسكين بإعلان المبادئ، والحل الوحيد هو تحرك السودان من تلقاء نفسه والمطالبة باسترداد هذه الأرض.

العرب والدرس الجديد:

في السياق نفسه قال أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق إن على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يدرك أن مصر، التى تدير الصراع العربي- الإسرائيلى بمفهوم السلام, لن تستطيع أن تقبل أن يكون هناك ضغط عليها باستخدام المياه.

وأضاف سرايا أن أشقاءنا العرب بحاجة إلى درس جديد، مؤكدا أن أن صراع النيل نقطة حاسمة فى تاريخنا، بل مستقبل الإقليم ككل..

وخلص سرايا الى أن الأزمة مستمرة، وتحتاج إلى حشد كل القوى، وأردف قائلا:  “ليت القوة العسكرية، والسياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية كلها تكون فى سلة واحدة”.

الاستهانة الإثيوبية:

“رأي اليوم” استمعت لآراء بعض المواطنين البسطاء عن أزمة السد، فعبروا عن غضبهم مما ردده رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد عن عزمه إقامة مائة سد أخرى، مؤكدين أن الأمر حمل إهانة كبيرة لمصر.

آخرون أكدوا أنه لا شيء يفوق المياه أهمية، وإن لم يكن هناك بد من الموت، فليكن الموت دفاعا عن النيل حربا، لا الموت عطشاً.

محمود القيعي

المصدر: رأي اليوم

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com