إجمالي الخسائر بلغ مليونين و 100 ألف شجرة وما يقرب من 6800 خلية نحل في 250 قرية
236
Share
أبين اليوم – متابعات
مصطفى رستم
أغلقت السلطات السورية ملف تحقيقها بشأن حرائق غابات الساحل المندلعة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعدما أسفرت عن توقيف 39 شخصاً عمدوا بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية إلى افتعال حرائق واسعة بإشراف مباشر من “أرباب سوابق” مقابل مبالغ مالية.
اعترافات الجناة وأسلوب التمويه
تتلخص اعترافات المجموعة التي واظبت على تخطيط وتنفيذ أكبر حرائق شهدتها البلاد، وطالت غابات كل من أرياف محافظات (طرطوس واللاذقية وحمص) مجهِزة على مساحات خضراء شاسعة ومناطق تتصف باعتدال مناخها.
وكشفت الاعترافات عن اختيار أشخاص لا يملكون أراضي في هذه المناطق، بالتالي “لا يخسرون شيئاً من إضرام النار” حسب وصفهم، مقابل مبالغ مالية أُعطيت لكل واحد منهم تقدر بـ250 ألف ليرة سورية (ما يعادل 100 دولار).
في حين اختار المخططون لهذا العمل التخريبي أناساً ممن هم على دراية بشكل جيد بتلك المناطق عبر صيدهم المتكرر في الغابات، علاوة على تزويدهم بعبوات بنزين سريعة الاشتعال معتمدين في تنقلاتهم على دراجات نارية ومعهم كلاب كأسلوب للتمويه.
في المقابل تضمنت اعترافات الجناة عبر حلقة أفردها التلفزيون السوري، دوافع المنفعة المادية، وعبر تمويل خارجي لم تفصح التحقيقات عنه أو تحدده بالاسم، بعدما أفرطت في تخريب أكثر الأماكن جمالاً على طول شريط الساحل السوري، وأجهزت ألسنة اللهب على آلاف الهكتارات من البقع الحراجية وبساتين المزارعين وحولتها رماداً.
غضب عارم
في غضون ذلك ومع إعلان نتائج التحقيقات الأمنية بشأن سلسلة الحرائق التي امتدت لما يقارب الأسبوع خلال أكتوبر الماضي، وسبقتها أخرى امتدت لأيام في سبتمبر (أيلول)، دعا سوريون للمطالبة بإنزال أشد العقوبات بعد إحالة هذه المجموعة إلى القضاء، ومنها تعليق المشانق في تلك الأماكن التي أعدمت أيديهم أشجارها، وأودت بحياة أربعة مدنيين مع إصابة العشرات جراء استنشاق الدخان.
وأدى كشف المتورطين إلى فض الجدل بشأن كون الحرائق بفعل فاعل أو لأسباب تأتي عن غير قصد. ومن مؤيدي فرضية افتعال الحرائق بأياد مجهولة كان الكاتب البرلماني السابق نبيل الصالح، الذي ذكر أنه رجح وجود أصابع خفية وقد تكون شبكة إجرامية تقف خلف هذه الحوادث، وطالب وقتها بتشكيل فرق للحراسة، وأشار إلى مخطط المتورطين إلى تلويث مصادر الشرب كمقدمة لحرب جرثومية مطالباً بتوخي الحذر.
الرياح وتوقيت الطقس
وإزاء الأصوات التي رجحت أيضاً كونها حرائق تعود لعوامل طبيعية يبرز رأي أستاذ المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة تشرين رياض قره فلاح، إذ استبق كل التكهنات والترجيحات حول افتعال الحرائق واعتبار منفذيها ممن يملكون دراية بأحوال الطقس، إذ تزامنت الحرائق باندلاعها قبل يوم واحد من تحول الرياح إلى شرقية جافة، الأمر الذي جعل الرطوبة في المناطق الساحلية تنخفض حتى رقم متدن جداً يصل دون 25 في المئة، ما أسهم في تسهيل مهمتهم وإسناد الحرائق إلى المناخ.
من جهته لم يكتف الفريق المعارض بالمشاهدة في أول أيام اندلاع الحرائق، إذ أعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان له عن أسفه لهذه الحوادث التي التهمت آلاف الهكتارات من الأحراج والغابات وتسببت في موجة نزوح الأهالي من بلداتهم.
ومع كل ذلك يغيب اللون الأخضر وسط صورة سوداوية لواقع المساحات الخضراء من الغابات المتناثرة في البلاد كنتيجة مباشرة للحرب والحصار مع تحوّل أخشاب الأشجار إلى تجارة، حيث يتفاوت سعر الطن الواحد بين 150 إلى 200 ألف ليرة سورية (ما يعادل 80 دولاراً).
أضرار واسعة
وكشفت وزارة الزراعة حسب إحصاء نهائي للأضرار التي لحقت بحرائق الغابات، عن تضرر ما يزيد على 250 قرية، بينما بلغ عدد الأشجار المثمرة المتضررة مليونين و100 ألف شجرة منها (حمضيات وزيتون وتفاح) وبنسبة قاربت 6 في المئة من العدد الكلي للأشجار المثمرة في تلك المحافظات المتضررة.
من جهته أعلن وزير الزراعة حسن قطنا، عن تعويض نقدي وفق ما يغطى من صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية كتعويض عن الأشجار المتضررة، مع تخصيص مبالغ عن الأبقار النافقة من الحريق، التي بلغ عددها في محافظة اللاذقية 65 رأساً بنسبة 0.16 في المئة من عدد الأبقار في المحافظة البالغة 39730 رأساً.
كما تضررت 6799 خلية نحل بنسبة 8 في المئة من عدد خلايا النحل في محافظة اللاذقية، بالإضافة إلى سبع مداجن و69 بيتاً محمياً في محافظة طرطوس.