تفاصيل القاعدة الجوية الغامضة في جزيرة ميون.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ طلال الشرعبي:
بشكل ملفت جداً وعلى المستوى المحلي والإقليمي والدولي.. تداولت عدد من وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية مؤخراً خبر إنشاء قاعدة عسكرية جوية في جزيرة ميون اليمنية ذات الموقع الإستراتيجي المطل على مضيق باب المندب أحد أهم المضايق المائية في العالم.
طفرة التغطية الإعلامية لخبر إنشاء القاعدة الغامضة جاءت بعد مقال مدعوم بصور الأقمار الصناعية نشرته وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشييتد برس”، قبل يومين قالت فيه :” إن دولة يعتقد أنها الإمارات أنشأت قاعدة جوية في جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية عند مضيق باب المندب”.
ونسبت الوكالة إلى جيريمي بيني “محرر الشرق الأوسط في شركة استخبارات غينس”، قوله: “هناك هدف إستراتيجي طويل المدى لتأسيس وجود دائم (للإمارات)، والأمر لا يتعلق فقط بحرب اليمن وإنما أيضاً بحركة الشحن في باب المندب”.
وأكدت إطلاعها على صور أقمار صناعية حصلت عليها من شركة “بلانيت لابز” تم التقاطها في الـ 11 من أبريل الماضي تظهر فيها شاحنات ومعدات تعمل في بناء مدرج بطول 1.85 كيلو متر على جزيرة ميون في 11 نيسان/ أبريل الماضي، وصور أخرى تم التقاطها في ال 18 من شهر مايو الجاري بدا فيها مشروع إنشاء المدرج مكتملاً، إضافة إلى تشييد 3 حظائر للطائرات إلى الجنوب من المدرج مباشرة.
وفي الوقت الذي أوضحت فيه الوكالة الأمريكية عدم تلقيها رداً من مسؤولين إماراتيين في أبو ظبي وسفارة دولة الإمارات في واشنطن طلبت منهم التعليق على هذه الاتهامات وكذا عدم إدعاء أي دولة وقوفها وراء ذلك..
فقد ذكرت أن فكرة دولة الإمارات ببناء مدرج ضخم في الجزيرة البالغ مساحتها 13 كيلو متر بدأت مطلع العام 2016م، وفي أواخر العام 2016م تطورت الفكرة وتم اتخاذ القرار الإماراتي بإنشاء قاعدة جوية في ميون بعد سيطرة القوات الإماراتية والقوات المتحالفة معها على الجزيرة والبدء بأعمال البناء والإنشاء لها وتفكيك أجزاء من قاعدة عسكرية كانت تديرها في دولة إريتريا ونقلها إليها.
وعلى الرغم من إعلان الإمارات عن سحب قواتها من اليمن في العام 2019م .. وعدم وجود أي تعليق على ما نشرته وكالة “أسو شييتد برس” الأمريكية من حكومة هادي وكذا المكونات اليمنية المدعومة إماراتياً.. فقد جاء أول تعليق رسمي في تغريدة للنائب البرلماني عبد العزيز جباري نشرها على موقع تويتر قال فيها : “أن السكوت عما يجري في جزيرة ميون في مضيق باب المندب من قبل دولة الإمارات تفريط بسيادة اليمن، وأضاف أن من فرط في سيادة بلده سقطت شرعيته”.
وفي هذا السياق ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن مسؤولين عسكريين في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً- حد وصفها- قد تحدثوا لها شريطة عدم الكشف عن هويتهم وأكدوا قيام السفن الإماراتية بنقل أسلحة ومعدات عسكرية وقوات إلى جزيرة ميون في الأسابيع الأخيرة.
وأضافوا أن التوتر الأخير بين الإمارات وهادي أحد أسبابه الرئيسية هو مطالبة الإمارات لحكومته بتوقيع اتفاقية إيجار لمدة 20 عامًا لجزيرة ميون.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه وبالتزامن مع ما تشهده المنطقة من تطورات وأحداث سياسية وعسكرية كان أبرزها إعلان التطبيع الإماراتي الإسرائيلي ثم ما شهدته الأيام الماضية من أحداث مواجهة عسكرية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تبرز حقيقة احتدام حدة التنافس الدولي والإقليمي في بسط السيطرة والنفوذ على منطقة البحر الأحمر..
كما لا يمكن إنكار حقيقة سعي دولة الإمارات منذ عقود طويلة إلى أن تكون واحدة من أهم قوى التحكم في البحر الأحمر وإيجاد مراكز نفوذ وسيطرة لها فيه على امتداد مساحته الجغرافية البحرية.
وفي هذا الإطار ربما جاء الكشف عن إنشاء الإمارات قاعدة عسكرية لها في جزيرة ميون التي لا تبعد عن عدن سوى 50 كيلو متر وعن ذباب 30 كيلو متر وعن ميناء المخاء 45 كيلو متر تقريباً مستغلة موقع الجزيرة الاستراتيجي والهام في أهم المضايق البحرية والممرات الدولية وطرق التبادل التجاري بين الشرق والغرب.
YNP