محور المقاومة صمود وإنتصار..!
بقلم وكيل محافظة شبوة/ محمد الصالحي
عملت إسرائيل على مدى عقود من الزمن على زعزعة أمن المنطقة فأوقدت نار الصراعات والحروب الداخلية وبالتعاون مع أمريكا وحلفائها صنعت التنظيمات الإرهابية التي تحركت بإسم الدين وتحت مسمى الدين لاستهداف الشعوب العربية والإسلامية و خدمة لإسرائيل وحفاظاً على أمنها.
ومع ذلك نشأت حركات وتيارات مناهضة للتواجد الإسرائيلي في المنطقة وكانت هذه التيارات الهدف الأول لإسرائيل كما حدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومع هذا كله استطاع محور المقاومة إحباط هذه المخططات والقضاء على أذرع أمريكا وإسرائيل في هذه البلدان..
وفي الوقت الذي رأت فيه إسرائيل أن الوقت أصبح مناسباً للانتقال إلى مرحلة متقدمة من علاقاتها وسياساتها مع ربائبها من الأنظمة العميلة بإعلانات التطبيع المباشرة كما حدث مع دول الخليج وأنه أصبح بمقدورها إنهاء كل أشكال المقاومة ضدها في الأرض المحتلة بعد أن أصبحت تعتقد أنها اضعفت أقطاب محور المقاومة في المنطقة المتمثل بإيران وسوريا والمقاومة الاسلامية في العراق وأنصار الله في اليمن وفصائل المقاومة في الأرض المحتلة..
تفاجأت بأن المحور أصبح أقوى من ذي قبل و أنه بإستطاعته تقديم أكثر مما قد قدم وإن هناك نقله نوعية في أداء المحور لم تتوقعها إسرائيل ولا حلفائها.. فقد إستطاع المحور نقل الحرب إلى داخل إسرائيل وأصبحت المعركة تدار داخل الأراضي المحتلة.
فإسرائيل التي عملت جاهدة أن توقد نار الحرب في كل بقعة من المنطقة و تخلق الأزمات في كل مكان في المنطقة حفاظاً على أمنها اليوم تشرب من نفس الكأس التي طالما سقت به الآخرين.
فمع كل غارة إسرائيلية تستهدف الداخل السوري كان هناك شيء واحد يتردد في وسائل الإعلام وتحرج به التصريحات الرسمية بتكرار ذات العبارة ” نمتلك حق الرد في المكان والزمان المناسبين” وهي ذات العبارة التي سمعناها من إيران بعد استشهاد القائد سليماني ورفاقه وكذلك بعد تعرض بعض سفنها لاستهدافات في المياة الدولية و كذلك بعد الاعتداء على مفاعلها النووي.
حتى يتسائل المتسأل متى وأين وكيف؟
حتى أصبح يعتقد البعض أن هذه المواقف لا تختلف بتاتاً عن مواقف الشجب والادانة التي تبنتها الأنظمة العربية ضد إسرائيل وأصبح هناك من يعتقد أن محور المقاومة يتحاشى أي مواجهة مع إسرائيل.
والمفاجأة التي لم يتوقعها أحد أن يحدث الرد من أقطاب المحور في هذا التوقيت ويكون الرد داخل العمق الإسرائيلي وبهذه القوة وبهذا الشكل المنظم والمدروس بعناية والذي وجهوا فيها ضربات مؤلمة للكيان الإسرائيلي واثبتوا بالدليل القاطع أن إسرائيل ليست سوى نمر من ورق وبعبع وفزاعة للأنظمة العربية ضد شعوبها.
نتائج الهزيمة التي تتجرع سمها إسرائيل الآن لن تنحصر على الملف الفلسطيني بل ستتجاوزه إلى أبعد من ذلك.. وستنعكس نتائجه على الملف الإيراني والعراقي والسوري واليمني.