نتنياهو عبث بالصاعق وخسر المعركة..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
الحديث عن مشهد الصورايخ التي تدك تل أبيب وتحول ليلها نهاراً مهم، لاسيما وان هذا المشهد غيّر في معادلة الصراع وغيّر قواعد الاشتباك بين المقاومة الفلسطينية والمحتل الاسرائيلي.
الحديث عن هبة القدس وما صاحبها من انتصار مبين للشبان الفلسطينيين واجبار الإحتلال على تغيير مسيرة المستوطنين للمرة الأولى واقصد مسيرة توحيد القدس مهم جدا لاسيما اذا ما استمعت الى أحد أهم كتاب الكيان الاسرائيلي يقول بعد هذا المشهد” اثبت الفلسطينييون انهم اصحاب الارض واننا الطارئين فوقها” في اعتراف صريح ان صاحب الحق بيده الفارغه وايمانه بحقه قادر على هزيمة اكبر الجيوش..
لكن الأهم في كل ما حدث هو الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي شهدتها مدن الداخل وتحديداً في اللد وامتدادها الى حيفا ويافا وعكا وام الفحم وكفر مندا ، هذا المشهد يشكل الارباك الحقيقي للكيان الإسرائيلي لا بل يشكل خيبة الأمل الحقيقية لقادة ومفكري الكيان الذين ظنوا انهم استطاعوا على مدار ثلاثة وسبعون عاماً ان يدجنوا ويأسرلوا هؤلاء وفجأة ودون سابق انذار اتضح أن هؤلاء مازالوا يحملون الانتماء الفلسطيني..
والهم الفلسطيني والاصرار الفلسطيني ، لا أريد ان أعود كثيراً للجذور لكن اريد ان استشرف المستقبل المرعب الذي يعيشه قادة الكيان ، مليون وسبعمائة الف فلسطيني لم يغادروا عروبتهم ولم يتنكروا لاسلامهم ولم يهجروا فلسطينيتهم ، هؤلاء هم العبوات شديدة الإنفجار في داخل الكيان الاسرائيلي فهم يحملون جنسية الكيان -رغما عنهم لا طوعا – وينطقون باللغة العبرية بذات الاحتراف الذي يتقنون به اللغة العربية..
والأهم أن هؤلاء يفكرون أحياناً باللغة العبرية وهنا تكمن الخطورة الكبرى، معنى أن تفكر بلغة شعب أو أمة انك قادر ليس على اختراقها فقط بل وقادر على فهم تفاصيلها ومكامن قوتها وضعفها ، الفلسطينييون في العام 1948م يملكون هذه الصفات واكثر، فاذا كان الاحتلال قادر على فرض الحصار على قطاع غزة ومعاقبة الفلسطينيين هناك اذا انتموا للمقاومة واذا كان قادر على عزل الفلسطينيين في الضفة خلف الجدار وتحويل مدنهم وقراهم إلى معازل فكيف سيستطيع أن يتعامل مع الذين يعيشون في شوارعه وبلداته ومدنه..
نتنياهو عبث بالصاعق واقصد القدس ولم ينتبه الى أن براميل البارود لن تنفجر في الضفة وغزة فحسب وانما ستصل شظاياها إلى تل أبيب وريشون لتسيون وحيفا ويافا عكا ، ان هؤلاء الفلسطنييون عندما هبوا لنجدة الاقصى نسوا الجنسية الإسرائيلية التي يحملونها وهجروا اللغة العبرية التي يتقنونها وتحولوا الى متاريس في وجه الإحتلال وان كان افيف كوخافي رئيس هيئة الأركان حذر من التواصل العاطفي بين غزة والقدس فهو لم يفكر بالتواصل العاطفي بين الداخل المحتل والقدس وأن صاعق القدس شدة انفجاره في مدن الداخل تتجاوز شدة الانفجار في غزة والضفة عشرات المرات..
نتنياهو عبث بالصاعق لمصالحه الشخصية وارضاء للمستوطنين الذين يراهن عليهم بأن يدعموه ليبقى في سدة الحكم لكن الحقيقة انه خسر المعركة والأيام المقبلة ستثبت ذلك ولن يبقى رئيساً للحكومة لأن الإسرائيليين سيحاسبونه على ما جرهم إليه هو وثلة المستوطنين المنفلتين الذين يحيطون به.
المصدر: العالم