لا ثقب في الإتفاق النووي.. المثقوب هو العقلية “الإسرئيلية“..!

699

أبين اليوم – الأخبار الدولية

مازالت “إسرائيل” تمارس دور الطفل المدلل، الذي يصرخ بأعلى صوته، لجلب إنتباه، “ماما أمريكا”، بعد أن تجاهلته، وهي مشغولة بالعودة الى الإتفاق النووي، وتصحيح أخطاء ترامب، التي إرتكبها وهو ينفذ وصايا نتنياهو، عندما انسحب من الإتفاق النووي، وفرض حظراً شاملاً على إيران، اعتقاداً منه، أو هكذا اقنعه نتنياهو، ان إيران ستهرول إليه مستسلمة في ظرف أسابيع معدودة.

بينما تسعى مفاوضات فيينا إلى إحياء الإتفاق النووي بعودة أمريكا إليه، ورفع الحظر الأمريكي بشكل كامل عن إيران، بالطريقة التي يمكن التحقق منها، في مقابل عودة طهران إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الإتفاق نفسه، لا ينفك “مسؤولو اسرائيل”، يتحدثون إزاء ما يجري في فيينا، بطريقة أقرب ما تكون إلى “الولولة والندب”، فهذا وزير الإستخبارات الإسرائيلي ايلي كوهن، علق على مباحثات فيينا بين إيران ومجموعة 4+1 بالقول: “لن تسمح إسرائيل لإيران بالحصول على أسلحة نووية. وليست لدى إيران حصانة في أي مكان، فطائراتنا يمكنها أن تصل لأي موقع في الشرق الأوسط وبالطبع لإيران”!!.

وعلى طريقة كوهين بالولولة، قال سفير “إسرائيل” في واشنطن جلعاد أردان،:”نحن نعتقد بأنّ العودة إلى هذا الاتفاق السيّئ خطأ بل حتى خطأ كبير.. لسنا معنيين بأن نكون في هذه القصة.. إنه إتفاق مثقوب”..!

عدم الارتياح الواضح الذي ظهر عليه أردان هذا، سببه، حسب ما قال هو ، بعد اجتماعه بمستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سليفان، قال أردان: “لا يزال التقدير في إسرائيل أن الجانبين سيتوصلان إلى تفاهمٍ في الأسابيع المقبلة”، واضاف “اننا أوضحنا خلال الإجتماع أن تل أبيب تحتفظ بحرية العمل ولا ترى نفسها مقيدة بأي إتفاق دولي ليست طرفاً فيه”.

العالم كله يريد التوصل إلى إتفاق مع إيران، وفي مقدمة العالم القوى الكبرى، ومن ضمنها امريكا، إلا “اسرائيل”، التي تريد أن ترفع إيران الراية البيضاء، هكذا وبكل سهولة. فلا يحق لايران، “إسرائيلياً”، أن تخصب اليورانيوم، وان لا يكون لها بالأساس برنامج نووي سلمي، وان تعطل برنامجها الصاروخي، وأن تتنازل عن جميع عناصر قوتها، وان تكف عن القيام بأي دور إقليمي، وأن تنكفىء على ذاتها، لماذا لأن “اسرائيل” تريد ذلك..!

هذا المنطق الذي تحاول “إسرائيل”، ان تقنع به القوى الكبرى، من انها اذا لم تعمل على تجريد ايران من كل شيء، فعليها ان تمنح “إسرائيل” “حرية العمل” ضد إيران!!. بات منطقاً مثقوباً، ولا يترشح إلا عن العقلية “الاسرائيلية” المثقوبة، والتي خدعت به ترامب ورهطه المتصهين، ويبدو أنه فقد اليوم بريقه لدى الإدارة الأمريكية الحالية، التي تحاول غسل الوحل عن سمعة أمريكا التي لطخها ترامب، بتأثير هذا المنطق المثقوب.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com