من ديمونا وحتى حيفا.. أين الهدف التالي الذي سيعدم أمن “إسرائيل“..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
الخبر:
لم تمض سوى بضعة أيام على سقوط الصاروخ السوري قرب منشأة ديمونا النووية، واذا بحريق يلتهم مصفاة نفط بمدينة حيفا.
الإعراب:
– في حين سعت سلطات كيان الإحتلال التقليل من أهمية الحريق الذي نشب في مصفاة نفط مدينة حيفا وعزت الأمر إلى أنه ناتج عن خلل في أحد الأنابيب لتبعد بذلك أي احتمالات بشأن تعرضها لهجوم سيبراني، إلا ان بعض المصادر الأخرى لا تستبعد بأن يكون الحريق ناتج عن هجوم سيبراني.
وما يعزز هذا التوجه هو الهجمات السيبرانية السابقة التي تعرضت لها المنشآت البنيوية الإسرائيلية في مجالات الماء والكهرباء ، والظلام الدامس الذي خيّم على مناطق شاسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالتالي الصمت المطبق للكيان الإسرائيلي حيال مثل هذه الأحداث.
– في الواقع أن الهجوم على حيفا ليس هجوماً على مصفاة فقط، بل أهمية الموضوع يكمن في أهمية هذا الميناء والمخازن العظيمة لذخائر الامونياك المتواجدة فيه، ولهذا السبب تسعى “إسرائيل” إلى التقليل من أهمية الحريق الذي نشب في مصفاة حيفا إلى مستوى الخلل في أحد خطوط الأنابيب، وهذا هو بالضبط نفس الموقف الذي اتخذته حيال إصابة الصاروخ السوري لمنطقة قرب منشأة ديمونا النووية، وابدت إصراراً واضحاً على الإيحاء بأن الصاروخ لم يكن يتبع هدفاً مباشراً في سوريا وفي نفس الوقت لم يكن يستهدف منشأة ديمونا او المنشآت النووية الإسرائيلية.
– هناك مثل معروف يقول “من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر”. نظراً الى ان تعرض منشأة ديمونا أو مخازن حيفا لأي حادث سيعرض أربع دول أخرى محيطة بالكيان الصهيوني إلى مخاطر بيئية جسيمة ، فمن البديهي أن يحاول هذا الكيان التقليل من أهمية الحادثة من جهة ومن جهة أخرى يخرج وزير البيئة الإسرائيلي مباشرة ليدلي بتصريحات ويطمئن الجميع بأنه ليس هناك أي مخاوف او مخاطر بيئية ناتجة عن حريق مصفاة حيفا.
– رغم أنه ليس من الواضح من يقف خلف هذه الهجمات، وخلافاً للمعتاد فإنه وفي حادثة ديمونا وكذلك حيفا ليس المسؤولين فقط بل ان وسائل الإعلام الإسرائيلية أيضاً فضلت بأن لا تذكر اسم المتهم الدائم في مثل هذه الحالات اي “ايران” لا من قريب ولا من بعيد ، وحاولت التقليل من أهمية هذه الأحداث إلى مستوى الخلل الفني.
يقال بأن نتنياهو وبعد حادثة نطنز تعرض للكثير من التأنيب واللوم داخلياً وامريكياً. والسر في ذلك يعود إلى ان امريكا و “اسرائيل” تعرفان جيداً بأن “اسرائيل” ليست نداً لايران في اي مواجهة عملانية. بعض المحللين يعتقدون بأن مسألة إستهداف السفن أفضل دليل على ضعف الكيان الإسرائيلي أمام إيران.
– إن كانت حادثة حيفا الأخير ة تأتي في إطار الحرب السيبرانية التي يشنها أعداء الكيان الإسرائيلي ضد هذا الكيان، فيمكن ان نتوقع بأن تكون “إسرائيل” أكثر حيطة وحذراً في المستقبل حيال أي محاولة لإشعال نيران الفتنة في المنطقة.
الصاروخ الذي توغل 230 كيلومتراً داخل الكيان الإسرائيلي، وتخطى أربع منظومات أمنية ليسقط قرب منشأة ديمونا، لا يحتاج سوى لمزيد من الوقود ليقبل المنشأة النووية الإسرائيلية. كما ان البنى التحتية لمنشآت الماء والكهرباء التي رفعت صوتها بالاعتراف بضعفها وهشاشتها أمام الهجمات السيبرانية، يمكنها أن تتناغم بسهولة مع عويل وبكاء حيفا وسائر المناطق الإسرائيلية الحساسة الأخرى.
المصدر: العالم